صدر عن دار “بيت المواطن” كتاب بعنوان “انس دمشق” للكاتب السوري عمر يوسف سليمان.

جاء الكتاب في مائة صفحة من القطع المتوسط، وهو يأتي في إطار نصوص سردية بأسلوب يتجه نحو ما هو توثيقي يحاول الكاتب فيه رصد وتوثيق مشاهداته الحديثة، بين ما هو ذاتي يقارب السيرة الذاتية واليوميات الشخصية، ليبرز فيه تناسق النص في تكوينه البنيوي بين وحدة الشكل والمضمون.

 

يحاول الكاتب من خلال بعض نصوصه أن يرصد الأحداث عبر مشاهداته الشخصية والحية منذ بدايتها في سوريا مع بداية الثورة عام 2011 وانطلاقة شرارة أولى المظاهرات التي توالت وتصاعدت مع تصاعد القمع لها من قبل النظام القمعي الديكتاتوري، وصولاً إلى رصد التحولات فيها، وفي كينونة الصراع الذي تحول من السلمي أمام القمعي، إلى الثورة المسلحة، ودخول عناصر جديدة من فصائل إسلامية وغيرها.

 

بعد خروج الكاتب من سوريا إلى باريس ليعيش حياة المنفى فيها، يعود إليها عبر الذاكرة في ارتدادات عن الطفولة والبلاد، عن الثورة والحرب، في متوالية زمنية، تأتي بلغة مشحونة بطاقة تعبيرية تحمل في طياتها مشاعر عميقة ترتبط بموضوعات الكاتب وبوجوده كإنسان عاش تفاصيل هذه الأحداث.

فتبرز قيمة النصوص داخل الكتاب كونها توثيقاً لأحداث عاشها الكاتب، وسيرة ذاتية تندمج مع الأحداث ببعديها الداخلي والخارجي، تطبع في ذهن القارئ لوحة عامة للمشهد السوري بتجلياته المتغيرة والمتعددة.

يذكر أن عمر يوسف سليمان شاعر وصحافي سوري، صدرت له دواوين شعرية: “ترانيم الفصول”، “أغمضُ عينيَّ وأمشي”، “لا ينبغي أن يموتوا”، و”الموت لا يُغوي السكارى”.