السبت 17 أيلول: الحل في سوريا يصطدم بمعضلة مصير الأسد و حزب الله استفاد من الاتفاق النووي الايراني



استحالة التسوية السياسية في .. وخطوط إسرائيل الحمراء

كتب وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعلون، تحليلا في صحيفة يديعوت أحرونوت خلُصَ إلى أن المصالح المتعارضة للعناصر الخارجية والداخلية الكثيرة المشاركة في القتال السوري تجعل من المستحيل التوصل إلى تسوية سياسية من شأنها أن تخلق واقعا جديدًا في هذا البلد المنقسم وتوقف إراقة الدماء.

يضيف الوزير الإسرائيلي: “بالنسبة لإسرائيل، لا يُغَيِّر اتفاق وقف إطلاق النار أي شيء. ومن المهم مواصلة التصرف بطريقة مسؤولة، وعدم التدخل في الحرب الداخلية السورية، بموازاة حماية مصالحنا، المحددة باعتبارها خطوطًا حمراء:

– عدم السماح بانتهاك سيادتنا (كما حدث هذا الأسبوع)

– الرد بحزم عندما يحدث ذلك،

– عدم السماح بنقل أسلحة متطورة إلى أعدائنا،

– عدم السماح بنقل مواد وأسلحة كيميائية إلى أعدائنا (وهو ما لم يحدث بعد)”.

وختم “يعلون” بالقول: “أثبتت هذه السياسة ذاتها حتى الآن، وردعت كل العناصر المتورطة في الحرب: النظام السوري، والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وتنظيم الدولة. وهو ما يجب أن يستمر”.

كيف قدَّم أوباما سوريا للأسد على طبق من فضة

تحت هذا العنوان نشر موقع ديلي كولر الأمريكي مقالا للكاتب ساجار إنجيتي، استهله بالإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار التي توصلت إليه الولايات المتحدة مع روسيا في سوريا يمثل تنازلا عن مستقبل هذا البلد إلى بشار الأسد.

يؤكد ذلك ما قاله الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بيل روجيو: “لا تريد الولايات المتحدة بقاء الأسد (في السلطة)، لكن ما تقوم به لا يفعل شيئًا لجعله يغادر، بل ساعدته فقط على الاستمرار”.

وتوقع “روجيو” ألا تستمر هذه الهدنة؛ لأن جميع الأطراف تستخدمها لتحقيق مصالح خاصة، وستسغلها بعض المجموعات في حشد بعض الإمدادات، ثم ستستأنف القتال”.

بل إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شخصيًا يحمل هذه الرؤية المتشائمة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار. حيث يعترف في حديثه الخاص مع الأصدقاء والمقربين بعدم إيمانه أن هذه الهدنة ستعمل، حسبما نقلته صحيفة نيويورك تايمز. لكنه يعتبرها وسيلة لحماية إرثه وإرث الرئيس باراك أوباما في سوريا، بإظهار أنهما حاولا على الأقل وقف إراقة الدماء في ساحة الحرب الأهلية السورية.

معضلة “مصير الأسد”.. والخوف من القادم بعد رحيله

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا لمراسلها بن هوبارد حمل عنوان “قبضة بشار الأسد لا تزال آمنة.. يبتسم بينما تحترق سوريا”، جاء فيه: على الرغم من أنه لا يزال مبنوذًا من الغرب، وتستمر عشارت الجماعات المسلحة في القتال من أجل الإطاحة به، يعترف الجميع- حتى خصومه- أنه اجتاز عنق الزجاجة، بما يترك مسألة تقرير مصيره معضلة مستعصية على الحل.

ولفت الكاتب إلى نقطة هامة رأى أنها هي التي تمنع الولايات المتحدة من العمل بقوة أكبر ضد الأسد، بل قال إنها جعلت العديد من السوريين يحجمون عن المشاركة في التمكرد، وهي: “الخوف مما سيتمخض عنه رحيل بشار”.

وأضاف: “أسفر ذلك عن حالة من الجمود المدمر. ورغم تضاؤل مكانة الأسد كرئيس لسوريا، إلا أنه لا يزال مستقرًا.”

مستشهدًا بقول مدير مركز الشرق للبحوث في الإمارات، سمير التقي: “المشكلة أنه ليس بمقدوره الفوز، لكنه في الوقت ذاته لا يخسر. وفي نهاية المطاف، ما الذي تبقى من سوريا؟ هو لا يزال القائد، لكنه خسر الدولة”.

كيف يساعد الاتفاق الإيراني حزب الله ويهدد إسرائيل

حذر الكاتب بيتر بيركوفيتش عبر موقع ريل كلير بوليتيكس من أن التجربة القصيرة أثبتت أن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى العالمية مع إيران وفَّر غطاء لتسليح حزب الله، الذي يمثل أكبر تهديد تقليدي لإسرايل.

وأضاف الكاتب: “منذ حرب لبنان 2006، ضاعف حزب الله ترسانته الهائلة من الصواريخ والقذائف التي تستهدف إسرائيل 10 أمثالها. وأصبح هذا الوكيل الإيراني يمتلك الآن أكثر من مئة ألف صوارخ قصير المدى، بعضها بأنظمة توجيه متقدمة شُحِنَت مؤخرًا من إيران، وآلاف الصواريخ الدقيقة القادرة على ضرب جميع المدن الإسرائيلية الكبرى وإلحاق اضرار جسيمة بالقواعد العسكرية الإسرائيلية. كما يفخر حزب الله بإمداداته الكبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات، والمضادة للسفن، والمضادة للدبابات.

ما الذي يمنع حزب الله من مهاجمة إسرائيل؟

برغم ذلك يرجح العقيد (احتياط) الدكتور عيران ليرمان، نائب مستشار الأمن القومي للسياسة الخارجية السابق، أن هناك عوامل متعددة تكبح جماح حزب الله في الوقت الحاضر عن مهاجمة إسرائيل.

أولا: ارتفاع التكلفة التي تكبدها الحزب قبل عشر سنوات في حرب لبنان الثانية خلق حالة ردع واضحة.

ثانيًا: اعتبار إيران أن مخزون الحزب الهائل من الصواريخ ضروري لردع أي هجوم إسرائيلي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. ومن أجل استمرار ردع إسرائيل، تقوم إيران بكبح جماح حزب الله.

ثالثًا: الحرب الأهلية السورية التي تمثل عامل ردع آخر لحزب الله الذي تكبد خسائر لا تقدر بثمن.