جامعات (خلبية) تصطاد اللاجئين السوريين


Damascus-ahmad soltan- University-3_2

بعد مواجهة الغباني بهذه الأسئلة جاء رده بأن جامعة “أريس الدولية” تصدر شهادات تعليمية بناءً على “ترخيص” إذاعة مدنية في لبنان وليس اعتراف جامعي وتذرع بعدم وجود رئيس في لبنان، وأن الإذاعة المدنية مثلها مثل أي ترخيص يؤهل للدخول إلى التعليم فإما أن يكون “وقف” أو “إذاعة مدنية” أو “جمعية”.

روزنة-

بعد لجوء الشباب السوري إلى دول الجوار هرباً من الموت، وفي ظل غياب أية آفاق لمواصلة تعليمهم، قرر الطلبة السوريين إكمال دراستهم الجامعية يحذوهم الأمل في بناء مستقبلهم، وحتى لا يقعوا في شراك اليأس، وبسبب عدم تحدث معظمهم للغة التركية، اتجهوا للجامعات التي أعلنت عن نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تستغل حالة الفوضى والضياع التي يعانيها الطلبة اللاجئون، ومن هنا بدأت معاناتهم الأخرى مع تلك الجامعات التي ثبت أن شهاداتها مجرد “كرتونة” مطبوع عليها الاسم والاختصاص والدرجة العلمية دون أن تحظى بالاعتراف المطلوب والذي يفتح للطلبة آفاق أوسع في مستقبلهم.

مؤخراً تفاعلت قضية الخلاف بين جامعتين هما “جامعة أريس الدولية” و”جامعة أريس” بعد أن منحت أريس الدولية الدكتوراة الفخرية لمعاذ الخطيب، الأمر الذي لفت الأنظار لهذه الجامعة وما هي وماذا تكون، فضاع السوريون بين أريس الكائنة في أميركا وأريس الدولية في تركيا، الأمر الذي شتت الطلبة المنتسبين لأريس الدولية وأظهر تجاربهم الشخصية معها والتي طفا بعضها على السطح كاتهامات بالنصب واستغلال اسم الخطيب للترويج للجامعة، مما دفع براديو “روزنة” للاستقصاء عن هذه الجامعة وعملها.

جامعة أريس:

تواصلت “روزنة” بالاستاذ “عصام رجب” فقال” كان هناك جانب من التقصير في التعليم الأكاديمي الشرعي في أميركا، فأسست معهد في هيوستن بتكساس عام 2006 عندما كنت في أميركا، وعندما بدأت المشروع سجل لدينا 124 طالب وانخفض العدد إلى 54 طالب خلال شهر وتخرج منهم 12 طالب فقط عام 2009، وكانت أول دفعة لمعهد أريس”.

وأضاف رجب بأن السلطات في ولاية تكساس تواصلت معهم عن طريق “مكتب القوى العاملة” واشترطت علينا إعادة الرسوم أو الاطلاع على المناهج للموافقة عليها، وعلى أساس” الاطلاع عليها” تم منح إعفاء ضريبي لمعهد “أريس” لأن الدراسة كانت مبنية على أساس ديني، وبناءاً على هذا الإعفاء طلب مجلس التعليم العالي بولاية تكساس الإشراف علينا مع شرط إدخال مواد أخرى إلا أننا رفضنا الإشراف، واكتفينا بـالـ “إعفاء ضريبي” كما يحصل مع بقية المعاهد الدينية، والحصول على الترخيص في العام 2009، وعلى هذا الأساس تم تصديق الشهادات من الخارجية الأميركية.

ويضيف رجب أنه التقى بالدكتور سامر قنطقجي المتخصص بالاقتصاد الإسلامي، وطلب من قنطقجي التفرغ لرئاسة المعهد، فاقترح بدوره افتتاح فرع في لبنان وتعيين محمد خير الغباني ليكون عميداً لكلية الشريعة ورئيساً لفرع الجامعة في لبنان، بحكم أنه نشاطه العلاقات العامة، الأمر الذي تم في عام 2012، وتم تغيير اسم المعهد إلى جامعة اريس بناءاً على طلب قنطقجي والغباني في لبنان، “وللأسف اكتشفنا أن الغباني قام بتسجيل اسم “اريس” في لبنان باسمه اعتماداً على التوكيلات التي منحناه اياها، وتم ملاحظة  تجاوزات كثيرة منها تسجيل بعض الطلبة في دراسات “الاقتصاد الإسلامي” علماً أنه لم يكن لدينا مثل هذا الفرع، وللحد من هذه التجاوزات، طلبنا منه أن يتم التسجيل من خلال موقع الانترنت الكترونيا لحصرالطلبة لأننا علمنا لاحقاً أنه أخذ رسوم ولم يبلغنا عنها، لكنه لم يمتثل لهذا القرار، وافتتح فرعاً في تركيا دون علمنا، ومع هذه التجاوزات العلمية والأكاديمية والشرعية والإدارية صدر القرار بفصله”

