‘تحقيق لـرويترز: روسيا سهّلت خروج متطرفيها للقتال بسورية’
14 أيار (مايو - ماي)، 2016
قبل أربعة أعوام كان “سعدو شرف الدينوف” على قائمة المطلوبين لدى السلطات في روسيا وكعضو في جماعة إسلامية محظورة كان يتخفى في الغابات بشمال القوقاز ويراوغ دوريات الشرطة شبه العسكرية ويحيك المؤامرات لشن هجمات ضد موسكو.
لكن مصيره شهد فيما بعد تحولاً كبيراً. وقال “شرف الدينوف” (38 عاماً) إنه في ديسمبر/ كانون الأول 2012 تلقى عرضاً غير متوقع من ضباط مخابرات روس. إذا وافق على مغادرة روسيا فلن تعتقله السلطات وستعمل في الحقيقة على تيسير مغادرته.
وتابع “شرف الدينوف” في مقابلة أجريت خارج روسيا “كنت مختبئاً وكنت أنتمي لجماعة مسلحة محظورة وكنت مسلحاً”. وأضاف أن السلطات عرضت عليه اتفاقاً: “قالوا: نريدك أن ترحل”.
وافق “شرف الدينوف” على الرحيل. وبعد أشهر قليلة مُنح جواز سفر جديد باسم جديد وتذكرة ذهاب بلا عودة إلى اسطنبول. وبعد فترة وجيزة من وصوله إلى تركيا عبر الحدود إلى سورية وانضم لجماعة إسلامية بايعت فيما بعد تنظيم “الدولة الإسلامية” المتشدد.
وهناك خمسة روس آخرين بيّن أقاربهم ومسؤولون محليون أنهم غادروا روسيا أيضاً بمساعدة مباشرة أو غير مباشرة من السلطات وانتهى بهم المطاف في سورية. ويشير “شرف الدينوف” إلى أن طرق الرحيل اتبعت نمطاً متشابهاً.
ويضيف أقارب إسلاميين ومسؤولون حاليون وسابقون أن موسكو أرادت التخلص من خطر الهجمات الإرهابية في الداخل لذلك غض مسؤولو المخابرات والشرطة الطرف عن مغادرة الإسلاميين المتشددين للبلاد. وتقول بعض المصادر إن المسؤولين ذهبوا إلى حد تشجيع المتشددين على المغادرة.
وذكروا أن تلك الخطة استمرت قائمة حتى عام 2014 على الأقل. وتشير الحالات التي تم رصدها إلى أن تلك الخطة تم الإسراع بتنفيذها قبل الألعاب الأوليمبية الشتوية التي أقيمت في منتجع سوتشي الروسي عام 2014 لأن السلطات الروسية خشيت من أن المتشددين من داخلها قد يستهدفون ذلك الحدث الدولي.
وانتهى المطاف بالستة السابقين في سورية ويقاتل أغلبهم في صفوف جماعات تعتبرهم روسيا الآن ألد أعدائها. والستة يمثلون نسبة ضئيلة من عدد المتطرفين الذين غادروا روسيا خلال تلك الفترة.
وصرح “ألكسندر بورتنيكوف” مدير جهاز الأمن الروسي في جلسة للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية في أواخر العام الماضي إن بحلول ديسمبر/ كانون الأول 2015 غادر نحو 2900 روسي للقتال في الشرق الأوسط. وأشارت بيانات رسمية إلى أن ما يربو على 90 بالمئة منهم غادروا روسيا بعد منتصف عام 2013.
وبيّنت “إيكاترينا سوكيريانسكايا” كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية وهي هيئة مستقلة تهدف لحل الصراعات “اللغة الروسية هي اللغة الثالثة التي يتم التحدث بها داخل تنظيم الدولة الإسلامية بعد العربية والانجليزية. روسيا هي أحد الموردين المهمين للمقاتلين الأجانب.”
وأضافت: “قبل دورة الألعاب الأوليمبية لم تمنع السلطات الروسية المغادرة (…) وغادر عدد كبير من المقاتلين روسيا. كانت هناك مهمة محددة وقصيرة الأجل لضمان أمن الألعاب الأوليمبية (…) غضوا الطرف عن تدفق الشباب المتطرف” على الشرق الأوسط.
