ارتفاع الأسعار العالمية للنفط


ارتفعت أسعار النفط أمس مدعومة بتقلص الفجوة بين العرض والطلب في سوق الوقود بالولايات المتحدة، فيما شجعت المؤشرات الفنية متعاملين في الأسواق المالية على الشراء لكنّ شكوكاً بجدوى تخفيض مزمع في الإنتاج ما زالت تضغط على الأسواق.

وتم تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» في الأسواق الدولية بسعر 52.18 دولار للبرميل، بارتفاع مقداره 15 سنتاً عن الإغلاق السابق أو ما يعادل 0.29 في المئة، بعدما هبطت في التعاملات المبكرة. وبعدما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي دون 50 دولاراً للبرميل أول من أمس تم تداوله أمس بسعر 50.78 دولار للبرميل بارتفاع مقداره 34 سنتاً أو ما يعادل 0.67 في المئة مقارنة بسعر الإغلاق السابق.

وقال تجار أن ارتفاع سعر الخام الأميركي نتج من تقلص الفجوة بين العرض والطلب في سوق الوقود. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أول من أمس انخفاض أحجام المشتقات بواقع 3.7 مليون برميل. وتشمل تلك المشتقات الديزل وزيت التدفئة. وانخفضت أحجام البنزين بواقع 1.9 مليون برميل. غير أن مخزونات الخام الأميركية زادت للمرة الأولى في ستة أسابيع بواقع 4.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 7 تشرين الأول (أكتوبر) إلى 474 مليون برميل. وخارج الولايات المتحدة، قال تجار أن أسعار خام برنت تلقت دعماً من مؤشرات فنية جذبت استثمارات من متعاملين في السوق المالية.

وأخطرت الشركة المشغلة لخط أنابيب كبير في الولايات المتحدة شركات الشحن بأنها ستمدد فترة توقف الخط، بسبب مشاكل تتعلق بالضغط. ويتسع خط الأنابيب لنقل نحو 450 ألف برميل يومياً من خام بيرميان لمستودعات التخزين في كاشينغ بولاية أوكلاهوما الأميركية وهو أكبر خط أنابيب لنقل النفط الصخري في الولايات المتحدة من حوض بيرميان. وأرسلت «بلينز أول أميركان بايبلاينز» إخطاراً لزبائنها أول من أمس ورد فيه أنها أرجأت خطط إعادة تشغيل الخط بسبب «انحراف في الضغط» غير محدد. وكان يُفترض أن يعود خط الأنابيب للعمل أمس بعد إجراء اختبار ضغط على مدار عشرة أيام.

وقالت مصادر في قطاع النفط أن بائعي الخام العُماني أبرموا اتفاقات بعلاوة سعرية تتراوح بين ثلاثة وستة سنتات للبرميل فوق سعر البيع الرسمي لسنة 2017، انخفاضاً من علاوة تتراوح بين خمسة وسبعة سنتات في العام السابق. وقال أحد التجار أن هوامش الربح الأقل وازدحام السوق ضغطت على العلاوات السعرية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تكرير النفط اليابانية «شوا شل سيكييو» تسويوشي كاميوكا أن الشركة اشترت 55 في المئة من واردات الخام التي حصلت عليها البلاد من إيران خلال النصف الأول من السنة. واستوردت اليابان 205 آلاف و871 برميلاً يومياً من النفط الإيراني في النصف الأول من 2016 وفق ما أظهرت بيانات وزارة التجارة ما يعني أن واردات الشركة خلال تلك الفترة بلغت نحو 113 ألف برميل يومياً.

وأدلى كاميوكا بتلك التصريحات مساء أول من أمس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شركة «إديميتسو كوسان» حول تأخر الاستحواذ الكامل على «شوا شل». ووفق بيانات وزارة التجارة، ارتفعت واردات اليابان من النفط الإيراني 25.8 في المئة إلى 216 ألفاً و101 برميل يومياً في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى آب (أغسطس) مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بعد رفع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للخلاف في كانون الثاني.

وقال مصدران مطلعان أن مجموعة تقودها «روسنفت الروسية» ستستحوذ على «إيسار أويل» الهندية في صفقة تتراوح قيمتها بين 12 و13 بليون دولار شاملة الدين، ما يعزز العلاقات بين روســــــيا أكبر منـــتج للخام عالمياً والهند صاحبة أسرع نمو في حجم الاستهلاك في العالم. وتساعد الصفقة روسيا على توطيد العلاقات الاقتصادية التي تعود إلى حقبة الاتحاد الـــسوفياتي السابق، كما أنها أكبر استثمار أجنبي منفرد في قطاع التكرير الهندي. وهي تأتي في الوقت الذي تحرص فيه روســيا على تأكيد دورها في العلاقات الدولية وفي وقت يعاني فيه اقتصادها من الركود.

وقالت المصادر أن «روسنفت» ستحصل على حصة نسبتها 49 في المئة في «إيسار»، في حين ستحصل «ترافيغورا» وصندوق «يو سي بي» الروسي على نسبة 49 في المئة مناصفة. وأضافت المصادر أن تقويم الصفقة يشمل نحو 4.5 بليون دولار ديوناً مفترضة. ويُتوقع أن تعلن إيسار الصفقة اليوم السبت في منتجع جوا، خلال زيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيلتقي برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لعقد قمة ثنائية.



صدى الشام