وفي تركيا تم رفع قضايا بين جامعة أريس والغباني ومع كسب القضية أعلم المحامي ممثل أريس “بأن أي نشاط باسم اريس سيتم ايقافه في استانبول مالم يتم التعامل معكم، وأجبروه على تغيير الاسم والشعار، وقام بتغيير الشعار وتبقى الاسم الذي سنقوم بملاحقته قانونياً” حسب رجب.

يقول الدكتور سامر قنطقجي  رئيس جامعة أريس: “كان محمد خير الغباني ممثل جامعة أريس في لبنان، وأخذ بمنح شهادات فخرية دون علمنا ولم يلتزم بالتعليمات التي طلبناها منه، فقمنا بإلغاء الفرع في لبنان واعتبار أن كل ما صدر في لبنان عن أريس غير نظامي، وفي هذه الأثناء وجدنا أنه حجز نطاق “areesuniversity.com” وأصدر ترخيص في لبنان باسم هلال درويش، ولكن تمت ملاحقته فانتقل إلى تركيا، ونحن كجامعة أريس بدأنا في ملاحقته قانونياً والآن الموقع متوقفو سيجد المتصفح أن الموقع لا يعمل”.

تواصلت روزنة بمجلس التعليم العالي في تكساس للاستفسار عن جامعة أريس فكان ردهم “أنه مصرح لها بالتعليم الديني فقط”.

قرار تعيين محمد خير الغباني وقرار فصله:

محضر جلسة التدبير:

قرار التدبير بالتركية والعربية:

Texas workforce letter

Arees University HEB ltr 10 8 12:

 

جامعة أريس الدولية:

من طرفه وفي اتصال لروزنة مع الدكتور محمد خير الغباني أصر أنه يمثل جامعة “أريس الدولية”، وانها تختلف عن جامعة “اريس”، وأريس الدولية حاصلة على عدد من الاعترافات والمعادلات في العالم، وعندما سالناه عن الترخيص، أفاد بأنه صدر قرار بذلك في المالديف عام 2014، علماً أن الجامعة تصدر شهادات منذ عام 2010، كما ان الجامعة مرخصة من “اتحاد الجامعات الدولية” الذي أفاد الغباني بأنه اتحاد معترف به في تركيا وبأنه ينشط في ترابط واتفاقيات وتأهيل الجامعات وهو مرخص ومرفوع إلى منظمة “اليوك” ووزارة الخارجية للموافقة.

وتابع الغباني “نحن ليس لنا علاقة بجامعة اريس في أميركا، وبدأنا العمل في إذاعة مدنية بلبنان عام 2012 ومن خلال ترخيصنا في المالديف عام 2014 ، وقمنا بحماية للوغو عام 2013”.

وعند البحث عن ترخيص جامعة أريس الدولية في لبنان وجدت “روزنة” انها جامعة غير مرخصة وقال المدير العام للتعليم العالي الاستاذ الدكتور أحمد الجمال :” لقد ورد إلينا إفادة عن هذه الجامعة موقعة من مركز وهمي في لبنان وقمنا بالتحقيق وتبين أنه لا وجود لها في لبنان، إن هذه الجامعة غير مرخصة ولا يعترف بشهاداتها في لبنان، والافادة المرفقة الصادرة عن وزارة الاقتصاد هي تسجيل علامة فارقة ممكن لأي شركة تجارية الحصول عليها في لبنان، إن الترخيص لمؤسسات التعليم العالي هو من صلاحيات مجلس الوزراء بعد دراسة للطلب من قبل لجان فنية مختصة ومن قبل مجلس التعليم العالي، إن هذه الجامعة من نوع الجامعات الوهمية والتي تصدر شهادات تصنف تحت إسم  Diploma Mill”

وبعد مواجهة الغباني بهذه الأسئلة جاء رده بأن جامعة “أريس الدولية” تصدر شهادات تعليمية بناءً على “ترخيص” إذاعة مدنية في لبنان وليس اعتراف جامعي وتذرع بعدم وجود رئيس في لبنان، وأن الإذاعة المدنية مثلها مثل أي ترخيص يؤهل للدخول إلى التعليم فإما أن يكون “وقف” أو “إذاعة مدنية” أو “جمعية”.

