نعم انا حاقد ..

نعم ان حاقد لان اهلي قتلوا ودفنوا تحت انقاض بيتنا هناك في حلب

لاني يدي لا تستطيع ان تصل الى السماء وتسقط تلك الطائرة التي القت علينا البراميل ..

..

وانا ايضا حاقد وقد قضيت في المعتقل دهرا وخرجت

لا استطيع ان تطال يدي ذاك السجان الذي اغتال زهرة عمري

..

نعم وانا مثلهم حاقد لانهم جروا ابي من المنزل امام عيني واختفى .. قالوا مات تحت التعذيب

ورأيت صورة لجسده النحيف وعليه الوان الكدمات والطعنات .. كيف انسى

كيف استطيع الوصول الى ذاك الجلاد لاشفي غليلي ..

..

وانا حقدي قديم يعود الى زمن الصمت الى تلك الجلسة التي هددني فيها رجل المخابرات ..

وبت اجتر الكلام في حلقي لا استطيع ان اقول للفاسد فاسد ولا للسارق سارق ولا للص لص ولا للقاتل قاتل ..

خنقتني الكلمات ودمر انسانيتي النفاق والمحاباة ..

وعندما لم اعد احتمل صرخت ..

وواجهوا صرخاتي بالرصاص ..

هربت .. كسبت نفسي وخسرت الوطن ..

...

عندما لا يستطيع الانسان ان يرد الظلم عنه .. عندما يسلب منه  ابسط الحقوق ويمنع من ان يدافع عن نفسه ولو بكلمة .. ويجبر على ان يصمت .. ماذا عساه ان يفعل غير ان يكره ويحفظ الكراهية بالحقد .. هو في النهاية انسان ..

وهل هو آلهة حتى يغفر ويصفح .. !؟

نعم  لكي نحافظ على سوريا اليوم .. يجب ان نتمسك بالحق ونسعى وراء المحاسبة ..

ولكن ربما علينا ايضا ان نتمثل بالآلهة .. ونغفر ..