“أصوات” حملة لجمع مليون دولار للدفاع المدني السوري


مهند شحادة

تُنظم “حملة من أجل سورية” مشروعًا بعنوان “أصوات”، بهدف جمع تبرعاتٍ تقدر بنحو مليون دولار أميركي، تعود لصالح فرق الدفاع المدني السوري؛ تقديرًا لجهدها الكبير، ومحاولةً لدعم أصحاب الخوذ البيضاء، وعملهم المتواصل في ظل أوضاع صعبة جدًا، يُشكل القصف بأنواع شتى من الأسلحة، بما فيها المحرم دوليًا، أبرز تفاصيلها اليومية.

وتأتي هذه الحملة بعد أيام من عدم حصول أصحاب القبعات البيضاء السوريين على جائزة نوبل؛ ما شكل مادةً غنية للنقاش على الصعيد السوري، وحتى الدولي، تتمحور حول أسباب وانعكاسات مثل هذا الأمر، وتبدو الحملة تأكيدًا لوقوف بعض المنظمات المدنية الأهلية الدولية إلى جانب مؤسسة الدفاع المدني السوري، وتضامنًا مع تضحياتهم الجسيمة التي قدموها خلال السنوات الماضية، ولعلها تتمتع بأهمية بالغة وتُسهم في إقناع من لا يزال يعمل في الحقل الإنساني داخل سورية، ويواجه يوميًا براميل وصواريخ النظام السوري وحلفائه، بأنه ليس وحيدًا.

وفي هذا الجانب قال رائد صالح، مدير الدفاع المدني السوري لـ (جيرون): “نحن نرحب بمثل هذه الحملات، ونتقدم بالشكر لمن ينظمها، ولعل أحد أهم الأسباب التي دفعت لتنظيم “مشروع أصوات” يكمن في إرسال رسالة دعم معنوي بالمقام الأول، ولا سيما بعد عدم منح الدفاع المدني السوري جائزة نوبل، بالتالي؛ تأتي هذه الحملة في سياق دعم فرق الدفاع المدني وتعزيز المعاني السامية للعمل الإنساني، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المبلغ الذي من المفترض أن تجمعه الحملة يغطي جزءًا من حاجات مؤسسة الدفاع المدني السوري فحسب”.

يؤكد كثير من العاملين في فرق الدفاع المدني أهمية مثل هذه الحملات على الصعيدين المادي والمعنوي، ولا سيما مع استمرار القصف اليومي والعمل في أوضاع استثنائية تتطلب بذل مزيد من الجهد لحشد المناصرة والدعم لمعظم الهيئات المدنية الأهلية في سورية، بوصفها إحدى نوافذ الأمل في تأسيس مجتمعٍ محلي، بإمكانه في لحظةٍ ما أن يُشكّل نواةً للدولة المنشودة.

وفي هذا السياق قال صالح “بالتأكيد نحن بحاجة لمثل هذه الحملات لأنها تعطي دفعةً معنوية لفرقنا، وتؤكد أنه مازال هناك أحد يؤمن بالعمل الإنساني وضرورة إنقاذ الإنسانية، إلى جانب مساعدة المنظمات والهيئات المدنية السورية الساعية لإرساء السلام ومنح الأمان للمدنيين في ظل الظروف البائسة، كذلك تساعد هذه الحملات باختصار الوقت لكثير من الأمور والمسائل، وهو عامل مهم جدًا لأنه وكما قلت سابقًا يوميًا مراكزنا تتعرض للقصف، وبالتالي هناك أليات وأدوات تخرج عن الخدمة فتساعدنا مثل هذه الحملات بتفادي القصور وتعويض النقص الحاصل هنا أو هناك، وتمنحنا مرونةً أكبر في تأهيل وتطوير كوادر مؤسسة الدفاع المدني، وتعزيز مبدأ الشفافية في عمل الدفاع المدني السوري”.

وعن مسألة عدم فوز الدفاع المدني السوري بجائزة نوبل والنقاش التي رافقها قال مدير الدفاع المدني السوري “لا شك أن جائزة نوبل مهمة خاصةً على صعيد تسليط الضوء على عمل ومعاناة فرق الدفاع المدني والإنسان داخل سورية بشكلٍ عام، لكن بصراحة لم يك لدينا الوقت أو الترف للشعور باليأس والقهر، لأننا ببساطة مستمرين بعملنا رغم كل الظروف والصعوبات التي تواجهنا، ونحن نعمل وفق الآية الكريمة “ومن أحياها فكأنما الناس جميعًا” وهذا أفضل تكريم بالنسبة لنا، وعليه انطلقنا في عملنا منذ العام 2013، ولربما كان من الأفضل لو حصلنا على الجائزة لكنه لم يحدث وكأن شيئًا لم يكن، وسنستمر في العمل من أجل لحظة أمان لشعبنا مهما كلفنا ذلك من تضحيات”.

وجدير بالذكر أن “حملة من أجل سورية” هي مجموعة مناصرة عالمية هدفها حشد الدعم من جميع أنحاء العالم من أجل سورية الحرية والعدالة.




المصدر