وتنفي السلطات الروسية إدارتها في أي وقت من الأوقات لبرنامج لمساعدة المتشددين على مغادرة البلاد. وتدعي أن المتشددين غادروا بإرادتهم ودون مساعدة من الدولة. وألقى المسؤولون ومن بينهم “بورتنيكوف” مدير جهاز الأمن الروسي وكذلك السلطات في شمال القوقاز باللوم في مغادرة المتطرفين على من يقومون بالتجنيد لصفوف “تنظيم الدولة” والدول الأجنبية التي تعطي المتطرفين ممراً آمناً إلى سورية ومناطق أخرى.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن مزاعم مساعدة وكالات إنفاذ القانون الروسية للمتشددين “لا أساس لها”. وأضافت أن تلك الوكالات تتخذ العديد من الإجراءات لمنع المتشددين من المغادرة ولمحاسبة من عادوا.
وذكرت أن روسيا فتحت المئات من القضايا الجنائية المتعلقة بقتال مواطنين روس في سورية ولذلك فمن “الغريب” الاعتقاد بأن المسؤولين سهلوا مغادرة المتشددين من روسيا.
ورفضت وزارة الداخلية التعليق قائلة إن جهاز الأمن الروسي هو المنوط بالقضية. ورفض جهاز الأمن الروسي في داغستان التعليق على الفور.
فوائد مشتركة
السماح للمتشددين بمغادرة روسيا كان خياراً مريحاً بالنسبة للمتطرفين وللسلطات على حد سواء. فقد قاتل الجانبان بعضهما بعضاً في منطقة شمال القوقاز ذات الأغلبية المسلمة ووصلا لطريق مسدود.
وفي عام 2013 بدأ الإسلاميون في التهديد بمهاجمة الألعاب الأولمبية في سوتشي وبثوا مقاطع فيديو لتهديداتهم على الإنترنت. ومثل هذا الهجوم قد يحرج روسيا في حدث يهدف لإبرازها على الساحة الدولية فأمرت موسكو بحملة قمع.
وبيّن ضابط متقاعد من القوات الخاصة الروسية قضى أعواماً في أرض المعركة في شمال القوقاز إن السلطات الاتحادية مارست ضغوطاً على المسؤولين المحليين للقضاء على التمرد قبل ألعاب سوتشي. وأضاف “قالوا لهم قبل دورة الألعاب الأولمبية إن أي فشل لن يغتفر ومن يفشلون سيُقالون. ضيقوا الخناق عليهم.”
رواية “شرف الدينوف” أكدها مسؤول سياسي في قرية “نوفوساسيتلي” في داغستان وهي منطقة في شمال القوقاز. وأصبح ذاك المسؤول الذي تقاعد منذ ذلك الحين همزة الوصل بين “شرف الدينوف” وأجهزة الأمن الروسية.
واستغرق الأمر من “شرف الدينوف” عدة أشهر ليقرر قبول الاتفاق. وفي النهاية قرر أن يضع ثقته في المسؤول المحلي الذي كان يعرفه منذ طفولته.
ويروي “شرف الدينوف” أن الوسيط اصطحبه إلى مدينة “خاسافيورت” والتي كان ينتظره فيها مسؤول محلي كبير في جهاز الأمن الروسي. وعلى الرغم من منحه ضمانات لسلامته بقي متشككاً ولذلك أخذ مسدساً وقنبلة يدوية في جيبه على الرغم من وضع شرط أن عليه المجيء دون سلاح.
ولم يحاول “شرف الدينوف” قبل ذلك مغادرة روسيا لأنه اعتقد أنه قد يُعتقل أو يُقتل. ومغادرة روسيا بشكل علني كانت مستحيلة لأنه كان على قائمة المطلوبين للاشتباه في ضلوعه في تنفيذ تفجير. وإذا اعتقل وتمت إدانته كان سيواجه عقوبة تتراوح بين السجن ثماني سنوات ومدى الحياة.