ويضيف الغباني عن القضايا المرفوعة بين جامعة “اريس” وبين جامعة “اريس الدولية” التي يرأسها: ” بعد العمل مع جامعة “اريس” اكتشفت أنها “غير مرخصة في مجلس التعليم بتكساس وهي معهد ديني وأن رخصتها على شكل جمعية فأوقفنا التعامل معها بعد عامين من العمل التسويقي لها فاضطررت لاستخدام الاسم وزيادة الدولية في الترخيص الجديد كي نستمر بالعمل”

كما عزا الغباني أيضاً “الشوشرة” بعدما منحت “اريس الدولية” شهادة الدكتوراه الفخرية لمعاذ الخطيب، وأن التنازعات السياسية بحكم وجود أعداء للخطيب كانت السبب في كل ذلك، وبأن الحرب بدأت على الجامعة بعد التكريم.

وعن الشهادات قال الغباني أنه على استعداد لترجمة الشهادة وتصديقها من الخارجية التركية وليس له علاقة في حال عدم قبولها، وهنا فرق بين عدم القبول في الجامعات الأخرى أو فيما إذا لم يكن لديهم اختصاص في الدراسات العليا، لأن بعض الجامعات ليس لديها دراسات ماجستير أو دكتوراه، وبرر أن اللغة أيضاً تكون حاجزاً ضد الاعتراف حيث أن الطالب أنهى دراسته باللغة العربية، ويجب إكمالها في الجامعات التركية، باللغة التركية. كما أضاف الغباني بأنهم يرتبون لافتتاح مبنى للجامعة في شهر يوليو القادم باستانبول.

هذا وتتراوح رسوم الجامعة مابين 500 دولار للدراسات في كلية الشريع الإسلامية في حين تبلغ الرسوم 1000 دولار لباقي الكليات، والماجستير تبلغ رسوم المناقشة 600 دولار في الدراسات الإسلامية في حين تبلغ رسوم المناقشة 1200 دولار لغير الشريعة الإسلامية، ورسوم الدكتوراه تبلغ 900 دولار.

وعلمت روزنة من مصادرها أن مبلغ الحصول على درجة الدكتوراه تجاوز هذا الرقم بكثير وبلغ عدة آلاف من الدولارات.

كما تواصلت روزنة مع اتحاد الجامعات الدولية في باريس والذين أفادوا بدورهم بأن الجامعة ليست مسجلة بقيودهم، وتواصلت أيضاً مع مقر “اتحاد الجامعات العربية” في الأردن ونفوا أن تكون جامعة “آريس الدولية” عضوا في الاتحاد وبأنه لا تتوفر لديهم أية معلومات عنها.

كما حصلت روزنة على وثائق تثبت ان “جامعة أريس الدولية” عبارة عن شركة مدنية مرخصة باسم “محمد خير الغباني” و “هلال درويش درويش” في لبنان، و ترخيص “اتحاد الجامعات الدولي” الذي استند إليه الغباني هو أيضاً شركة مدنية مرخصة باسم “محمد خير الغباني” كذلك في لبنان.

وتواصلت روزنة مع وزارة التعليم العالي في المالديف من خلال البريد الالكتروني والاتصال الهاتفي عدة مرات، إلا اننا لم نلق جواب منهم بشأن ترخيص جامعة أريس الدولية أكاديمياً.

وفي هذه النقطة تجدر الإشارة إلى ما لاحظناه من وجود “أخطاء إملائية” في نص إحدى الشهادات الصادرة عن جامعة “أريس الدولية”، بالإضافة إلى الحصول على وثيقتين لأحد الطلبة، إحداهما منح شهادة ماجستير بتاريخ 01-01-2015 ، في حين كانت الوثيقة الثانية لمناقشة رسالة الماجستير بتاريخ 06-03-2015، أي أن الشهادة صدرت قبل شهرين من قرار مناقشة الرسالة.

