عام على اغتيال الشيخ (البلعوس) في السويداء… فكيف مر؟

unnamed

إياس العمر: المصدر

مرت الذكرى السنوية الأولى لمقتل زعيم جماعة مشايخ الكرامة الشيخ وحيد البلعوس يوم الأحد 4 أيلول/سبتمبر، والذي قضى مع عدد من مرافقيه (أبرزهم الشيخ فادي نعيم) قبل عام جراء تفجير عبوة ناسفة بموكبه في مدينة السويداء، وعقب نقل الضحايا والمصابين نتيجة التفجير الأول، حصل تفجير آخر أمام المستشفى الوطني في السويداء، ليتجاوز عدد الضحايا نتيجة التفجيرين 40 شخصا، وفي ردة الفعل الأولى لأنصار الشيخ وحيد البلعوس على عملية التفجير، حطموا تمثال حافظ الأسد وسط مدينة السويداء.

وفي حديثٍ مع “المصدر” قال العقيد مروان الحمد القائد الأسبق للمجلس العسكري في محافظة السويداء، قال إن هذه التفجيرات كانت إعلاناً من قبل النظام عن نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى، واليوم لا مجال لمجاملة أحد، فالنظام بتفجيره الإرهابي لم يكن يهدف إلى عزل المحافظة أكثر فأكثر عن محيطها الوطني، فكلنا يعلم التشنج النفسي عند أبناء الأقليات وخوفهم من المجهول وهدف النظام من خلال تفجيره هذا إلى توجيه رسالة للمحافظة مفادها (أسمح لكم بأن تتخلوا عني ظاهرياً لكن من تحت الطاولة فأنا الآمر الناهي).

وحول الجهة المتهمة باغتيال الشيخ البلعوس، أوضح العقيد الحمد أنه منذ اللحظة الأولى أعلنوا وبالأدلة الدامغة والبراهين إن النظام ممثلاً بأفرعه الأمنية هو من قام بهذا العمل الإرهابي الجبان، حيث طريقة التفجير وحرفيته لا يمكن عمله إلا من قبل مختصين بهندسة الألغام، وهذا ما لا يملكه أحد في سوريا إلا النظام.

وبحسب القائد السابق لمجلس السويداء العسكري فإن خسارة مشايخ الكرامة باغتيال البلعوس كانت كبيرة، فهي خسرت اثنين من مؤسسيها بينهما قائدهم، وبالطبع أي تنظيم يخسر زعيمه يخسر الكثير، ويبقى فترة زمنية محاولاً أن يصحو من هول المصاب.

وداً على سؤالٍ لـ “المصدر” حول حجم الخطر التي يشكله مشايخ الكرامة على النظام، قال الحمد: إذا أردنا الحديث عن خطر أو تهديد فصيل معين للنظام فعلينا دراسة الواقع، والواقع السوري بشكل عام، ففي محافظة السويداء لا يشكل أي فصيل خطراً على النظام، ولم يقوموا بأي عمل ضده، ولنستند إلى الواقع السوري الحالي، وللأسف اليوم مضطرون لتوصيف الواقع كما هو، فلا قرار للسوريين، والبلد ذاهبة نحو ما يسمى بسوريا المفيدة وما يحيطها من أقاليم طائفية وعرقية، وهذا ما يجعل النظام يسعى إلى تعزيز نفوذ أصحاب النفس الطائفي في كل منطقة ستخرج عن سيطرته، ليبقى مسيطراً عليها من تحت الطاولة، وللتاريخ عبرة، فالجيش السوري انسحب من لبنان لكن حتى اللحظة نفوذ النظام حاضر وبقوة على القرار اللبناني، فليس كل ما يظهر هو الحقيقة، إن لم نقل بأن ما يظهر مناف للحقيقة.

وختم حديثه بالقول: لكن أريد القول هنا بأننا في سوريا، وأقصد بنحن من يؤمنون بالمشروع الوطني وبوحدة سوريا واستقلالها، نعتمد على تلك الشريحة الوطنية التي تبدو ظاهرياً ضعيفة، لكنها الأقوى لأنها صاحبة الحق، والحق قوي وله النصر في النهاية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا