هل تقضي الحرب في سورية على المضادات الحيوية؟


نشرت صحيفة "Newsweek"  تقريراً تتحدث فيه عن تزايد عدد السوريين الذين أصيبوا بالتهابات بكتيرية استعصت على جميع المضادات الحيوية تقريباً.

وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي نشر قبل أيام واطلعت "السورية نت" عليه أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذه البكتريا هي بتر الأطراف المتضررة وخصوصاً للذين أصيبوا بجروح في أطرافهم. مشيرة إلى أن الإصابة إذا كانت في الصدر أو الرأس فإن المريض سيموت لا محالة.

وبيّن التقرير الذي التقى مع عدد من الأطباء والمرضى في الأردن بأنه بعد خمس سنوات ونصف من الموت والدمار الذي سببته الحرب بسورية فإن الحالات التي تعصي على المضادات الحيوية في تزايد مستمر. محذراً بأن البكتيريا المقاومة للمضادات تنشر بسرعة، وقد تصبح سورية مكاناً لا تعمل فيه المضادات الحيوية إطلاقاً.

وأوضح التقرير أنه لا يوجد إحصاءات موثوقة عن عدد الذين توفوا نتيجة فشل المضادات الحيوية في سورية، لكن الأطباء يعتقدون أن المشكلة تزداد سوءاً بسرعة، خصوصاً في المناطق المحاصرة في سورية.

وذكر التقرير أن  حوالي 700  ألف شخص يموتون كل عام حول العالم بسبب مقاومة الجراثيم للأدوية، ووفقاً لدراسة حكومية في المملكة المتحدة فإن الرقم قد يرتفع إلى 10 مليون نسمة بحلول عام 2050.

وعن أسباب ذلك بيّن التقرير أنه في سورية، يعود جزء من المشكلة من التساهل مع الأدوية.، حتى قبل الحرب، وكانت المضادات الحيوية لفترة طويلة متاحة دون وصفة طبية، وغالباً ما ينظر إليها على أنها علاج شاف لكثير من الأمراض البسيطة، حتى أن الناس كانوا يتعاطونها بأنفسهم دون العودة للأطباء أو الصيادلة، فقد أصبحت المضادات الحيوية متاحة بتكلفة منخفضة إلى حد كبير للجميع.

ومع اندلاع الحرب في سورية وانهيار نظام الرعاية الصحية وجدت بيئة مناسبة تماماً لانتشار الجراثيم.  كما كان استهداف نظام الأسد بالبراميل المتفجرة للأطباء الخبراء والمرافق الصحية، وانتشار الأشلاء والجثث وتولي طلاب طب أو ممرضون وعاملون في المجال الصحي غير مؤهلين مهمة علاج المرضى، كل ذلك كان له أثر كبير في انتشار الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية.

وقال التقرير إنه طالما استمر الأطباء في إجراء عمليات معقدة في الأقبية والكهوف بمعدات معاد تدويرها ضعيفة الإضاءة، سوف تظل العدوى، وستنتشر أكثر داخل سورية.

وخُتم التقرير بقول أحد الأطباء الذين تحدثوا فيه حيث قال: هناك علاج فعّال لوقف هذه البكتريا وذلك بوقف الحرب في سورية.



المصدر