تفاصيل المفاوضات بين النظام ومعتقلي سجن حماه يرويها مفرج عنه
17 أيار (مايو - ماي)، 2016
كشف مازن الحموي المفرج عنه حديثاً من سجن حماه المركزي، عن المفاوضات التي جرت بين مسؤولين في نظام بشار الأسد، والسجناء داخل السجن الذي كان قد شهد استعصاءاً كبيراً بداية الشهر الجاري.
وأوضح الحموي الذي كان معتقلا منذ أربع سنوات، أن وفد النظام كان مؤلفاً من وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر، والشيخ طلعت ملهم.
وقال إن “الوفد جاء إلى السجن من أجل إقناع السجناء بالإفراج عن الرهائن المحتجزين، كانوا يسألوننا عن عدد المحكومين الذين نريد الإفراج عنهم مقابل ترك الرهائن، وكانوا موافقين على 100 أو 200 محكوم”.
وأضاف الحموي أنهم طلبوا ضمانات من وفد النظام، وأخبروا الشيخ ملهم أنَّ سيارات الهلال الأحمر، ستوصلهم إلى منازلهم. وبيّن أنه “في البداية طلبنا الإفراج عن 490 محكوما، على دفعات، كنا ننوي الإفراج عن 60-70 محكوم في الدفعة الأولى، إلا أن الأمر تعثر، وبعد ذلك تم الإفراج على دفعات، تتألف من مجموعات عددها 15، و12، و10، و7 أشخاص”. حسب قوله.
وأعرب الحموي عن قلقه تجاه رفقائه في السجن بعد انقطاع الأخبار عنهم، واصفاً وضع السجن، بأنه صعب جداً خلال الفترة الأخيرة، لانقطاع التيار الكهربائي، وعدم توفر الطعام.
وبيَّن الحموي أن الإفراج عنه كان في المفاوضات بين أصدقائه ووفد النظام، قائلاً: “لم أكن أحلم برؤية أسرتي حتى بعد الإفراج عني، لم آخذ أي ضمانات من الشيخ ملهم، وفي كل نقطة تفتيش للنظام كنت أتعرض للتحقيق على الرغم من أنني على متن سيارة للهلال الأحمر، وفي نهاية المطاف وصلت إلى منزلي، وقابلت أسرتي”.
وحول السجناء السياسيين القدامى، ذكر الحموي أنَّهم كانوا يتعرضون لأبشع صنوف التعذيب الوحشي، مشيراً أنَّ قوات النظام كانت تتعمد فصل السجناء السياسيين، لعدم حدوث احتكاك بينهم وبين السجناء العاديين، وقامت بتوزيعهم على عدة مناطق منها سجن صيدنايا في ريف دمشق.
وبدأت أوضاع السجن بالتردي، عقب رفض السّجناء، في الثاني من مايو/ أيار الجاري، تسليم خمسة معتقلين سياسيين كان النظام يعتزم إعدامهم، ما أشعل تمردًا في السجن، وقامت قوات الأمن ردًا على ذلك بحصار السّجن، واستخدام الغاز المسيّل للدموع ضد السجناء.
واحتجز السجناء، ضابطًا برتبة عميد، واثنين آخرين برتبة نقيب، إلى جانب عدد من عناصر الأمن العسكري، ما أدى إلى بدء مفاوضات بين الطرفين، أسفرت عن إطلاق النظام 34 محكوما، ثم إطلاق 120 آخرين مقابل إطلاق السجناء، سراح العميد وعناصر الأمن العسكري.
ويوجد في زنازين سجن حماة ما يقارب ألف سجين سياسي، وشهد السجن في شهر أغسطس/آب من العام الماضي، تمرّدا اندلع نتيجة للمعاملة السيئة للسجناء، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في محاولة لإخماده، ومن ثم تراجع النظام قليلًا في محاولة لتهدئة الأوضاع.