خطاب السيسي للإسرائيليين بعد سلسلة التطبيع.. رسائل غزل
18 مايو، 2016
محمد جمال –
بعد سلسلة خطوات تطبيعية مصرية اسرائيلية منذ مجيء السيسي لحكم مصر، اختتم الرئيس المصري، هذه السلسلة بخطاب غزل، اعتبره الاسرائيليون “رسالة إخوه”، يدعوهم فيه للقبول بدولة فلسطينية، ويعدهم بنعيم من العلاقات لن يصدقوها مع العرب.
الرئيس المصري دعا الإسرائيليين، للقبول بمبادرات السلام المطروحة على الساحة، ومنها المبادرة العربية للسلام، والقبول بدولة فلسطينية، قائلا “أنه حال إقامة دولة فلسطينية فسوف تكون أمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي “لن يصدقها أحد”، والتي سنرى فيها “العجب”، بحسب تعبيره.
وأوضح: “لو تحقق الامل ده سندخل مرحلة جديدة جداً محدش يقدر يصدقها”.
وقال السيسي، خلال افتتاح عدد من المشاريع التنموية بمحافظة أسيوط الثلاثاء 17 مايو 2016: “أرجو من القيادة الإسرائيلية إذاعة خطابي هذا في إسرائيل مرة واتنين للاستفادة من تحقيق السلام”.
بعد خطاب طويل من الغَزَل لإسرائيل#السيسي : أتمنى أن تُذيع القيادة الإسرائيلية خطابي هذا لشعب إسرائيل أكثر من مره ! pic.twitter.com/BFtIMhmQSh
— أخبار مصر ™ (@akhbaarmasr) May 17, 2016
وأكد السيسي أن هناك فرصة لكتابة صفحة جديدة من السلام في المنطقة، قائلًا: “أنا ما بعرفش أحور أو أتآمر، حل القضية الفلسطينية وإقامة دولتها السبيل الوحيد لتحقيق سلام أكثر دفئاً بين مصر وإسرائيل”، عارضا تقديم مصر لكل الجهود في سبيل التوصل الى حل.
وقال السيسي إنه لو استطعنا معا بإرادة وإخلاص حقيقي حل هذه المسألة وايجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل بل قد تزيد على ما تم انجازه في معاهدة السلام بين مصر واسرائيل التي مر عليها 40 عاما الآن”.
وتابع: أقول للإسرائيليين وهم يسمعوني، وأرجو أن تسمح القيادة الاسرائيلية بإذاعة خطابي هذا في اسرائيل مرة ومرتين، هناك فرصة حقيقية لتحقيق سلام، رغم عدم وجود مبررات من وجهة نظر كثيرين، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة”.
وأكد السيسي أن هناك مبادرة عربية وحاليا أخرى فرنسية وجهود أمريكية ولجنة رباعية لإيجاد حل للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، مطالبا القيادة والأحزاب في إسرائيل بالاتفاق على إيجاد حل للأزمة مضيفا أن المقابل سيكون كل ما هو جيد وعظيم للأجيال الحالية والأحفاد القادمة.
ولوحظ أن السيسي، وصف قيام الدولة الصهيونية بأنه “استقلال”، ووصف النكبة الفلسطينية بـ “الاستقلال”؛ حين أعرب عن حزنه أن يحتفل الصهاينة بـ “الاستقلال” والفلسطينيين بالنكبة في نفس اليوم، قائلا إن هذا ما يتطلب العمل على إحلال السلام في المنطقة.
وقال للإسرائيليين: “إذا كنتم تثقوا في كلماتي ومسيرة التجربة اللي انا شفتها كإنسان، شفت حالة كنا موجودين فيها وبقينا في حاجة تانية، والحالة اللي احنا فيها حققت السلام للإسرائيليين”.
ملاحظات حول خطاب #السيسى عن السلام مع #اسرائيل: pic.twitter.com/AyJFP0qrCG
— محمد سيف الدولة (@seif_eldawla) May 17, 2016
رسالة أخوة لتل أبيب
وعلقت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي على خطاب الرئيس المصري حول السلام مع إسرائيل بوصف خطابه بأنه “رسالة سلام وأخوة من الرئيس المصري لاسرائيل”.
