‘النزوح المؤقت واختلافه بين الليل والنهار.. هكذا حولت الطائرات الروسية حياة السكان في مناطق المعارضة’

1 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

3 minutes

“لا تكاد تمر ساعة حتى يطلق فيها صوت صفارات الإنذار، لتحذر الأهالي من خطر قريب يخيم على المدينة، هذا الخطر قد يودي بحياة فلذة أكبادك أو مقربين منك (أخ، صديق، أو حتى جار عزيز عليك)” بهذه الكلمات بدأ فراس السيد من ريف إدلب، بوصف اللحظات التي تتبع سماع صفارات الإنذار التي تطلقها فرق الدفاع المدني لتحذر بها من تحليق مقاتلات روسية أو أخرى تابعة للنظام في سماء المدينة.

ويوصف السيد في تلك اللحظات مايخطر بباله من أفكار، “تلك التي تتحكم بتصرفاته لحظة رؤية طفلتيه الاثنتين، والدته وأخواته.. تحركات لا إرادية وكلمات تعبر عن الخوف والرعب لمجرد التفكير، هل سينجون من هذه الغارة، كيف سأحمي عائلتي من الموت القادم من السماء”.   

ويتابع السيد، “في تلك اللحظات يجب البحث عن مكان برغم محدودية التفكير الآني وقلة الإمكانيات، نؤمن لهم خلاله نوع من الحماية المؤقتة”.

 ويضيف “في كثير من الأحيان نلجأ إلى غرفة منزوية بالمنزل أو حتى داخل الحمام ربما لتوفر فيه أكثر من سقف، لكن بالمجمل معظم الصواريخ التي ترميها الطائرات الروسية يتجاوز تدميرها عدة طوابق”.

نزوح مؤقت

وفي ذات السياق، يتحدث بشار الباشا، مواطن من مدينة بنش لـ”السورية نت” أن “السكان يعيشون حالة النزوح بشكل يومي، والتي تختلف بين النهار والليل وأحيانا بين الساعة والأخرى”.

ويضيف الباشا، تتصف منازلنا بكونها مؤلفة من طابق واحد ومعظمها قديمة البناء، لذا يلجىء الكثير من الأهالي للبحث عن أقبية داخل حيهم الصغير، للهرب إليها لحظة التعميم عن اقتراب غارة جوية، لذا ترى في تلك اللحظات كيف الناس يحملون أطفالهم ويهرعون لتلك الأقبية”.

“أصبحنا نعيش حياة نزوح تختلف بين الليل والنهار”، يتابع الباشا، “هناك عائلات يقضون الليل في منزل والنهار في آخر، كونه أكثر أمناً أو يحمي جزئياً من خطر القنابل التي تلقيها الطائرات”.

تعايش مع الواقع

من جهته يرى خالد البنشي، أنه “مع مرور أكثر من خمسة سنوات من عمرالثورة السورية، وتعرض مناطقنا بشكل شبه يومي لقصف الطيران، أصبحنا نتعايش مع الخطر المحيط بنا، حيث بات القدر هو الملجأ الوحيد الذي يخفف عنا”.

ويضيف كثيرون منا ليس بمقدرتهم تأمين تكاليف النزوح إلى مدن أكثر آمناً، ومع التدخل الروسي وتكثيف هجماته إلى جانب النظام باتت معظم مناطق محافظة إدلب تتعرض لقصف وليست بمنأى عنه”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]