‘شيطنة اللاجئين..عنصريون في لبنان يطلقون موقعاً إلكترونياً والهدف حشد العداء ضد السوريين’

1 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
4 minutes

مراد القوتلي – السورية نت 

“الجيش أوقف سورياً لانتمائه إلى منظمة إرهابية”، “القبض على سوريين يعملان على خلط مواد وتفجيرها”، “شاب سوري يقتل شقيقه بسبب 20 ألف ليرة لبنانية”، قد يعتقد من يقرأ هذه العبارات أنها منشورة على وسائل إعلام  نظام بشار الأسد الذي يحاول إخافة العالم من اللاجئين السوريين الذين أجبرهم على الخروج من منازلهم، لكن في الحقيقة هي عينة صغيرة لعناوين أخبار ينشرها موقع إلكتروني لبناني، جعل من التجييش ضد السوريين وتزكية العنصرية اتجاههم شغله الشاغل.

وأطلق عنصريون لبنانيون على موقعهم – وجميعهم مجهولون – اسم “عين على السوريين في لبنان”، وهي خطوة تصعيدية غير مسبوقة ضمن خطوات عدة شهدتها السنوات الماضية وجميعها مليئة بالعنصرية ضد اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية، بدءاً من دعوات لشن هجمات عليهم، أو طردهم من مساكنهم، واقتحام الجيش مراراً وتكراراً لخيامهم المهترئة في المخيمات التي لا تصلح لعيش البشر.

وعند تصفح الموقع المذكور، يتوضح تماماً إصرار القائمين عليه على تشويه صورة السوريين بشكل خطير، إذ يمتلئ الموقع بالأخبار التي تزعم “ارتكاب اللاجئين السوريين جرائم قتل وسرقة ونهب وخيانة”، كما يبدو واضحاً أنه ليس مجرد موقع لنقل الأخبار بقدر ما يحمل من عنصرية فجة.

فعلى سبيل المثال، وعند النظر إلى تبويبات الموقع تراها على الشكل التالي وجميعها تتحدث عن اللاجئين السوريين: “أعمال إرهابية، تحرش واغتصاب، قتل ومحاولة قتل، سرقة، ارتكابات متنوعة، تهريب وتجارة أسلحة، مشتبه بهم”.

ويبذل العنصريون القائمون على موقع جهدا واسعاً لإقناع متابعيهم بمزاعم عن خطورة تواجد السوريين في الأراضي اللبنانية، إذ ينشرون تقريراً بالأرقام عن “الأعمال السيئة” التي يرتكبها لاجئون سوريون، لكنه يفتقر إلى الدقة والتوثيق.

أما عن الهوية البصرية التي يستخدمها الموقع، فعمد إلى استخدام رسوم “فيكتور” ترمز جميعها إلى السوريين، كـ وضع صورة لرجل ملثم بيده سلاح “كلاشينكوف” على أنه إرهابي، وصورة لرجل آخر بيده كيس أموال على أنه سارق، وصورة لرجل يمسك لباس سيدة من الخلف على اعتبار أنه متحرش، وغيرها من الصور التي تدعو للتجييش ضد السوريين.

وجميع أشكال العنصرية في نظر القائمين على الموقع، ما هي إلا “إضاءة على المشاكل الكبيرة التي يخلّفها لجوء نحو مليوني سوري الى لبنان منذ العام 2011 مع غياب رقابة الدولة اللبنانية وعدم وجود خطة واضحة للحكومة بتنظيم وجودهم في بلدنا والمساعدة في عودتهم الى بلادهم”.

ورغم كل ما ذكر يرفض الموقع اللبناني أن يتم اعتبار ما يقوم به “عملاً عنصرياً”.

ويعد وزير الخارجية اللبنانية، جبران باسيل، من أشد الكارهين للاجئين السوريين في لبنان، وسبق أن صرح مراراً بكلمات ضدهم، لا سيما تصريحه الأخير في سبتمبر/ أيلول الماضي الذي قال فيه: “أنا مع إقرار قانون منح المرأة الجنسية لأولادها لكن مع استثناء السوريين والفلسطينيين للحفاظ على أرضنا”.

وأضاف في تغريدة أخرى في حسابه على موقع تويتر: ” نحن مصرون على عدم دمج النازحين السوريين في لبنان، وهم يصرون على ذلك (لم يوضح من هم) فهذا يهدد لبناننا ونحن هنا في نيويورك لأجل هذا الهدف”.

وأثار الموقع المذكور ردود فعل سلبية ضد عنصرية القائمين عليه على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف أحدهم عمل الموقع بـ”القذارة”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]