‘ريم الأتاسي: بلاد العرب لم تكن ولن تكون يوما أوطاني’
23 أيار (مايو - ماي)، 2016
لماذا تجاهلنا العالم عندما وقعنا في مصيدة الحرب الطاحنة، لماذا قرروا أن يعنوننا بإسم المخيمات والفقر والتشرد، ألم تكن يوما ما سوريا الأم الحنون التي حضنت الجميع، وفي اللحظة التي وقعت فيها جريحة تكالبت عليها الأمم، بلاد العرب لم تكن ولن تكون يوما أوطاني .. وأنا مسؤولة عن كل كلمة أخطها .. فعندما يموت شعب بلدي من الجوع والبرد والمرض في مخيمات لا يعيش فيها الدواب سأنكر الجميع .. فأوروبا ورغم أني لا أبرئها من الدم السوري إلا أنها حوتنا في منازل، أطعمتنا وعالجتنا وعلى الأقل مثلت دور الأم الحنون.. لكن بلاد العرب التي بات يشمئز من ذكرها الإنسان رفضتنا وذلت أبناءنا ..
لماذا أتحدث اليوم عن شيء بات من المسلمات، أتحدث لأذكر الناس، لأنني اكتشفت أن الدور الوحيد الذي نتقنه هو التناسي، افتعال دور النسيان، أجل ربما نحن بحاجة لأن نتناسى كي نعيش، لكن هناك من يموت على حساب هذا التناسي وتنسى حتى ذكراه..
سوريا فقدت الكثير من أبنائها وتناسوا وتناسينا، دمرت وتحول عمرانها إلى رماد وتناسوا وتناسينا، يذكروننا باللحظة التي يريدوننا فيها أن نتذكر، ثم يعودوا ليغلقوا الكتاب على الصفحة التي يريدون، ألهذا الحد نحن أحجار دومينو بلا إحساس ولا أحد موجود ليقدس وجودنا أو ذكرانا ..
أوجه هذا المقال إلى ذاكرة النسيان، إلى بلاد العرب التي لن ننسى موقفها يوما. . ولن نقدم لها العزاء لو مهما جرى، فتذكروا أنها الأعوام تمر وأننا في كل يوم نفقد سوري، ونفقد سوريا .. تذكروا هذا في كل وقت وكل حين، تذكروا بأننا نفقد وطن..