في ريف إدلب… طن الحطب تجاوز 50 ألفاً قبل دخول الشتاء


%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%ad%d8%a91-3

رزق العبي: المصدر

بدأ السوريون يجهزون لشتاء هذا العام مع اتساع الضائقة المالية التي يعيشها الناس عامةً، ولعلّ أكثر الحاجيات وقود التدفئة التي غالباً ما تكون مكلفة، وتتطلب الكثير من الأموال، وقد استعاض الكثير من أهالي المناطق المحررة عن المازوت بحطب التدفئة الذي كان في بداية الأمر متاحاً للجميع، وبأسعار زهيدة، إلا أن الأمر مختلف هذا العام، ويشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعاره، قد يجعل البعض يستغني عنه أيضاً.

“مرسال المرسال” صاحب منشرة لتقطيع الحطب في ريف إدلب قال لـ “المصدر”: الحطب قليل جداً هذا العام قياساً بالعام الماضي، لعدم قدرتنا على جلبه من جبل التركمان والأكراد بكميات كبيرة، واعتمادنا الأساسي هذا العام على أشجار الزيتون التي يقطعها الأهالي ونشتريها نحن منهم، أما بالنسبة للأسعار فهي خيالية، حيث يتراوح سعر الطن الواحد بين 50-60 ألف ليرة سورية، فمثلاً سعر الطن من حطب الزيتون 55 ألف ليرة، وهناك نوع آخر من الزيتون سعره 50 ألف ليرة، وهذا يرجع لنوع الحطب، غصن بدون جذع، أما ما نسميه المُستورد من جبال التركمان، وهو شحيح جداً، لا يتجاوز سعره الـ 50 ألف ليرة، ومع ذلك فالإقبال عليه بشكل كبير من الأهالي، مع أن سعره تجاوز سعر برميل المازوت.

وتابع المرسال: “الآن نفكر في استيراد مادة الفحم التركي لكي نكفي الأهالي حاجتهم، مع العلم أن الفحم التركي يحتاج لمدافئ خاصة، فهو شديد الحرارة، والمدافئ المحلية الصنع لا تتحمل حرارته، وقد يتطلب الأمر أيضاً تكاليف إضافية وأولها المدفئة”.

الأهالي بدورهم أبدوا امتعاضهم من أسعار الحطب هذا العام، وباتوا أمام خيارات ضيقة، فالمازوت غالٍ جداً، وما رخُص ثمنه، يجمد شتاءً أو نوعه رديء جداً.

“أبو علي” أب لخمسة أولاد من بلدة البارة قال لـ “المصدر”: أنا مجبر على استعمال مادة الحطب لأن بيتي كبير ولا تكفيه مدفأة المازوت من جهة، ومن جهة ثانية اشتريت العام الماضي مدفأة حطب بسعر 25 ألف ليرة، ولا أستطيع شراء مدفأة مازوت هذا العام أيضاً بسبب الأوضاع المادية، وبالتالي مجبر على الحطب مهما كان سعره.

وكذلك “ماهر” من معرة النعمان الذي قال: “لقد اشتريت قرابة طنين من الحطب بسعر 100 ألف ليرة، ولكن بالنسبة لي فهو أحسن من المازوت مهما زاد سعره لأن الشتاء قاسٍ وهو يخدمنا أكثر من المازوت، بالإضافة إلى أن كل طن حطب يعادل تقريباً برميل ونصف من مادة المازوت من حيث المدة وطول فترة الاشتعال، عدا عن تدفئته القوية”.

وكثير من الناس، ليس لديهم مدخول لشراء أي نوع من مواد التدفئة، وهذا ما يجعلهم في حيرة من أمرهم، وهنا قال “أحمد” من سراقب لـ “المصدر”: “أنا عامل بسيط، وليس بمقدوري شراء الحطب أو المازوت ولا حول ولا قوة لي، ولا أدري ما العمل حيال فصل الشتاء، أتمنى من الله أن يمر هذا الشتاء على خير على جميع الناس وخاصة فقراء الحال مثلي”.

ويشار إلى الكثير من الفصائل والمحاكم الشرعية في ريف إدلب أصدرت قرارات صارمة بعدم التعرض للأشجار العامة وقطعها بهدف التدفئة، تحت طائلة المساءلة القانونية، بعدما سُجّلت عشرات المخالفات خلال السنوات الماضية، وباتت الكثير من الغابات العامة دون أشجار بسبب القطع الجائر.

%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%ad%d8%a92-3

%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%ad%d8%a93-3



المصدر