البعثة المصرية في نيويورك أشد عداءا للثورة السورية من الروس؟

21 مايو، 2016

 رأى مطلعون أن البعثة المصرية في نيويورك تحولت إلى شبه ناطقة باسم الأسد، وهو ما رفع عن روسيا أحيانا بعض الحرج مواجهة العواصم الغربية التي تؤيد، ظاهريا، ثورة السوريين ضد العصابة الدموية الحاكمة في دمشق.

هكذا، يحاول الأوروبيون تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن يفرض تنفيذ بنود القرار 2254، وذلك من أجل “وقف الأعمال القتالية في سوريا” و”السماح بإيصال المساعدات الغذائية” إلى المناطق السورية المحاصرة، فيأتي الاعتراض لا من روسيا، بل من مصر.

ويقول متابعون إن تأييد الحكم المصري المطلق للأسد بدا ممزوجا بنوع من العجرفة، فمن يتحدثون مع الدبلوماسيين المصريين في نيويورك ينقلون عنهم اعتقادهم أن القاهرة تتمتع بحكمة وحنكة لا تضاهيان، وأنها تفضل “الدبلوماسية الهادئة”، وأن مصر هي “أبرع دول العالم دبلوماسيا”؟؟

ولا يبدو أن القاهرة وبعثتها في نيويورك تدركان أن العالم لا يراهما بالعظمة التي تريان نفسيهما عليها، فغالب المتابعين ينظرون مصر دولة ضعيفة سياسيا واقتصاديا، مفككة غارقة في أزماتها الإدارية والأمنية والاجتماعية، لكنها مع ذلك تحاول الإيحاء بعكس ذلك، وتسعى لإسكات أي رأي مخالف، كما كتب أحد الصحفيين العرب من أمريكا.

مصر اليوم تحكمها مجموعة انقلابية حاقدة فاشلة تقودها إلى الانهيار والتفكك وسنوات التيه والضياع، وليس في مواقفها ما يُستغرب، لأنها مدفوعة بالعداء للثورات ودعم العصابات أمثالها واحتضان المنبوذين والهاربين والمتآمرين والمتربصين.

لكن ما يُستغرب هو هذا الدعم الخليجي الهائل من بعض خصوم الأسد المفترضين، إنقاذا لنظام السيسي في مواجهة معارضيه، ليعاكسها في مناطق الصراع التي تبدو فيها بحاجة ماسة إلى إسناد واصطفاف. 

 

21 مايو، 2016