نصيحة
11 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
فوزات رزق
لست أفهم هذه اللهفة التي أجدها عند كثير من السورين، ممن يتذمرون من عدم توافر مادة المازوت، وكأننا منذ أن خلق الله الإنسان على الأرض، خلق له “مازوتاته” معه.
أيها المواطنون الذين تتلهفون لشراء ليتر من المازوت! ما بالكم يلسعكم البرد صباح مساء، دون أن تتدبروا أمر تدفئة أطفالكم بالوسائل التي كان آباؤكم وأجدادكم يستخدمونها؛ لحماية أنفسهم من البرد، دون أن يكلفوا الحكومة أمر تدفئتهم. أم أنكم ترفضون ما كان عليه أجدادكم من قدرة على الاعتماد على النفس، عملًا بالمثل القائل: ” الحلاقة بالفأس ولا عازة الناس”
والله لا أدري لماذا تعودتم على النعنعة والدلال والتواكل، ترخون كل شيء على كاهل الحكومة، ألا يكفي الحكومة أنها تقف سدًا منيعًا في مواجهة المؤامرة الكونية والإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة، ومن ورائها الصهيونية العالمية؟! أتريدون من الحكومة أن تترك مهماتها الوطنية وتلتفت إلى هذه السفاسف، مثل تأمين المازوت والبنزين والغاز، ومراقبة السوق وغير ذلك من وجع القلب؟
ثم يا أخي لماذا لا نفكر -نحن- في حل مشكلتنا بطريقة أخرى؛ ما دامت الحكومة مشغولة بالهم الوطني والقومي؟ فأهلنا من يوم يومهم لم يفكروا -مطلقًا- بمسألة المازوت، كانوا يجمعون روث حيواناتهم، ويصنعون منه وقودًا يكفيهم طوال فصل الشتاء، مع أن شتاء تلك الأيام كان غير ما هو عليه في أيامنا هذه؛ فلماذا لا نحذو حذوهم؟ وفي ذلك منافع شتّى:
فمن جهة، نتخلص من انتظار دورنا للحصول على 50 ليتر مازوت، هذا غير السمسرة واللصوصية، ومن جهة أخرى، فإن استخدام فضلات الحيوانات له مزايا عديدة، اسمعوا، وعدّوا على أصابعكم:
1 ـ فهو متوافر -والحمد لله- لا يحتاج لأن تصرفوا من مدخراتكم شيئًا.
2 ـ استخدامه صحي؛ إذ إنكم ترتاحون من رائحة المازوت، وهذه مدفأة “عفطت”، وتلك انسدت بفعل السخام.
3 ـ إننا باستخدام هذا النوع من الوقود، نحافظ على نظافة البيئة، فليس من اللائق أن يسير السائح في شوارعنا وهي مليئة ببعر الماعز وروث الحمير، فيلعن الساعة التي جعلته يفكر فيها بزيارة بلدنا الجميل. عيب والله وألف عيب.
4 ـ والأهم من كل ذلك فإننا -بهذه العملية- نساهم في تنمية الدخل القومي؛ إذ يمكننا بالمبالغ التي نحرق بها المازوت دون طائل، أن نقيم مشروعات استثمارية، “نضبّ” فيها أولادنا من شوارع بلاد الله الواسعة، وهم يتعرضون يوميًا للمهالك في رحلاتهم نحو المجهول، ونفتح لهم مجالًا ليعملوا في بلادهم، وهكذا نكون قد وفرنا فرص عمل للجميع.
وربما سأل أحدكم: ومن أين لنا بالحيوانات، ونحن نسكن في شقق سكنية، لا تتسع لزفير صدورنا؟ عندئذٍ يمكن إحالتكم إلى كثير من الحيوانات الذين يرتدون “البنطلونات” وربطات العنق ممن يعتقدون أن القيصر الروسي دفع بأسطوله الجوي إلى سورية؛ كي يواجه الإرهاب، وما أكثرهم هذه الأيام.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم أيها السوريون
[sociallocker] [/sociallocker]