رغيف الخبز.. الخطر الجديد على سكّان الرّقة
16 أيار (مايو - ماي)، 2016
سامر العاني: المصدر
دمّر القصف المتوالي من قبل سلاح الجو الرّوسي وطيران النظام الحربي معاً، أكثر من 40 في المئة من صوامع الحبوب في مدينة الرقة، بينما دمّر مطحنة الرّشيد بالكامل، وهي المطحنة الوحيدة الّتي تغذّي أفران المدينة بمادّة الطحين.
وقال مدير مؤسّسة الحبوب الحرّة “المهندس حسّان المحمد” لكلّنا شركاء “إنّ مطحنة الرشيد الواقعة في الجهة الشمالية من مدينة الرقة بالقرب من صوامع حبوب المدينة تعدّ من أهم المنشآت الاقتصادية والحيوية في المحافظة إذ أنّ طاقتها الإنتاجيّة تبلغ الطاقة 220 طن يومياً، ويعتمد عليها بشكل أساسي لتامين الدقيق لأفران المحافظة، حيث تجاوز الاستهلاك اليومي 600 طن للمحافظة في نهاية عام 2012 وبداية عام 2013 وكان يتم تأمين 35 في المئة من الاحتياج اليومي للمحافظة من انتاج مطحنة الرشيد أما الكمية المتبقية كانت تشحن من فرع المطاحن بحلب”
ولفت “المحمدّ أنه بالتزامن مع تحرير مدينة الرّقة تعرضت المطحنة للقصف عدة مرات من طيران الأسد والفرقة 17 إلا أن الأضرار الناتجة عن القصف لم توقفها عن العمل واستمرت بالعمل بالطاقة القصوى حتى سيطر “داعش” على المحافظة وترك معظم العاملين فيها عملهم بسبب مضايقات عناصر التنظيم لهم” مضيفاً أن إنتاج المطحنة انخفض في عامي 2014 و 2015 إلى 100 طن يومياً بسبب هجرة الكوادر الفنية وعدم اجراء الصيانة الدورية للآلات وكانت الكمية تكفي أفران المدينة فقط.
وأكّد “المحمد” أنّه بتاريخ الثاني من أيار/مايو الجاري، تمَّ تدمير معظم مباني المطحنة مما أدى لإخراجها من الخدمة نهائياً مشيراً إلى أنّ توقفها سيؤدي إلى تفاقم مشكلة تأمين الدقيق لأفران المحافظة وخاصة أفران المدينة ممّا سيتسبّب هذا الأيام بكارثة حقيقيّة في مجال الأمن الغذائي بالمحافظة إذ أنّ سكان محافظة الرقة يعتمدون على الخبز كغذاء أساسي ويومي وتعد المحافظة من المحافظات المنتجة للقمح بنوعيه القاسي والطري وهي بحاجة إلى مطاحن لطحن هذه الكميات.
وقال مصدر ميداني من داخل مدينة الرّقة “إن رغيف الخبر ارتفع إلى قرابة 50 ليرة خلال الأيام الماضية بسبب تحرير (داعش) لسعر الخبز وتركه لقانون العرض والطلب، كما قام التنظيم ببيع جزء من مخزون القمح إلى تجار باعوه بدورهم إلى النظام السوري” منوّها أنّه من المحتمل أن ترتفع أسعار الخبز بعد خروج المطحنة الوحيدة في مدينة الرقة من الخدمة إلى ضعف السعر الحالي.