مزارعو السويداء يحجمون عن توريد محصولهم للنظام


unnamed-1

إياس العمر: المصدر

يعمل معظم أهالي محافظة السويداء بالزراعة، وتعتبر السويداء من أهم المناطق الزراعية بسوريا، ولاسيما بزراعة التفاح والعنب، لكن وعلى الرغم من سيطرة النظام على معظم مساحة المحافظة، رفض المزارعون توريد مواسهم للمؤسسات التابعة للنظام، وذلك لمجموعة من الأسباب ومن أبرزها عدم توفير المؤسسات التابعة للنظام لمستلزمات الإنتاج وانخفاض التسعيرة بالمقارنة مع السوق.

وفي حديث لـ “المصدر”، قال سامر الشعراني أحد المزارعين في محافظة السويداء، إن تسعيرة كيلو غرام من العنب في المؤسسات التابعة للنظام تتراوح بين 60 و70 ليرة سورية، وهذا المبلغ لا يساوي تكاليف الإنتاج التي تتجاوز 100 ليرة سورية.

وأشار إلى أن سعر الكيلو غرام من العنب في السوق المحلي يصل إلى أكثر من 125 ليرة سورية، أي أنه ضعفي التسعيرة لدى المؤسسات التابعة للنظام، كما أن معاصر الدبس الخاصة تشتري المحصول بمبالغ أكبر من المؤسسات التابعة للنظام.

وأضاف الشعراني بأن أغلبية المزارعين أحجموا عن توريد محاصيلهم للنظام، معللاً ذلك بأنه من غير المنطقي أن يبيع المزارع محصوله بخسارة، خصوصاً أنه في الموسم الماضي كانت التسعيرة أقل من 35 ليرة سورية للكيلو غرام.

وموسم التفاح ليس أفضل حالاً من العنب، فتسعيرة الكيلو غرام من التفاح لدى المؤسسات التابعة للنظام تصل غلى 100 ليرة سورية، بينما تكلفة إنتاجه تتجاوز 90 ليرة، دون حساب أتعاب الفلاح وأجور النقل، وهذا ما يمنع الفلاحيين من توريد محاصيلهم، واعتمادهم على الأسواق المحلية، بحسب المزارع سامر الشعراني.

وبدوره، قال سامح السالم، أحد تجار الفواكه في محافظة السويداء، لـ “المصدر” إن لتدهور الأسعار وأوضاع الفلاحيين في السويداء مجموعة من الأسباب، ومنها إهمال المؤسسات التابعة للنظام وعدم تقديم أي دعم حقيقي للفلاحين، فعلى الرغم من قرب انتهاء الموسم إلا أ المؤسسات التابعة للنظام لم تؤمّن الصناديق البلاستيكية المخصصة لنقل المحصول، إضافة لعدم تقدير تكاليف الإنتاج بشكل دقيق من قبل المؤسسات التابعة للنظام، لذلك أحجم معظم الفلاحين عن توريد مواسمهم للنظام.

وأضاف بأن نسبة الإنتاج انخفضت عن عام 2011 بما يقدر بحوالي 40 في المئة، وعن العام المنصرم أكثر من 20 في المئة، وأشار إلى أن إغلاق الحدود البرية كان الضربة القاصمة للمزارعين، فالنظام يملك حدوداً برية فقط مع لبنان، وهي لا تملك أي حدود مع أي بلد آخر، بينما كان يتم تصريف الإنتاج في الماضي في أسواق الدول المجاورة، ولا سيما الأردن عبر معبر نصيب الحدودي، والذي أغلق بشهر نيسان/أبريل من العام الماضي، بعد سيطرة الجيش الحر على كامل الشريط الحدودي مع الأردن من اتجاه محافظة درعا، كذلك الحال بالنسبة للحدود مع العراق.

وأوضح السالم بأن النظام قدم عروضاً لتصدير المحصول إلى روسيا وإيران عبر البحر، ولكن هذه الخطوة لن تكون ذات جدوى اقتصادية، نتيجة لارتفاع تكاليف النقل، فنقل طن واحد من السويداء إلى طرطوس يكلف الفلاح مبلغ 15 ألف ليرة سورية.

المهندس الزراعي همام الحمد، قال لـ “المصدر” إن مزارعي العنب لديهم خيارات أوسع من مزارعي التفاح، من خلال تجفيف المحصول وطرحة بالأسواق المحلية وعصره أيضا، فعندها تنخفض تكاليف النقل، بالإضافة لزيادة في العائد، بينما مزارعو التفاح لا توجد لديهم خيارات، وخصوصاً مع توقف أغلب مراكز التبريد نتيجة الأعطال في شبكة الكهرباء، وارتفاع أسعار المحروقات، لذلك فإن التخزين لم يعد ذو جدوى، حيث كان في السابق الهدف منه هو التصدير في موسم الشتاء، والآن لا يوجد تصدير.

وتوقع الحمد أن ينخفض إنتاج محافظة السويداء في العام المقبل إلى النصف، نتيجة للخسائر الكبيرة التي لحقت بالفلاحين في المحافظة.



المصدر