أوروبا تقترب من بلوغ حدودها من المهاجرين وألمانيا سوف تبتّ بـ 700 ألف طلب لجوء
5 سبتمبر، 2016
أعلنت ألمانيا أنها تستعد للبت في 700 ألف طلب لجوء هذا العام، بعد إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن سياستها الجديدة هي “الترحيل ثم الترحيل”، وذلك في وقتٍ قاربت قدرة الاتحاد الأوروبي على استقبال اللاجئين من بلوغ حدودها القصوى.
وقال رئيس الدائرة الاتحادية للهجرة في ألمانيا، فرانك يورغن فايسه، أمس الأحد 4 أيلول إن «دائرته تعتزم البت في نحو 700 ألف طلب لجوء خلال العام الحالي».
وأضاف فايسه أن «رفع عدد العاملين في الدائرة الاتحادية يسير قدمًا بصورة أبطأ مما كان مخططًا له»، معربًا عن تفاؤله حيال التغلب على المهام الموكلة للدائرة المسؤولة عن البت في طلبات اللجوء، قائلاً «سننجز هذا الأمر بهذا القدر».
وتتوقع مصادر ألمانية أن يبلغ عدد اللاجئين إلى ألمانيا هذا العام نحو 300 ألف شخص، مقابل مليون شخص وصلوا إلى البلاد في العام الماضي.
وأشار فايسه إلى أن وتيرة معالجة طلبات اللجوء تسارعت بصورة ملحوظة خلال الأشهر الأخيرة، عادًّا أن القادمين الجدد يحتاجون في المتوسط إلى فترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر منذ أول اتصال للشخص مع المكتب لحين البت في طلب لجوئه.
من جهة أخرى أعلن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أمس الأحد أن قدرة الاتحاد الأوروبي على استقبال اللاجئين “اقتربت من بلوغ حدودها”، داعياً الأسرة الدولية إلى تحمل حصتها من المسؤولية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، بمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين في هانغتشو بالصين قال توسك إن «قدرات أوروبا على استقبال موجات جديدة من المهاجرين فضلاً عن المهاجرين الاقتصاديين غير الشرعيين اقتربت من بلوغ حدودها».
وأضاف «علينا أن نكون واقعيين وعمليين، المشكلة لا تقتصر على اللاجئين القادمين من دول تدور فيها حرب مثل سوريا إننا نتكلم عن ستين إلى سبعين مليون نازح في العالم، ظاهرة تحدث هنا أيضاً في آسيا».
وفي السياق ذاته، شدّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، الخميس الماضي 1 أيلول، على أنها لن تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين في بلادها كما حدث خلال العام الماضي
وقالت ميركل «بالنسبة للأشهر المقبلة فإن الأهم هو الترحيل، ثم الترحيل ثم الترحيل»، مؤكدة أنه لن يبقى في ألمانيا من اللاجئين إلا من يواجهون الملاحقة من جانب بلادهم.
وأضافت ميركل حسب تقارير لقيادة الكتلة البرلمانية الممثّلة لحزبها أن الائتلاف الحاكم اتخذ جملة من الإجراءات التنظيمية التي تحد من تدفق اللاجئين، مشيرة إلى أن أهم شيء الآن يتمثل في ترحيل مَن رُفضت طلباتهم للجوء.
بدوره قال رئيس المجموعة البرلمانية بالحزب، البافاري ماكس شتراوبينجر، لصحيفة “هافينغتون بوست” الخميس الماضي «هذا هو اتجاه حزبنا تماماً، فنحن نطالب منذ فترة طويلة بترحيل اللاجئين بصورة أكثر جدية عما يحدث حتى الآن».
وتأتي ه ذه التطوّرات بينما تستمّر محاولات اللاجئين للوصول إلى أوروبا، رغم الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي الهادف لوقف تدفّق المهاجرين غير الشرعيين، الذي تم توقيعه في 18 آذار من عام 2016 الحالي.
وسجل شهر آب أعلى عدد من محاولات العبور إلى اليونان عقب الاتفاق التركي والأوروبي، فقد بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين ضبطهم خفر السواحل التركي في بحري إيجة والمتوسط خلاله ألف 760 شخصٍ، مسجلًا نسبة ارتفاع بلغت الـ ٩٠ ٪ بالمقارنة مع شهر تموز الذي سبقه.
ووصل عدد المهاجرين المضبوطين خلال تموز الفائت إلى 881 شخصًا، فيما ضُبط خلال شهر نيسان الفائت 1717 مهاجرًا، وفقًا لما نقلت وكالة الأناضول التركية.
وتراجع عدد ضحايا الغرق في بحر إيجة بعد الاتفاق التركي الأوروبي، إذ سُجلت أول حالة غرق بعده في 21 آب الفائت، في حين شهدت الأعوام الثلاثة الفائتة غرق نحو ٥٢١ شخصًا.
يذكر أن خفر السواحل التركية ضبطت 27028 مهاجرًا في بحري إيجة والمتوسط بين كانون الثاني وتموز من عام 2016 الحالي.