مفاجأة.. الموسيقى تخطف نوبل للآداب


في العام الماضي عندما فازت الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا ألكسييفيتش بجائزة نوبل في الأدب، غضب بعض الأدباء واعتبروا أن الفائزة صحفية ولا تستحق مقام الأديب باعتبارها توثق لقصص تسجيلية من الحياة، كما في حادثة تشيرنوبل والحرب الروسية في أفغانستان.

هذه السنة تأخر إعلان الجائزة عن موعدها لأسبوع تقريباً، وهو ما سجل مفاجأة، وسرت تسريبات صحافية أن السبب يتعلق بخلاف في اللجنة حول من يفوز؟ بالأحرى كان خلافا حول الجنس الأدبي أو الصنف وليس الشخصية. رغم أن اللجنة السويدية نفت ذلك للصحافة وقالت إن ثمة ظروفا طبيعية وراء التأخير لموعد يعتبر “مقدسا”.

واليوم الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول وبعد أن تأخر موعد الإعلان 4 ساعات عن التوقيت المحدد في العادة، لإعلان جوائز نوبل، جاءت المفاجأة من “العيار الثقيل” التي كاد البعض يعتبرها “مزحة” في البدء، هل اللجنة جادة أم أنها تمزح؟!
وكيف يفوز موسيقي ومغنٍ وشاعر غنائي وهو الأميركي بوب ديلان؛ بجائزة أدبية.

وعلى الفور اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مصدق ومكذب، وثمة من قال: “في المرة الماضية بلعنا الطعم.. وقلنا صحافية تكتب أدبا.. فما الذي سوف نقوله هذه المرة”.

وفتح الأمر استفهامات حول إعادة تعريف مفهوم الأدب بأنه فن الحياة وليس مجرد خواطر يمكن تسجيلها على الورق.

وهناك من قال إن ذلك سوف يحد من موجة الكتابة الروائية وغيرها من فنون تقوم على مجرد التأليف الكتابي، ليضع الأدب في دائرة مفاهيم “ما بعد الحداثة” من التقاطع مع جوهر مشروع الحياة الإنسانية.

وعملياً فهي المرة الأولى في تاريخ الجائزة الأدبية أن تعطى إلى مؤلف موسيقي، حيث ذكرت الأكاديمية السويدية في حيثيات قرارها أن بوب ديلان (75 عاما) كوفئ “لأنه ابتكر تعابير شاعرية جديدة داخل التقليد الغنائي الاميركي العظيم”، فيما تأخرت ردة فعل ديلان نفسه، الذي يقول متابعون إنه قد لا يهتم كثيرا باعتباره صاحب صيت أصلا وأن الجائزة لن تضيف لمجده كثيراً.

وقد علقت الأمينة العامة للأكاديمية سارا دانيوس للتلفزيون السويدي العام “اف في تي”، أن “بوب ديلان يكتب شعرا للأذن”، مؤكدة أن أعضاء الأكاديمية عبروا عن “تماسك كبير” في إطار هذا الخيار.

كما وصفته الأكاديمية بأنه “ايقونة” وهو لا يزال نشطاً حتى الآن.

وقد أصدر في مايو /ايار ألبومه الـ 37 المسجل في الاستوديو بعنوان “فالين انجيلز”، حيث يؤدي أغنيات أميركية كلاسيكية اشتهرت بصوت المغني المشهور فرانك سيناترا.

وديلان من مواليد 24 مايو 1941 وهو مغني وملحن وشاعر وفنان يتمتع بصوت رائع ومرن، ويعتبر بحسب ويكيبيديا شخصية مؤثرة في الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود، وقد اشتهرت أغلب أعماله في الستينيات من القرن الماضي، كما أثر في الطبقة العاملة والمضطهدة في أميركا حيث تم استخدام بعض أغانيه كنشيد لحركة الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين والحركة المناهضة لحرب فيتنام.

وعمل ديلان بتنويع غنائي ثرّ وأدرجت كلماته تأثيراتها في الحياة عموما من سياسة لاجتماع وفلسفة، وله كذلك مؤلفات وكتب من الرسومات واللوحات، وقد عرضت أعماله في معارض فنية كبرى، وفي الموسيقى باع أكثر من 100 مليون أسطوانة في العالم.
وقد تلقى العديد من الجوائز 11 جائزة غرامي وجائزة أوسكار واحدة وغولدن غلوب واحدة، وفي مايو/أيار 2012 تلقى وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأميركي باراك أوباما.



صدى الشام