الأسد لم يخف عجزه عما يحصل في سورية: ما يجري هناك صراع بين روسيا والغرب


قال رأس النظام في سورية بشار الأسد، اليوم الجمعة، فيما يبدو أنه اعتراف بعجزه عن التحكم فيما يجري بسورية، إن ما يجري هناك بات "صراعاً بين روسيا والغرب".

وأضاف في تصريح لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية: "ما رأيناه في الأسابيع وربما الأشهر القليلة الماضية هو ما يشبه الحرب الباردة وربما أكثر. لا أدري ماذا أسميه لكنه ليس شيئا ظهر مؤخرا لأنني لا أعتقد أن الغرب وخاصة الولايات المتحدة أوقفوا حربهم الباردة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي."

واعتبر الأسد إن تحركات تركيا في سوريا تمثل "غزواً وتتنافى مع القانون الدولي والأخلاق وضد سيادة سورية، وربما تصل إلى جرائم حرب".

وتسبب الأسد في تدخل عدة دول  في سورية ونشر قواتهما هناك، لا سيما روسيا وإيران، وتقول المعارضة السورية إن هاتين الدولتين محتلتين لسورية، إذ تسيطران على مفاصل كبيرة في أجهزة النظام، وتلعب دوراً كبيراً في التأثير على قراراته.

وعن المعارك الدائرة في حلب، قال الأسد إن "استعادة الجيش السيطرة على مدينة حلب ستكون نقطة انطلاق مهمة جدا لدحر الإرهابيين إلى تركيا"، حسب تعبيره.

وهدد الأسد في أنه "ما من خيار أمام قوات المعارضة سوى الخروج من حلب أو الموت"، حسب اعتقاده، متجاهلاً الحديث عن الخسائر البشرية الكبيرة التي تضرب قواته والميليشيات المساندة لها خلال المواجهات المندلعة حالياً.

ضحايا كثر

من ناحية ثانية، قال عمال إغاثة إن قوات نظام الأسد بدعم من روسيا قتلت أكثر من 150 شخصاً في شرق حلب هذا الأسبوع في إطار الحملة على المدينة.

وأثار ارتفاع عدد الضحايا في حلب حيث تحولت المباني إلى أنقاض أو هدمت أسقفها وجدرانها موجة غضب عالمية، وجددت الجهود الدبلوماسية، فتقرر إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا غدا السبت، بعدما أوقفت واشنطن في وقت سابق عملها مع روسيا بخصوص سورية.

وقال مسؤول من الدفاع المدني إن ضربات جوية أدت أمس الخميس إلى استشهاد 13 شخصاً في أحياء الكلاسة وبستان القصر والصاخور في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب في حين وضع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مسودة بيان يتهم الأسد وحلفاءه بعنف "ربما يصل إلى جرائم حرب"، حسب تعبيرهم.

أوباما يدرس الخيارات

إلى ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن من المقرر أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية اليوم الجمعة لبحث الخيار العسكري وخيارات أخرى في سورية.

ويرى بعض المسؤولين أنه يتعين على الولايات المتحدة العمل بقوة أكبر في سورية وإلا واجهت خطر خسارة ما تبقى من نفوذ لها على "المعارضة المعتدلة وحلفائها من العرب والأكراد والأتراك في قتال تنظيم الدولة الإسلامية".

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم "يستبعدون أن يأمر أوباما بشن غارات جوية أمريكية على أهداف لنظام الأسد وأكدوا على أنه ربما لا يتخذ أي قرارات في الاجتماع المقرر لمجلس الأمن القومي".

ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في سويسرا، غداً السبت، لاستئناف جهودهما التي فشلت حتى الآن في إيجاد حل دبلوماسي مع نظرائهما من بعض دول الشرق الأوسط.

ودعت موسكو يوم الخميس دول المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بصواريخ محمولة مضادة للطائرات وحذرت من أن أي إجراء عدائي ضد القوات الروسية لن يمر دون رد مناسب.




المصدر