سوري يواجه انفجار القنابل بـ(الزقزقة)


“مصطفى حسن” يقيم في خيمة نصبها بين أشجار الزيتون في منطقة أعزاز المتاخمة لولاية كيليس التركية.

أردال تورك أوغلو: الأناضول

تربية العصافير والتجارة بها، باتت مصدر دخل لنازح سوري فرّ مع زوجته وأطفاله الأربعة، من منطقة تل رفعت بريف حلب، قبل 7 أشهر، جرّاء اقتحام عناصر “ب ي د” (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية) لقريته عقب غارات روسية عليها.

“مصطفى حسن” يقيم الآن في خيمة نصبها بين أشجار الزيتون في منطقة أعزاز المتاخمة لولاية كيليس التركية.

ونتيجة لاستمرار المعارك في الداخل السوري، تجمعّ آلاف السوريين في أعزاز، وانتشروا داخل البساتين رغم ندرة مقومات الحياة من الماء والكهرباء والمواد الغذائية، ونصبوا خيامهم بانتظار انتهاء الحرب من أجل العودة إلى منازلهم.

وفي إحدى هذه الخيام، يقيم “مصطفى حسن”، الذي فرّ برفقة عائلته من منطقة تل رفعت، بعد سيطرة عناصر “ب ي د” الإرهابية على قريته، وبدأ بتربية العصافير بين أغصان الزيتون، بهدف التجارة بها وتأمين مستلزمات عائلته واحتياجاتهم.

ويجذب تغريد العصافير انتباه العابرين لبوابة باب السلام الحدودية مع تركيا، حيث أحاط “حسن” خيمته بأقفاص العصافير المختلفة.

ومن الممكن مشاهدة أنواع مختلفة من العصافير الأليفة داخل تلك الأقفاص، منها الحمام والكناري والببغاء والحسّون الأوراسي، وأنواع أخرى من العصافير الملونة التي تطرب مسامع المقيمين في المخيم.

ويوضح “حسن” البالغ من العمر 42 عاماً لمراسل الأناضول، أنّ القاطنين في المخيم يعانون مصاعب عدّة، وأنّ قسماً كبيراً من المساعدات الإنسانية لا تصلهم، مشيراً أنّ الماء والكهرباء والمواد الغذائية والأدوية التي تصل، لا تسدّ حاجة المقيمين في المخيم.

وفيما يخص علاقته بالعصافير واهتمامه بهم، يقول “حسن” إنه يعمل على تربيتها منذ 10 سنوات، وأنه اضطر لترك عصافيره في منطقة تل رفعت عندما غادر القرية بسبب ممارسات منظمة “ب ي د” التي سيطرت على قريته.

ويضيف: “كنت من هواة تربية العصافير، أعتني بهم في منزلي منذ 10 أعوام، وقامت عناصر منظمة “ب ي د” بسرقة كل العصافير التي كانت موجودة في منزلي وبستاني عندما خرجت من القرية”.

ويتابع: “لدى وصولي إلى هذا المخيم، لم أتمكن من العمل لفترة معينة، وبعد مدة قررت العودة لممارسة هوايتي في تربية العصافير، فتربيتها أصبحت جزءً لا يتجزء من حياتي، كما أنني أتاجر بهم، كي أستطيع تأمين احتياجات أسرتي، ولو كانت أحوالي المادية جيدة، لما قمت بتجارة العصافير، واكتفيت فقط بتربيتهم والعناية بهم”.

ويردف “حسن” قائلاً: “لدي الآن 40 عصفوراً، كل صباح أستيقظ لأتحدث معهم وأعتني بهم، وهناك بعض الأشخاص والأطفال يأتون إلى الخيمة بهدف رؤية العصافير والاستمتاع بأصواتهم، وهذا أمر يسعدني، فسماع صوتها وسط الحرب وأصوات القنابل والمتفجرات، يبعث الراحة في نفس الإنسان”.

وفي نهاية حديثه، أعرب “حسن” عن أمله في أن تنتهي الحرب الدائرة في بلاده قبل حلول فصل الشتاء، وأن يعود الجميع إلى منازلهم التي هُجّروا منها.



المصدر