ووصفت القناة الخطاب الذي ألقاه بأنه “غير المسبوق”، مشيره لأن “الرئيس المصري اختار بث رسالة أمل وتفاؤل، وانتقد من يعتقد أن معاهدة السلام بين الدولتين هي سلام بارد”.
يعني يوم ما رئيس يهزها ويتكلم عن #القضيه_الفلسطينيه يقول نسعي لتحقيق امن اسرائيل !! ايه بقي !!
— احدهُمْ (@Eslam_3rafa) May 17, 2016
#السيسى_منور_الصعيد
بطرح الرئيس النهارده لمبادره حل #القضيه_الفلسطينيه ع اساس#دوله_فلسطينيه مقابل الامان لاسرائيل#مصر تستعيد دورها الفاعل— hala (@HalaElZieny) May 17, 2016
رسائل خطاب السيسي
ويمكن تلخيص الرسائل السياسية التي سعي السيسي لنقلها في خطابه عن القضية الفلسطينية فيما يلي:
1- وصف اغتصاب فلسطين وذكري النكبة بأنها “استقلال” للدولة الصهيونية، وقد يقال أن هذا يأتي في إطار ان هناك علاقات دبلوماسية بين مصر واسرائيل، وسبق لرؤساء مصر السابقين تهنئة اسرائيل بما يسمي عيد الاستقلال ببرقيات روتينية ولكن هذه اول مرة تقال علنا من رئيس مصري.
2- الخطاب تحدث عن إعطاء كل الضمانات لإسرائيل من أجل أمنها، وحقها في الدفاع عن نفسها، وهي لغة جديدة تتشابه مع الخطابات الامريكية والاوروبية التي تتحدث عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتستغلها تل ابيب في العدوان علي الفلسطينيين وقلتهم باسم الدفاع عن نفسها.
3- دعوة السيسي للقادة الإسرائيليين لبث كلمته هذه في برامج التلفزيون الإسرائيلية، كانت اشبه بتقمص دور الرئيس الراحل السادات حين طالب الاسرائيليين بدعوته لزيارة الكنيست، وبدء رحلة كامب ديفيد، ولكن لا يعرف السبب الحقيقي لهذا الطلب .. هل هي اقناعهم بالقبول بدولة فلسطينية مقابل مزايا لن يحلموا بها؟ أم مقاصد اخري هو وحده التي يعلمها.
4- الخطاب كان أشبه بنوع من التشجيع والغزل للجانب الاسرائيلي كي يقبل بأي مبادرة تعجبه -مبادرة السلام العربية أو أي مبادرة أجنبية – بحيث يوافق على قيام “دولة فلسطينية”، أي دولة، دون توضيح معالم هذه الدولة.
5- ولهذا وصفت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي خطاب السيسي بأنه “رسالة سلام وأخوة من الرئيس المصري لإسرائيل”، واعتبرت القناة الاسرائيلية الخطاب الذي ألقاه بأنه “غير مسبوق”، لأن السيسي انتقد في خطابه من يقولون أن معاهدة السلام بين الدولتين هي “سلام بارد”، بحسب القناة.
6- ومهم هنا الاشارة الي العديد من الخطوات التطبيعية بين مصر واسرائيل منذ مجئ السيسي منها: زيارة وفد صناعي إسرائيلي لمصر وقيام وفد مصري برد الزيارة – زيارة وفد من شركات السياحة المصرية التي تقوم بتسفير الاقباط لإسرائيل، ولقاؤهم نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي – إعادة السفير المصري لتل ابيب بعد سحب الرئيس مرسي له – تغيير مناهج التعليم وإضافة ففصل كامل عن معاهدة السلام
7- لكل هذه الاسباب اشاد الاسرائيليون بخطاب السيسي باعتباره مكمل لسلسلة الخطوات التطبيعية هذه وخصوصا قوله أن (العرب سيدخلون مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات محدش يقدر يصدقها وسنرى فيها “العجب”، بحسب تعبيره، لو قبلوا بقيام دولة فلسطينية.