الأبقار في إدلب بين غلاء الأعلاف وصعوبة تأمين المرعى


الأبقار في إدلب بين غلاء الأعلاف وصعوبة تأمين المرعى

رزق العبي: المصدر

تأثرت تربية الأبقار، في محافظة إدلب وفقاً لتغيّر ظروف الحياة بشكل عام، بعدما أصبح تأمين الأعلاف والمرعى، والطبابة من الأمور الصعبة، وفي الوقت الذي تعتبر فيه تربية الأبقار من المهن المربحة إلا أنها أيضاً من المهن التي قد تودي ممتهنا إلى الإفلاس، فلو أصاب البقرة أي عارض صحي وفارقت الحياة فإن خسارته كبيرة، ويحتاج شهوراً لتعويضها.

وقال “عبد الله الأحمد”، وهو مربّي أبقار من كفرنبل، عن الجانب المربح في هذه المهنة، لـ “المصدر”: “تربية الأبقار مُربحة لمن يمتلك أكثر من 10 أبقار، ففي هذه الحالة يكون التعب في مكانه، أي أن تعب الرعاية هو نفسه سواءً كانت بقرة واحدة أو عشرة، ويكون لصاحبها مردود ممتاز أما من يتعب على بقرة واحدة فالنتائج عكسية عليه، خصوصاً أن سعر البقرة يتراوح بين 400 ألف ليرة و800 ألف، وذلك حسب عمرها وإنتاجها ولو حسبناها بالنسبة للدولار فهي أرخص من قبل”.

ومن جانبه قال “محمود” من قرية “كرسعة” لـ “المصدر”: “بالنسبة لنا نحن مربو الأبقار بشكل خاص فإننا نواجه صعوبة كبيرة في تأمين الأعلاف، لأن سعر 50 كيلو من مادة المركّب الجاهز 8000 ليرة، وهو يكفي لـ 5 أيام للبقرة الواحدة، ولو قارنا الإنتاج مع المصروف من علف وطبابة أثناء المرض وماء وخاصة أن سعر الماء اليوم هو 2500 ليرة للصهريج الواحد وما إلى ذلك من مصروف تنقلات ووقود ذهاباً وإياباً إلى المزرعة سنجدهما متساويين إلى حد ما، وأحياناً نخسر”.

“لقد بعنا ثلاث أبقار، الواحدة تلو الأخرى بسبب صعوبة تربيتها، ولأني اضطررت لبيعها لأكفي عائلتي في هذه الأوضاع، (ما بعرف بدي طعمي الأولاد ولا طعمي البقرات)”، بحسب ما قال “خميس المحمـد”.

وتختلف أسعار الأعلاف من منطقة لأخرى في ريف إدلب، كذلك يؤثر توفرها على ذلك، حيث كانت تنتشر في محافظة إدلب العديد من المعامل التي تنتج الأعلاف إلا أن وجودها تقلّص بسبب القصف المتواصل الذي يستهدف مثل هذه المنشآت الكبيرة، وباستعراض لأهم الأسعار كانت على الشكل التالي:

كيس مركب 50 كيلو غرام: 8000 ليرة سورية، شعير: 145 ليرة سورية، حنطة: 140 ليرة سورية، برسيم: 200 ليرة سورية، تبن أبيض: 50 ليرة سورية، ذرة: 150 ليرة سورية، صويا: 250 ليرة سورية

يخلط “فارس” من قرية الجدار بعض المواد من خبز ونخالة وبرسيم وتبن، لكي يتبقى معه بعض المال من إنتاج أربع بقرات، بعدما كان يعتمد على المركّب كعلف رئيسي.

“عبد المعين” تاجر أبقار، قال لـ “المصدر”: “أنا اشتري من المربّين وأبيع في سوق (معرتمصرين) وبدورهم تجار السوق هناك يبيعون بمرابح كبيرة إلى سوق حماة وهو تحت سيطرة النظام وهم طبعاً على معرفة قوية بكل الحواجز التي تصادفهم من نظام وفصائل ثورية”.

وحول أسعار اللحوم من البقر قال “أبو عبدو” من حماة: “نحن نشتري الكيلو غرام الواحد (واقف) من المزارع بسعر 1000 ليرة ونبيعه للمواطن (لحم صافي) بسعر 2500 ليرة، وهذا سعر منطقي جداً”.

وبحسب آخر إحصائية رسمية قامت بها مديرية الزراعة بإدلب في حكومة النظام قبل نحو عامين، فإن عدد قطيع الأبقار يبلغ 60 ألف رأس ويأتي في المرتبة الثانية بعد الأغنام التي يقدر عددها وفقاً للإحصائية ذاتها بـ 850 ألف رأس.

وأجمع مربّو الأبقار أن تكون هناك لجنة رقابة بالتنسيق مع المجالس المحلية لتوحيد أسعار العلف واللحوم والأبقار والحد من جشع التجار الكبار، على قولهم، والذين يتحكمون بالسوق بشكل كامل.

أخبار سوريا ميكرو سيريا