لكن “شرف الدينوف” أوضح أن ضابط جهاز الأمن الروسي أبلغه أن بإمكانه مغادرة روسيا وأن الدولة ستساعده على الرحيل.
وقال “شرف الدينوف”: في ديسمبر/ كانون الأول “قالوا: اذهب إلى أي مكان تريده يمكنك حتى الذهاب والقتال في سورية”. وتذكر أن دورة الألعاب الأولمبية ذكرت أثناء التفاوض. وأضاف “قالوا شيئاً مثل نريد مرور الأولمبياد دون حوادث ولم يخفوا أنهم كانوا يرسلون آخرين أيضاً إلى خارج البلاد.”
كان لـ”شرف الدينوف” أسبابه الخاصة لمغادرة روسيا. نشبت توترات بينه وبين الأمير المحلي الذي كان قائد الجماعة المنتمي لها. وقال إنه عندما أبلغ أمه بعرض جهاز الأمن الروسي بكت أمامه كي يوافق لأنها كانت تتمنى ألا يظل هارباً بعد ذلك.
واحتاجت الخطة المزيد من الأدوات الحكومية وبيّن المسؤول المحلي الوسيط إن “شرف الدينوف” احتاج جواز سفر جديداً لمغادرة روسيا “لأنه على قائمة المطلوبين لم يستطيعوا إرساله للخارج.”
“شرف الدينوف” تسلم جواز السفر عندما وصل إلى مطار “مينيرالني فودي” في جنوب روسيا في سبتمبر/ أيلول 2013 عندما رافقه موظف في جهاز الأمن الروسي في سيارة لادا فضية اللون معتمة النوافذ وكان مع جواز السفر تذكرة سفر ذهاب بلا عودة إلى تركيا.
وعرض “شرف الدينوف” جواز السفر الذي قال إن الحكومة الروسية أعطته له. ويحمل الجواز اسماً وتاريخ ميلاد مختلفين قليلا عن البيانات المسجلة عن “شرف الدينوف” في القائمة الرسمية للمتشددين المطلوبين.
وظهر “شرف الدينوف” في الصورة حليق اللحية بينما كان يعفيها خلال المقابلة. وقال إنه حلق لحيته من أجل جواز السفر الجديد. وطلب “شرف الدينوف” عدم نشر الاسم الجديد المسجل في جواز السفر الذي يتعامل به كهويته الجديدة.
ونفى مسؤولون بالأمن في شمال القوقاز مساعدة الإسلاميين المتشددين على مغادرة البلاد لكنهم يتفقون على أن غيابهم ساهم في حل مشكلات أمنية بالمنطقة.
وقال “محمود عبد الرشيدوف” عضو لجنة لمكافحة الإرهاب في “ماخاتشكال” عاصمة داغستان “بالطبع رحيل متشددين داغستانيين بأعداد كبيرة جعل الموقف في الجمهورية أفضل.”
وأكد ضابط بأجهزة الأمن شارك في المفاوضات مع المتشددين من قرية نوفوساسيتلي أن عدداً قليلاً من المقاتلين “ألقوا السلاح وخرجوا” من مخابئهم قبل أن يسافروا في وقت لاحق إلى سورية. وأضاف: “أوقفنا مقاضاتهم بعدما ألقوا السلاح.”
وتابع: “إذا كانت (السلطات) لم تتخذ ضدهم أي إجراءات وفقاً للقانون فإنهم يملكون نفس الحقوق كأي مواطن روسي. بمقدورهم الحصول على جواز سفر ومغادرة البلاد.”
اختفاء مفاجئ
عندما وصل “شرف الدينوف” إلى سورية كان “تنظيم الدولة” يشهد صعوداً لكنه لم يكن يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي. وانضم الرجل إلى جماعة صغيرة يطلق عليها جماعة صبري مع مقاتلين آخرين من روسيا وبلدان سوفيتية سابقة. واستقرت الجماعة في الدانا قرب حلب وسيطر التنظيم على أراض مجاورة.
وبيّن “شرف الدينوف” أن الجماعتين كانتا ترتبطان بعلاقات ودية. وانضمت جماعة صبري فيما بعد إلى “تنظيم الدولة” لكن “شرف الدينوف” ترك القتال في ذلك الوقت وغادر سورية. ورفض الإفصاح عما إذا كان قد تعرف في سورية على مقاتلين آخرين من داغستان أم لا.