وتم التحقق أيضاً من خلال البحث والاستقصاء بأن اسم الموقع http://www.uiutr.com/ الالكتروني المسجل تحت اسم “اتحاد الجامعات الدولية” المنشور على صفحة الفيسبوك الخاصة بالاتحاد منتهي المدة، وتم تغييره لاحقاً في صفحة الفيسبوك الخاص بالاتحاد إلى www.iuutr.com ، وعند دخولنا إلى موقع www.areesuniversity.com في تركيا وجدناه مغلق لأسباب قضائية، في حين كان يأخذ المتصفح من خارج تركيا إلى موقع آخر.

ترخيص المالديف:

بيان:

تسجيل جامعة أريس الدولية في لبنان:

 

اعتماد الجامعات الدولي لجامعة اريس الدولية:

 

حماية اللوغو في وزارة الاقتصاد اللبنانية (كشركة):

 

خطأ إملائي في إحدى الشهادات التي تم اصدارها:

 

إغلاق موقع اريس الدولية في تركيا:

قرار منح شهادة الماجستير وشهادة الماجستير:

منح شهادة ماجستير بتاريخ 01-01-2015، والوثيقة الثانية لمناقشة رسالة الماجستير بتاريخ 06-03-2015، أي أن شهادة الماجستير صدرت قبل شهرين من قرار مناقشة الرسالة

أريس الدولية في تركيا

عبدالله الطعمة طالب خرج من سوريا، وبدأ البحث عن جامعة لإكمال دراسته فيها: “اردت إكمال دراستي في جامعة أريس الدولية” باستانبول اعتماداً على اسم “جامعة أريس” والتي أعلم أنها معتمدة في الولايات المتحدة، حيث علمت أنهم افتتحوا فرعاً لها في الريحانية بتركيا، مستغربا أنه في الريحانية وليس في استانبول، وتواصلت مع شخص اسمه “محمد سعيد” وعرف عن نفسه بأنه دكتور في الشريعة الإسلامية وكان يعمل في جامعة خاصة بمدينة حماة وسألناه عن التسجيل فقال أن لديهم مكتب  في “أورفة” لمن يريد الدراسة في أي اختصاص غير الشريعة الإسلامية وعرف عن الجامعة بأنها “جامعة أريس الدولية الأميركية، وقمت بالتواصل بمكتب أورفة وأحسست أن الموضوع غير جاد فأقلعت عن الفكرة”

ويتابع الطعمة أنهم تواصلوا معه بعد حوالي الشهر لإعلامه بافتتاح فرع استانبول، وبعد عدة اتصالات تم تحويلي إلى مدير مكتب استانبول واسمه “حمزة المشهداني” فاتصلت به وقال لي بأنهم قيد التجهيز ولايستطيع استقبالي في المكتب، وطلب مقابلتي في مركز “هيستوريا” المعروف، وهناك أعلمني بأنه ممثل جامعة “أريس الدولية” في استانبول وأن هناك قبول ومساعدة للسوريين في الجامعة بقيمة قسط ألف دولار سنوياً وهذا القسط  يأتي بعد التسهيلات لأن الغباني يحب مساعدة السوريين.

تقاضى مدير فرع استانبول مبلغ (1100) دولار معللاً بان مبلغ (100) دولار الزيادة تعتبر طباعة أوراق من المحاضرات وأن هناك مركز للجامعة يتم تجهيزه في “يلي بوسنة” وعندما طلبت إيصال الاستلام تفاجآت بأنه بألف دولار فقط لأن الايصال سيذهب إلى أميركا والباقي مصاريف لا تكتب في الايصال.

وبعد الاستفسار عن تاريخ بدء الدوام قال المشهداني بأنهم بحاجة شهر تقريباً، إلا أنهم بدأوا في الإطالة لعدة أشهر وطلب مني مساعدتهم في استقطاب طلبة آخرين للإسراع بافتتاح المركز، وقمت بتوريط صديق لي دفع مبلغ (1100) دولار وأيضا استلم وصل بمبلغ ألف دولار فقط.

وبعد اعتذارات لعدة أشهر أحسست بالتلاعب، وأردت استرجاع الرسوم التي دفعتها أنا وصديقي، إلا أنهم حاولوا التنصل من ذلك من خلال اتصال الغباني بي معلماً إياي بأنهم يريدون إغلاق الجامعة في استانبول وأنه علي تحصيل المبلغ ممن دفعت له.

