‘ضابطٌ في قوات النظام يرثي زميله: أشهد أنه لم يعفّش يوماً’

18 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016

4 minutes

 

 

“كان سليمان شريفاً جداً وأتحدى أن يكون أخذ ولو قلماً، أو خرقة بالية، من أي منطقة دخلها.. خسرنا رجلاً شريفاً آخر يستحق تنهيدةً عميقة تكفي ليتابع رجاله الشجعان الطريق بعدها…”.

هذه العبارة التي رثى فيها ضابطٌ في قوات النظام زميله الملازم أول “سليمان غانم”، وتغنت بها العشرات من الشبكات الإعلامية الموالية.

عبارةٌ تؤكد أن السرقة واستباحة أموال السوريين من قبل قوات النظام وميليشياته باتت هي الظاهرة، وما سواها هو الاستثناء، فلم يجد الضابط عبارةً أفضل في رثاء زميله إلا “أشهد أنه لم يعفش يوماً”، على الرّغم من أن أدبيات عناصر النظام وعناصر “الشبيحة” غير المعلنة، أن “التعفيش” حق شرعي وقانوني، فما يجدوه في المناطق التي يجتاحوها هو “غنائم حرب” يحلّ استباحته.

وبالرغم من أن الملازم أول “غانم” كان قيادياً ميدانياً بارزاً لقوات النظام في ريف حماة الشمالي، حيث كان يقود ابن بلدة “الدالية” في ريف جبلة سرية الاستطلاع الخاصة بالفوج 555 شمال حماة؛ فقد تأخر نعيه قرابة الأسبوع، لحين نشر الضابط -الذي لم يفصح موالو النظام عن اسمه- بهذه “الشهادة العظيمة”.

وادعى زميل “غانم” في قوات النظام أن الملازم القتيل، كان يدافع عن التهجير الطائفي لأهالي قرية “كوكب” شمال حماة، حيث لقي مصرعه، وكأن هذا الضابط نسي أو تناسى أن “كوكب” كما جارتها صوران وطيبة الإمام ومورك ومعظم ريف حماة الشمالي ينتمون للطائفة السنية، وخلال اجتياح قوات النظام قبل عامين تهجر نصف أهلها بعد مجازر مروعة، وعقب انسحاب قوات النظام تهجّر نصفها الباقي جراء القصف المستمر الذي استهدف البشر والحجر في المناطق التي سيطرت عليها كتائب الثوار مؤخراً في معركة حماة.

يقول الضابط صاحب الشهادة “كوكب مثلها مثل مريود ومعان وكبارة وكلها تم تهجير أهلها على الهوية وبقي فيها بعض الرجال للدفاع دون النساء والأطفال” وهنا يتعمد ذكر القرى الصغيرة التي ينتمي سكانها للطائفة العلوية، مدرجاً كوكب (السنية) في هذه القائمة، وهذه القرى (العلوية) بالفعل تهجّر معظم ساكنيها وتحولت لثكنات عسكرية، هجرةٌ ليست على الهوية كما ادعى الضابط، وإنما هجرة فرارٍ من قرىً باتت خطّ الجبهة الأول في ريف حماة الشمالي، وما زالت ميليشيات النظام هي التي تسيطر عليها.

ويضيف الشاهد: “إن أحد أسباب استبسال عناصر النقيب (يقصد الملازم غانم، بعد منحه رتبة شرفية) وكثير غيره في الفرقة الرابعة ومنهم رجال مجموعتي في الحرس الجمهوري ورغبتهم باستعادة القرى والدفاع عنها هو التمازج الطائفي في مكونات الجيش العربي السوري”، هذا (التمازج) الذي ادعاه جعلهم ينسحبون دون قتالٍ يذكر من المدن والبلدات (السنية) والبدء بحملة قصفٍ وإبادةٍ، في حين كان التمترس في القرى (ألعلوية) وتحويلها لثكناتٍ عسكرية حصينة، هو القرار المتخذ بخصوصها.

 

أخبار سوريا ميكرو سيريا