تفاصيل حصار نظام الأسد للأحياء الشرقية في حلب مجدّدًا
5 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
حاصر نظام الأسد بعد ظهر أمس الأحد 4 أيلول أحياءَ حلب الشرقية مجدّدًا، إثر استعادته للكليات العسكرية جنوب غربي حلب من أيدي فصائل “غرفة عمليات فتح حلب”، إثر حملة عسكرية شرسة شنّها النظام مدعومًا بغطاء جوي روسي مكثّف ورميات مدفعية كثيفة.
وقال الصحافي محمّد الفيصل لـ “صدى الشام” إن «أحياء حلب الشرقية باتت مُحاصرةً بعد سيطرة النظام على كلّيات “التسليح والمدفعية والفنّية الجوية” جنوبي غربي حلب».
وأضاف الفيصل أن «النظام تقدم من محور التسليح ومحور الجوية وتمكّن من السيطرة على الكليات بعد أعداد لا تُحصى من الغارات الجوية الروسية والضربات المدفعية» مؤكدًا استقدام النظام لتعزيزات عسكرية ضخمة في قواته، وهو ما لم يكن متاحًا لفصائل المعارضة بسبب انكشاف الطريق من جهة “تلّة أم القرع”.
ويرى الفيصل أنه لكسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية مجدّدًا «يجب استعادة السيطرة على تلّة أم القرع وتلّة المحروقات وقرية العامرية؛ ليتم فتح طريق عسكري»، مضيفًا «أما لفتح طريق لعبور المواطنين والسلع، فيتوجّب السيطرة على معمل الاسمنت ومحطة تحلية المياه قرب منطقة الشيخ سعيد جنوبي حلب».
لكّن على الضفاف الأخرى، فإن المعارضة مازالت تتحكّم بمواقع استراتيجية مهمّة في المنطقة، وأهمّها حي مشروع 1070 شقّة في حي الحمدانية بحلب، إضافة لمدرسة الحكمة ومنطقة الشرفة المطلّة على الكليات العسكرية، وتلّتي مؤته وأُحد، وحي الراموسة بالكامل داخل حلب، وفق ما يشرح الفيصل الذي اعتبر أن الكليات العسكرية سيطرت عليها المعارضة في يومٍ واحد، ومن الممكن استعادة السيطرة عليها مجدّدًا.
ودارت أمس الأحّد مواجهات عنيفة داخل أبنية الكليات استمرّت لساعاتٍ بين مقاتلي “جيش الفتح” وقوات النظام المدعومة بميليشيات إيرانية ولبنانية، وسقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، إضافة لتدمير عربة “بي إم بي” تابعة لهم ورشّاش عيار “23 مم” إثر استهدافهما بصواريخ مضادّة للدروع، غير أن كثافة الغطاء الجوّي أجبرت الفصائل المعارضة على الانسحاب من داخل الكليات، بعد ساعاتٍ من الاشتباك.
وقال الناشط والمصوّر يحيى الرجو إن «أسواق المدينة لا تحتوي إلا على كميات محدودة من الخضار اللازمة بشكلٍ يومي، كالباذنجان والكوسا والقرع والفليفلة والثوم والبقدرونس»، مضيفاً أن «الكهرباء لم تصل إلى الأحياء الشرقية للمدينة حتى هذه اللحظة».
وسيطرت المعارضة على هذه الكلّيات في 6 من آب الماضي، بعد معارك عنيفة مع النظام، حيث استمّرت الفصائل بتقدّمها حتى كسرت الحصار عن المدنيين داخل أحياء حلب الشرقية بعد ثلاثين يومًا من الحصار.
وكان نظام الأسد قد حاصر هذه الأحياء إثر إغلاقه لطريق الكاستيلو شمالي شرقي حلب في 7 تمّوز الفائت، الذي كان يعتبر الشريان الوحيد لأحيائها الشرقية التي يعيش فيها أكثر من 300 ألف مدني، حوالي نصفهم من النساء والأطفال.