وقوبلت بالتجاهل وحاولت التواصل معهم بشتى الطرق مرة أخاطبهم بالدين ومرة بالأخلاق وتارة بالإنسانية، وبعد فترة جاء الرد النهائي بأنهم لا يعلمون شيئاً عن ما حصل ويجب معاودة الاتصال بمن أخذ المبلغ مني، واستمرت الحال لمدة عامين تقريباً حتى عاد المبلغ لي ولصديقي لكن منقوصاً (100) دولار الرسوم الإدارية وطباعة الأوراق والمحاضرات كما هو مفروض.

إيصال استلام:

 

أريس في لبنان

يقول الطالب “ف.س” سجلت بمعهد الدعوة الجامعي في بيروت للحصول على درجة الماجستير، من خلال وكيله في دمشق محمد خير الغباني، ودفعت حوالي 6 أقساط وللأسف الشديد لم أخذ أية إيصالات استلام لثقتي الشديدة، وتزامن تسجيلي مع انطلاق الثورة السورية، إلا أنه وبسبب اعتقالي لثلاث مرات لم استطع البدء، وبعد خروجي علمت أنهم تركوا المكان ونقلوا الفرع الى لبنان.

بعد الإفراج عني اضطررت للخروج من دمشق والذهاب إلى بيروت لأنني كنت ملاحق، وأردت الاستعلام عن نتيجة دراستي بعد أن قدمت رسالة الماجستير من خلال 11 ورقة بحث سلمتهم للغباني شخصياً لرفعهم إلى معهد الدعوة الجامعي.

في المعهد ببيروت استفسرت عن النتيجة، فلم يجدوا شيئاً وعندما استفسروا مني عن طريقة التسجيل، أعلمتهم أنها كانت عن طريق وسيطهم في دمشق، فأخذوا يتهامسون وأرسلوني مصدوماً إلى رئيس قسم الأبحاث الدكتور “هلال درويش” وعندما قابلني أخبرته بقصتي بأنني سلمتهم الأبحاث، فأعلمني بعدم وصول أية أبحاث أو رسوم وتجب علي مراجعة الغباني بهذا الأمر، وكان الحديث مثبطاً لهمتي لأني أضعت السنة الدراسية.

قابلت الغباني ببيروت الذي استقبلني مرحباً، ثم فوجئت بعد دقائق بدخول هلال درويش، الذي انتقد الغباني أثناء مقابلتي معه سابقاً، فقام الغباني بطمأنتي وطلب مني إكمال دراستي عنده في “جامعة أريس” وقال بأنه سيعتبر أبحاثي جاهزة وسيضع لي الدرجات فوراً، وعندما سألته عن الأبحاث قال لي أنها ضاعت ولكنه سيعوضني عبر اعتمادها، ثم طلب مني الدفعات المالية، وعندها طار صوابي وقلت له بأني دفعت كل شيء لكم، إلا أنه طمأنني قائلاً بأنه سيجد لي حلاً، فأعلمته بأنني لا أملك مالاً كي أدفعه، ولكن أسقط في يدي عندما أعلمني “هلال درويش” بأنني لن أستطيع الإكمال في معهد الدعوة.

بعد أن وجدت نفسي محاصراً بسبب ضياع أبحاثي التي سلمتها سابقاً، اضطررت يائساً بالتسجيل في جامعة أريس، وتفاجأت لاحقاً أن “هلال درويش” نفسه شريك في جامعة أريس، وكان يدفعني دفعاً إليها.

في وقت لاحق سافرت للاستقرار في تركيا وبدأت بمراسلة جامعة أريس والتي أصبحت “جامعة أريس الدولية” فطلبوا مني إكمال الرسالة، وأخذوا في مماطلتي لمدة عام كامل وعند الاتفاق على موعد المناقشة، طلبوا مني الرسوم وهي 1000 دولار، بحجة مكافأة من سيناقشون الرسالة، ولم يكن معي وقتها سوى (700) دولار، دفعتها مجبراً، ولم أحصل على الشهادة حتى دفعت بقية الرسوم وهي (300) دولار بعد جهد وعذاب.

ويضيف “ف.س” بأنه حاول الحصول على اعتراف من جامعة “خريجي العلوم الإسلامية” فاعتذروا وأعلموني صراحة بأنهم لا يقبلون بجامعة أريس الدولية أبداً، وأنه حصل على وظيفته الحالية  بناءً على شهادة الليسانس من جامعة “أم درمان”.