وهناك تفاصيل عن خمسة متشددين آخرين غادروا لسورية في ظروف مشابهة لـ”شرف الدينوف”. والخمسة إما قتلوا أو سجنوا أو لا يزالون في سورية ويتعذر الوصول إليهم.
وقدم أقارب وأصدقاء ومسؤولون محليون تفسيرات لأحوال الرجال الخمسة الذي يتشابهون في كثير من الظروف ومنها أنهم جميعاً من داغستان وكان للسلطات الروسية سبب وجيه لرفض منحهم وثائق سفر ومنعهم من مغادرة البلاد. ولكن وفقاً لما ذكره الأقارب والمسؤولون المحليون فقد سمحت السلطات لكل منهم بالرحيل.
أحد الرجال الخمسة الذين غادروا روسيا هو “محمد رمضانوف” وهو من قرية “بيريكي”. وقال ضابط بالشرطة المحلية إنه أصدر أوامر في 2014 لمراقبة “رمضانوف” ومتشددين آخرين مشتبه بهم في إطار سياسة أمنية جديدة قبل استضافة دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي.
وقال إنه تلقى أوامر بوضع المتشددين المحتملين على قائمة مراقبة والاتصال بهم مرة كل شهر. وأوضح في تصريحات بمكتبه: “إذا لم يردوا على الاتصال فيتعين علينا أن نجدهم.”
وتابع أنه خلال الاستعدادات لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية وضع “رمضانوف” على القائمة لأنه شخص “يعتنق معتقدات إسلامية غير تقليدية إذ أنه ينتمي للوهابية.”
وعند هذه النقطة قال والده “سوليبان رمضانوف” إن ابنه ألقي القبض عليه بتهمة حيازة متفجرات في منزله لكن أطلق سراحه في وقت لاحق وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله.
وبيّن والده وضابط الشرطة المحلي أنه رغم وضعه رهن الإقامة الجبرية تمكن “رمضانوف” من مغادرة روسيا ومر على تفتيش جوازات السفر في مطار موسكو الدولي ومعه زوجته وابنه في مايو/ أيار 2014.
وذكر والده أنه ظهر فيما بعد في سورية. ولم يعلق مسؤولو الحكومة على قضية “رمضانوف”.
وقال “سوليبان رمضانوف” إنه تلقى رسالة في الثاني من يناير/ كانون الثاني عام 2015 من شخص قال إن ابنه قُتل في صفوف “تنظيم الدولة” خلال قتال ضد القوات الكردية قرب مدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود التركية.
وذكر والد متشدد آخر أن السلطات سمحت لابنه بمغادرة البلاد بناء على اتفاق وقال المسؤول السابق الذي عمل وسيطاً في قضية “شرف الدينوف” إن متشددين اثنين آخرين حصلا على مساعدة لاستخراج جوازي سفر.
وبيّن سكان ومسؤولون أنه بمجرد وصول متشددين روس إلى سورية فإنهم شجعوا غيرهم من بلداتهم على اللحاق بهم. وأوضح الضابط المحلي أن نحو 28 شخصاً من قرية “بيريكي” التي يقطنها ثلاثة آلاف شخص توجهوا إلى مناطق في الشرق الأوسط تقع تحت سيطرة “تنظيم الدولة”. وقال إن 19 منهم أدرجوا في روسيا على قوائم “المتشددين”.
وفي نقطة للشرطة داخل القرية وفي ملف على الكمبيوتر عشرات المتشددين المشتبه بهم. وكان الملف باسم “واه” وهو الاختصار الذي تستعمله الشرطة لكلمة “وهابيين”.
وأظهرت بعض الصور مجموعات من الشباب الملتحين من “بيريكي” وقرى مجاورة وهم يحملون أسلحة. وقال الضابط إن الصور التي عثر عليها أو أرسلت عبر الإنترنت أظهرت الرجال في سورية والعراق.
“جمال الدينوف”
قدم تيمور “جمال الدينوف” وهو من قرية “دشميكينت” في داغستان طلباً للحصول على جواز سفر دولي في سبتمبر/ أيلول 2014. ويقول شقيقه “أرسن” إن طلبه رفض بسبب نفقة مستحقة عليه لزوجته السابقة.
وفي الشهر التالي وضعته الشرطة على قائمة تضم وهابيين. وأشارت أسرته أنه خضع لعمليات فحص أمنية دورية.
وأضاف شقيقه أنه بعد أسبوعين من ذلك تمكن من مغادرة البلاد بجواز سفر صدر حديثاً. وبيّن ضابط شرطة محلي أن “جمال الدينوف” عبر الحدود بصورة قانونية. ويقول “أرسن جمال الدينوف” إنه لا يفهم إلى الآن كيف تمكن شقيقه من السفر.
وبيّن “أرسن” أن زملاء لشقيقه أبلغوه برسالة من سورية في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2015 بمقتل شقيقه قرب كوباني القريبة من الحدود التركية وذلك في نفس الوقت تقريباً الذي قتل فيه “محمد رمضانوف” هناك.
اثنان آخران
وبيّن المسؤول المحلي السابق الوسيط في قضية “سعدو شرف الدينوف” أن “يوسف شرف الدينوف” و”أحمد دنجاييف” من قرية “نوفوساسيتلي” في داغستان كانا ضمن المجموعة نفسها مثل “سعدو شرف الدينوف”.
وبحسب المسؤول وافق “دنجاييف” و”شرف الدينوف” (لا صلة بينهما وبين سعدو) على صفقة مع جهاز الأمن الروسي لوقف القتال في مقابل عدم إلقاء القبض عليهما وبعد وقت قصير قررا مغادرة روسيا.
وأضاف أنه ساعدهما في الحصول على جوازي سفر. وبحسب مصادر متعددة في قريتهما وشخص كان معهما في سورية غادر الرجلان روسيا في صيف 2013 ووصلا إلى سورية من تركيا وقاتلا هناك في صفوف جماعات إسلامية مسلحة.
وأشار أشخاص عرفوا “يوسف شرف الدينوف” أنه أصيب في القتال حول كوباني ومات في مستشفى على الجانب التركي من الحدود.
وذكر أصدقاء وأقارب “دنجاييف” أنه غادر سورية قبل أن تنضم الجماعة التي قاتل معها إلى “تنظيم الدولة” وعاد إلى روسيا حيث حُكم عليه بالسجن بمقتضى قانون يحظر على الروس الانخراط في قتال في الخارج يضر بالمصالح الروسية.
وقال ضابط الأمن المشارك في الاتصالات مع المتشددين من “نوفوساسيتلي”: “افترضت أنهم يمكن أن يتوجهوا إلى سورية. كان ذلك حق يكفله القانون لهم (…) وحتى إذا عرفنا أن شخصاً ما يمكن أن يذهب إلى سورية ما الذي يمكن أن نفعله؟”
“أحمد علي جادييف”
لا يزال ممكنا رؤية صورة لـ”أحمد علي جادييف” على اللوحات القديمة التي تحمل صور المتشددين المطلوبين في داغستان. وقريته “جيمري” معقل لنشاط الإسلاميين.
وقال “محمد” والد “علي جادييف” إن ابنه وُضع على قائمة إرهابيين مطلوبين لكن تلقى عرضاً من السلطات في 2008. وأضاف أن ابنه وثلاثة متشددين آخرين سُمح لهم بالحصول على جوازات سفر دولية ليغاروا روسيا جواً إلى أي مكان يريدونه. واختاروا سورية.
وفسر الأب اختيار ابنه بقوله إن ابنه سبق أن درس في سورية. وقال إن السلطات كانت أمام اختيار “أن تقتلهم أو تسجنهم أو ترسلهم إلى حيث يريدون”. وقال إنه لا يعرف إن كان ابنه انضم لاحقاً للقتال في سورية لأنه فقد الاتصال به بسبب آراء الابن المتطرفة.
وأكد مسؤول محلي في “جيمري” أن “علي جادييف” سُمح له بالسفر إلى الخارج مقابل الاستسلام.