عاشوراء وثأر “البرابرة” من دمشق


وائل النبواني – ميكروسيريا
مظاهر أقل ما يقال فيها أنها غير إنسانية، عدا كونها دخيلة، باتت تُمارس اليوم بحكم الأمر الواقع في سورية والكثير من بلاد العرب. دماء تسيل وسيوف تفلق الرؤوس ولطم وندب وتطبير وتطبيل، والكثير غيرها من الأفعال اللابشرية، جاء بها من أيقظتهم أميركا بعد احتلال العراق عام 2003 ، ففي تلك السنة السوداء بدأت إيران عبر مئات القنوات الإعلامية غسل عقول فئة كبيرة من الشعب العراقي، واستخدمتهم كـ “مطية”، كلما أرادت تدمير واحتلال بلد عربي.
بداية الأمر كانت الدهشة تلف وجوه العرب، وهم يتابعون هذه القطعان اللاحضارية القادمة من تحت رماد آلاف السنين لتثأر “للحسين” من أي عدو سياسي لإيران، حتى وإن كان مؤمناً بالحسين ومقدِّسا له، لكن المشهد التلفزيوني المثير للدهشة أصبح مشهداً واقعياً على مرآى العرب النيام (راحت السكرة وجاءت الفكرة ) لكنها جاءت متأخرة جداً، ولم ترق لحجم المصاب الجلل ، فهذا السرطان الفتّاك المنظّم، بات اليوم أمراً واقعاً في قلب العاصمة السورية دمشق، وفي قلب العاصمة الكويتية والبحرينية واليمنية واللبنانية، وقريباً سينتشر في عواصم جديدة إذا بقي هذا النهج سائداً دون ردة فعل عربية حقيقية.
من جاء بهؤلاء ؟ كيف ظهروا فجأة ؟ وكيف تم إقناعهم بأن ثأر الحسين يكون بإراقة دماء العرب بأيدي العرب ؟!.
الحقيقة واضحة وبسيطة جداً لمن أراد أن يراها ويعترف بها ، فإيران استغلت “كبت” الشيعة في العراق عشرات السنين وبدأت بعلميات منظمة مدروسة لغسل عقولهم وقتل أي صوت منهم يناهض مُرادها، فالطفل العراقي البالغ من العمر سنتين عام 2003 اليوم يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، تعرض فيها لأبشع أنواع غسيل الأدمغة، بحيث أصبح ذكراً مُسيراً بحكم الجهل ومُساقاَ باسم الدين والحسين إلى مصير اختاره له الإيرانيون، لتنفيذ مخططاتهم السياسية التي تضع احتلال البلاد العربية هدفاً وحيداً لها.
في الحالة السورية لا يُمكن أن نضع اللوم على إيران ولا على بهائمها العرب، بل إن الطرف الوحيد المسؤول عن استقدام هؤلاء إلى سورية لتدميرها وجعلها ساحة للبهيمية ، هو “المراهق” ابن حافظ الأسد الوارث للخيانة والغدر بسورية والسوريين ، مع مؤيدية من “بهائم” سورية، الذين لم يدركوا حتى اليوم أن هذا “النظام “امتطى جهلهم لتثبيت ديكتاتوريته بحجة الحرب على الإرهاب.
اليوم لم يعد من الممكن لأي إنسان عاقل أن يصدق كذبة حرب هذا المراهق للإرهاب، فها هو أمام مرآى العالم قد فتح أبواب دمشق وشوارعها لقطعان الإرهاب الإيراني المنظم، و الإرهاب العالمي ممثلا بالقاعدة وداعش ، ولا يمكن لهذا الإعصار الإرهابي البهيمي أن يتوقف إلا إذا أدرك السوريون والعرب أن استخدام هذه التنظيمات للدين لم يكن إلا استغلالاً له لتنفيذ مخططات سياسية وتحقيق مكاسب سلطوية ومادية، عليهم أن يدركوا أيضا أن الدول لا تقام بالأديان بل بالقوانين والحقوق والعمل.