معايير أكاديمية

اتصلت روزنة بالدكتور أسامة الحموي رئيس رابطة الأكاديميين العرب في تركيا ومدرس بجامعة استانبول، فصرح بأن الكثير من طلبة الماجستير والدكتوراه تواصلوا مع الرابطة للاستفسار عن الجامعات المعترف فيها ومنها جامعة أريس أو أريس الدولية، ولكن بعد التحقق وجدنا أنه لا يوجد هناك اعتراف بها في لبنان وبأنها غير مرخصة حسب الأعراف الأكاديمية المتبعة، وحتى الترخيص في المالديف غير مكتمل ولا يسمح بمنح شهادات الماجستير والدكتوراه”.

ويضيف الحموي بأنه اطلع شخصيا على أحد رسائل الدكتوراه ووجدها مسروقة بشكل كامل، مؤكداً أن أكثر من يسعى للحصول على الشهادات الوهمية هم “المشايخ” الذين يروجون حصولهم على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بشتى الطرق.

ومن الناحية الأكاديمية يقول الدكتور الحموي أن لقب البروفيسور درجة علمية تمنح لمن لديه خدمة في جامعة حكومية معتمدة وله أبحاث محكمة وعليه إشراف وتلزمه مناقشات وأحد أهم الشروط أن يكون للبروفيسور مؤلف يدرس في الجامعات.

محمد السمان وهو خبير تخطيط استراتيجي وادارة وتطوير الموارد البشرية و مدير مركز سوريا الاستشاري يقول: “أن الجامعات غير المرخصة أكاديميا انتشرت بطريقة مخجلة وخاصة التي تستهدف الطلبة السوريين الذين يرزحون تحت محنة كبيرة في إيجاد جامعة لإكمال دراستهم، وتمييز الجامعة يكون من خلال عدة معايير واهمها ان ينتهي نطاق الموقع الإلكتروني للجامعة بـ”edu” ، ودون ذلك الأغلب ستكون ليست مرخصة، لأن هذا النطاق عالمي يمنح من قبل هيئة ذات صلاحية وهي وزارة التعليم ووزارة التجارة الأمريكية ولن يسجلوا أي جامعة إلا في حال اثباتهم أنها حقيقية، وهنا يجب التركيز على تصنيف الجامعات من خلال موقع http://www.webometrics.info/en  “

ويضيف السمان بأنه: “يجب الانتباه أن هناك بعض الجامعات لديها اعتراف أكاديمي ولكن غير معترف ببعض برامجها او كلياتها او الماجستير او الدكتوراه التي تمنحها، وعند تصديق الشهادات الجامعية يجب ان يكون من الجهات ذات الاختصاص الأكاديمي، لأن تصديقات الخارجية تعتبر تصديقات على التوقيع ولايعني ذلك أنه تصديق على اعتراف الأكاديمي للجامعة”.

طواحين الشهادات

الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الجامعات التي تصدر شهادات دراسية دون اعتماد اكاديمي وفي ايار 2014 أكّدت مصادر وزارة التربية والتعليم في “الحكومة السوريّة الموقتة” أنها اكتشفت خمس جامعات وبعض المعاهد التي لا تملك اعترافاً أكاديميا أو دولياً معتمداً ومنها “الجامعة السوريّة الحرّة” و “جامعة لاهاي الدوليّة” و “جامعة آريس” و “جامعة هارف الدوليّة للتعليم المعتمد” و “الجامعة السوريّة- التركيّة، وغيرها بالإضافة الى معهد “إعداد الديبلوماسيين” الذي يمنح شهادة “ديبلوماسي” افتراضية بعد أربعين ساعة دراسة فقط.

ومن الملاحظ أيضاً أن هناك أسلوب مشترك بين  بعض الجامعات غير المعتمدة والجامعات الوهمية التي تبيع الشهادات يتمثل في اللجوء الى طريقة واحدة في عملية المصادقة على الشهادات التي تصدرها وهي الحصول على مصادقة الكاتب بالعدل على الشهادة التي يتم التوقيع عليها أمام الكاتب بالعدل كأي وثيقة صادرة عن شخص معين بذاته كمانح للشهادة مستخدما لها مسميات أكاديمية تحت اسم جامعة ما مستغلا بذلك عدم تطرق القوانين المحلية في تلك الدول أوعدم معارضتها لاستخدام عبارة جامعة للجهة صاحبة النشاط التجاري والتي تمنح شهادات مصادق عليها من قبل الكاتب بالعدل ومن ثم الخارجية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا