مترو حلب ــــــ مها حسن
6 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
صدرت مؤخرا عن دار التنوير للنشر والتوزيع، رواية بعنوان “مترو حلب” للكاتبة الروائية السورية مها حسن.
جاءت هذه الرواية بأسلوب سردي مختلف قليلا عن النمط السردي الكلاسيكي؛ نوع من السرد الذهني والفكري مرتبط بالحالة النفسية لشخصيات الرواية أكثر من ارتباطه بالأحداث داخلها، وتقدم الكاتبة اشكالا لتقلبات الذاكرة عبر صور قديمة مرتبطة بالمكان المتحرك والمتغير، بينما الزمن يتجمد ويتوقف، فالمكان هو الذي يتنقل بين باريس وحلب في محطات المترو التي تسير في خطوط ذهنية ونفسية مع الحنين الذي يرفض التأقلم مع الوضع الجديد في مدينة باريس. فبطلة الرواية سارة، التي تنتقل بشكل مفاجئ إلى باريس، إلا أن حلب تبقى حاضرة في ذهنها بكل ما تعنيه لها من قيمة نفسية وتاريخية وجغرافية، كرفض لا واعٍ للمكان البديل، فنرى المترو يسير بمحطاته وركابه تحت أحياء وبيوت حلب. تظهر صور حلب في ذهنها كعلاج تتخلص فيه من الأحلام اليومية المزمنة المشبعة بالحنين، والمترو هو وسيلتها الوحيدة لتعبّر من خلاله عن سخطها على الأحداث التي تجري في مدينتها، كشاهد على الثورة وما يجري.
تعيش شخصيات الرواية حالة من التراجيديا المؤلمة في صراع داخلي بين الهروب من الحاضر والواقع إلى الذاكرة، ليطغى هذا الصراع على الحرب وواقعية الخراب، لتصبح هامشا وليس هدفا وسط هذا الجدل النفسي لشخوص الرواية.
ويمكننا ان نلاحظ وجود تشابه ونقاط مشتركة بين سيرة الكاتبة المولودة في حلب وبطلة الرواية، من حيث انتقالهما من حلب إلى باريس، وكأن الرواية جاءت في سياق أقرب إلى ما يشبه السيرة الذاتية بأبعادها النفسية.
صدر للكاتبة مجموعة من الروايات كــ “عروس الأصابع”، “اللامتناهي_ سيرة الآخر”، “لوحة الغلاف – سيرة الآخر”، “تراتيل العدم”، و”حبل سري”، ووصلت روايتها “طبول الحب” إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية العربية البوكر في عام 2012.