قيادي في (النصرة) أم (بياع المازوت)… مع من أجرى الصحفي الألماني حواره؟

28 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2016
4 minutes

وليد غانم: المصدر

يبدو أن خبرة الصحفي الألماني “يورغين تودنهوفر” لم تسعفه هذه المرة في كشف المتناقضات في مقابلةٍ أجراها لصحيفة كولنر شتات انتسايفر الألمانية، مع من اعتقد أنه قيادي في (جبهة النصرة)، لم يرد فيها سوى ما يتماشى مع سياسات النظام وادعاءاته .

بحسب الصحيفة، فإن تودنهوفر، التقى قيادياً في جبهة النصرة يدعى “أبو العز”، الذي تحدث بلهجة عامية، على عكس ما يظهر به عادةً قيادييو جبهة النصرة أو بالمسمى الجديد جبهة فتح الشام، الذين يخرجون على الإعلام ويتحدثون بلغةٍ فصحى.

وركزت عدسة مصور اللقاء في الشريط المصور على يد “أبو العز” حيث كان يضع خاتماً يبدو أنه من الذهب، في حين يعلم الجميع أن عناصر (فتح الشام) لو رأوا رجلاً يلبس الذهب كانوا ربما حاكموه على ذلك، فكيف بقيادي في صفوفهم، وهم يعلمون حرمته المطلقة في الدين الإسلامي بالنسبة للرجال.

وقال القيادي المزعوم في “النصرة”، خلال المقابلة إن “إسرائيل تقدم العون لجبهة النصرة”، مشيرا إلى أن المصالح تقاطعت بين إسرائيل والجبهة نظرا لوجود عداء بينها وبين سوريا وحزب الله.

وتجاهل كل الخلافات المنهجية والفكرية وأيضاً مساعي الاندماج بين الفصائل، بالادعاء بأن أكبر الفصائل العسكرية تتبع جبهة النصرة، وتعمل تحت رايتها، وحدد منها “فتح الشام” و”جيش الإسلام” و”أحرار الشام”، وقال إن “هناك فصائل تحمل مسميات مختلفة لكنها تصب جميعها في جبهة النصرة”.

كما ادعى الرجل الذي أجرى معه الصحفي الألماني الحوار أن “فصائل القاعدة المرتبطة بداعش يتولاها قادة استخبارات أمريكيون، ونحن في جبهة النصرة من كشفناهم”.

وأشار إلى أن الدعم الأمريكي لـ”النصرة” غير مباشر و”يأتي من خلال الدول التي تدعمنا”، مطالبا الولايات المتحدة بـ”تزويدنا بأسلحة أقوى من تلك التي توردها لنا حاليا”. وأضاف أن “صواريخ تاو التي أعطتنا إياها الولايات المتحدة غيرت موازين المعارك” مع قوات النظام.

وتبنى رواية النظام بأن جميع الدول التي تقف ضد سياساته ترسل قواتها للقتال في صفوف الثوار، وقال إن “ضباطا أتراك وسعوديين وقطريين وإسرائيليين وأمريكيين ساعدونا، وقدموا لنا استشارات عسكرية”، مبينا أن “السعودية قدمت لنا 500 مليون دولار. فيما قدمت الكويت أكثر من 5 ملايين دولار” كجوائز لبعض المعارك.

وفي محاولةٍ لرفع معنويات مقاتلي النظام، قال القيادي المزعوم إن انهياراً حدث بين صفوف الجبهة جراء ضربات النظام المتتالية، وقال إنهم يعيدون تجميع قواتهم.

وفور نشر المقابلة من قبل الصحيفة الألمانية، سارعت وكالة أنباء النظام (سانا) لإعادة نشر الشريط وكتابة تقرير عما تحدث عنه “أبو العز”، وكذلك فعلت (روسيا اليوم) التي لا تخفي انحيازها الكامل لصالح النظام.

وقال ناشطون سوريون إن الشخص الذي أجرى معه الصحفي “تودنهوفر” ليس إلا أحد عناصر مخابرات النظام، وأراد مخابرات النظام أن تبث رسائل لصالحها من خلاله، لكن بطريقة “غبية” كما يقولون.

في حين ذكر آخرون أن اللقاء تم بالفعل في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، إلا أن الصحفي الألماني تعرض لعملية احتيال ليقنعوه أنه وصل إلى قيادي في جبهة النصرة، مقابل دفع مبالغ مالية للوسطاء الذي أجلسوه مع (بياع المازوت أبو حمدو) على حدّ وصف الصحفي وائل عصام.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]