“سويدنا”… لتسهيل اندماج السوريين في السويد


منذ أن وفد اللاجئون السوريون إلى أوروبا وهم ينشطون في المجال الثقافي، فأنتجوا العديد من العروض الفنية والأفلام السينمائية والصحف الإلكترونية، ومنها جريدة “سويدنا”، التي تُعتبر أول جريدة باللغة العربية تصدر في السويد، وتتبع لها مجلة مطبوعة تصدر في النرويج. وفي حوار خاص لـ”العربي الجديد” مع عمرو بيطار، مؤسس ومدير تحرير “سويدنا”، أخبرنا عن مشروعه الجديد.

يبدأ حديثه قائلاً: “مشروع “سويدنا” هو جريدة تصدر في السويد وتتبع لها مجلة تصدر في النرويج، ومرخص كأي جريدة أخرى في السويد، وهو ليس مجرد موقع أخبار وجريدة، بل إن المشروع بدأ كإذاعة وفي مقرنا في مدينة “كوزينبرغ” لدينا استديو خاص بنا، نستخدم هذا المقر أيضا لخدمة المجتمع المدني من خلال إعطاء دروس في اللغة للوفدين الجدد. وأطلقنا على المشروع اسم “سويدنا”، لأننا أردنا المزاوجة بين اللغتين العربية واللاتينية. وبدأنا المشروع في دولتين أوروبيتين هما السويد والنرويج، وكان اسم المشروع في البداية “سويدنور”، وهو اختصار لكلمتي السويد والنرويج، ولكننا، ولكي نعطي الاسم طابعاً عربياً، عدّلناه ليصبح “سويدنا”، ونحن موجودون في السويد والنرويج ونملك الترخيص في كلا البلدين، ولكننا نعمل في الوقت الحالي على الاستفادة من الترخيصين، لذلك سنفتتح قريباً موقعاً إعلامياً مستقلا في النرويج باسم “موزاييك””.
لكن لماذا اختيار هذا العنوان، وألا يوحي ذلك باستحالة عودة السوريين إلى بلدهم وسعيهم إلى الاندماج النهائي في دول لجوئهم: “لا، إن العودة أمر شخصي، وكل سوري موجود هنا له حرية الاختيار بين البقاء في السويد أو العودة إلى موطنه الأصلي بعد انتهاء الحرب السورية. وعلى السوريين الموجودين هنا، ألا يتوقفوا عن العمل في انتظار العودة، وعليهم أن يكونوا إيجابيين ومنتجين في مجتمعهم الجديد، ولن يكونوا إيجابيين إلا إذا تبنّوا هذا المجتمع واندمجوا فيه”.

أما كيف بدأت فكرة المشروع، فيقول “في البداية كنت أترجم المقالات المهمة بنفسي، وأرسل الأخبار التي تخص السوريين للمشتركين عبر تطبيق “الواتس اب”، وأنشأت عدة مجموعات على فيسبوك لأنشر فيها معلومات مجتمعية متخصصة. وعلى سبيل المثال، بعض هذه المجموعات كانت تُعنى بشؤون الشباب العازبين، وكنت أنشر لهم بعض الدروس في اللغة والطبخ. فمن أهداف المؤسسة منذ نشأتها مساعدة السوريين على التكيّف والتأقلم مع المجتمع المحلي، وعندما تحولت مبادرتي الفردية إلى عمل مؤسساتي، أصبحنا ننشر الأخبار باللغتين العربية والسويدية، مع مراعاة الفوارق الثقافية بين الشعبين”.

لكن في وقت تبدو وسيلة الإعلام الأكثر انتشاراً في العالم هي مواقع التواصل، تبدو فكرة إصدار موقع إعلامي عربي مقره السويد مشروعاً ناجحاً؟ “هدفنا الأول هو جعل اللاجئين السوريين في السويد عناصر فعالة في المجتمع. كما أن صناعة الخبر من مكان تواجدهم تعطي الأخبار مصداقية أكبر، وعلى السوريين أن يندمجوا في المجتمع المستضيف، ولكن ليس بالمعنى السلبي للاندماج”، ويضيف: “مؤسستنا تضم أفرادا عربا غير سوريين، فلدينا موظفون من اليمن وفلسطين والسودان، ولكن السوريين يمثلون العمود الفقري للمؤسسة، ونحن مثلنا الجالية العربية الموجودة بالسويد في بعض المهرجانات السويدية كمنصة إعلامية للجالية العربية، وأحيانا نلعب دور الوسيط بين المؤسسات الإعلامية السويدية والجالية العربية، ولكن لا يمكننا الادعاء بأننا نمثل اللاجئين السوريين هنا، على الأقل في الوقت الحالي”.



صدى الشام