دورات تدريب المعلمين السوريين في تركيا “شرعنة مؤقتة” للشهادات المزورة


نشرت صدى الشام في عددها 148 تحقيقاً موسعاً حول القوانين التركية الجديدة بخصوص إلحاق الطلاب السورين بالمدارس التركية، وكذلك حول دورات تدريبية أقامتها وزارة التربية التركية للمعلمين السوريين تهدف إلى اختيار عدد منهم للعمل في مدارسها، وقد انشغل العاملون السوريون في المجال التعليمي في تركيا خلال الأسبوعين الماضيين، بمتابعة موضوع هذه الدورات والفحوص المعيارية التي تلتها، لكن سرعان ما تحول هذا الاهتمام إلى “خيبة أمل”، فالوعود التركية لم تطبق على أرض الواقع كما كان قد صرح بها المسؤولين الأتراك لـ”صدى الشام”، ولم يتم الكشف عن الشهادات المزورة أيضاً. وهو ما توجب متابعة “صدى الشام” للموضوع.

كان المخطط المعلن من قِبل وزارة التربية التركية يقضي بتدريب كل المعلمين السوريين في دورات مدتها 15 يوماً، يخضعون بعدها لامتحان تحريري، يجب أن يتجاوزه الفرد منهم، قبل أن يتم التأكد من سلامة الشهادة العلمية التي يحملها.

وفي هذا السياق أعرب نقيب المعلمين السوريين حسن طيفور، عن خيبة أمله من الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية التركية، واصفاً ما جرى بـ”الشرعنة للشهادات المزورة”، موضحاً بالقول: “لقد اقتصرت الدورات والفحوص التحريرية على التركيز على التقييم الظاهري للمعلم، بينما نُحيّ موضوع الكشف عن الشهادات المزورة جانباً، من قبل اللجان التركية”.

وأضاف لـ”صدى الشام” أن “اللجان التركية المكلفة لم تكشف عن الشهادات المزورة مطلقاً، وهذا يدلل على أن التربية التركية تتجه للتخلي الكامل عن خدمات المعلمين السوريين في تركيا في العامين المقبلين”.

وفي تطور جديد يندرج في إطار “الاستغناء عن غالبية المعلمين السوريين”، علمت “صدى الشام” من مصادر خاصة، أن وزارة التربية التركية تتجه مع بداية هذا العام الدراسي، إلى تسريح الكثير من المعلمين عشوائياً، دون النظر إلى الشهادات التي يحملونها.

وتعقيباً على ذلك، أكد طيفور أنه “نتيجة لصدور القرار التركي الأخير القاضي بدمج ملف تعليم السوريين بالمدارس التركية، فإن أعداد المعلمين الحاليين قد أصبحت زائدة عن الحاجة، وبالتالي فإنه من المنتظر في الأيام القليلة المقبلة أن يتم تسريح الكثير منهم، وخصوصا في المدن التركية التي تشهد تجمعات سورية كبيرة مثل عينتاب وكلس وأنطاكيا وأورفة”.

وطبقاً لطيفور، فإنه وخلافاً للمتوقع، فقد أدى قرار الدمج الأخير إلى زيادة التسرب المدرسي، وقد أشار إلى أن “أولياء التلاميذ في الصف الأول الابتدائي اليوم يواجهون معضلة كبيرة، لأن غالبية المدارس التركية ترفض تسجيل الطلبة السوريين بحجة عدم توفر المقاعد الدراسية، ومن غير المسموح للمدارس السورية أن تسجلهم أيضاً”.

وتقضي الخطة التي أعلنت عنها وزارة التربية التركية، بأن يتم تسجيل طلاب الصف الأول والخامس في المدارس التركية، مع الحرص على استيعابهم في صفوف مخصصة لهم، لتعليمهم اللغة التركية في البداية، وهذا لم يطبق بحسب طيفور، الذي لفت إلى أن “الطالب السوري يعامل معاملة قرينه التركي، كما أن الطالب السوري في المدارس التركية لم يعد يتعلم باللغة العربية”.

من جانبه استغرب مسؤول التنسيق السوري في الحكومة السورية المؤقتة مع وزارة التربية التركية، حجي زادة، ما وصفه بـ”الخلل في تطبيق القرارات” من الجانب التركي، موضحاً أنه “كان الهدف من الدورات التي خضع لها المعلمون السوريون، معرفة قدراتهم، والكشف عن أصحاب الشهادات المزورة منهم، لكن وبعد الانتهاء من ذلك، تبين لنا عدم جدية التربية التركية”.

وقال لـ”صدى الشام”: “من المؤكد أن الحكومة التركية ستتجه لتوظيف المعلمين السوريين من حملة شهادات الأدب العربي والشريعة فقط، وذلك لحاجة المدارس التركية (إمام وخطيب) لهم، أما البقية فلا أعتقد أن تستوعبهم الحكومة التركية”.

وبحسب مشاهدات “صدى الشام”، فإن جواً من الترقب والخوف يسود أوساط المعلمين السوريين في تركيا، مع قرب موعد إعلان التربية التركية عن أسماء الناجحين منهم.

في غضون ذلك، أعلن نائب وزير التربية التركي أورهان أردم قبل أيام، عن عزم وزارته على زيادة عدد التلاميذ اللاجئين السوريين في مقاعد الدراسة خلال العام الحالي ما بين 400 -450 ألفا، مشيراً إلى تلقي 340 ألف تلميذ سوري تعليمهم تحت إشراف الوزارة في العام الماضي.

 


صدى الشام