مرافقو جرحى الميليشيات يهينون الكوادر الطبية في مستشفيات حلب الحكومية


كشف مصدر طبي في مستشفى “الرازي” في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، عن وجود حالة من الاستياء “العارم” داخل المستشفى، ناجمة عن حوادث الإهانة والاستفزازات المتكررة، التي يتعرض لها الطاقم الطبي الحكومي، من قبل المرافقين لجرحى الميليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات نظام الأسد على جبهات حلب.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”صدى الشام” إن “حالة من الهلع تسود في المستشفى، فور وصول حالة إسعافية، إذ يحاول الأطباء المناوبون التهرب قدر المستطاع من مواجهة عناصر الميليشيات التي ترافق الحالة، خشية تعرضهم للضرب والإهانة، وذلك في حال كانت الحالة حرجة”.

وتابع “لقد تعرّض الأطباء في حالات كثيرة إلى الضرب من قبل هؤلاء، علماً بأنهم يحاولون تقديم ما يلزم للجريح وبالسرعة القصوى، لكن هم دائماً ما يكونوا عرضة للصلف الذي يلازم أفراد الميليشيات دون استثناء”.

وأشار المصدر إلى عدم الرد على الشكاوى المتكررة التي تقدم بها الأطباء إلى إدارة المستشفى وإلى مديرية الصحة في المدينة، وأردف “هم خارج سلطة القانون ولا أحد يستطيع محاسبتهم على ما يقومون به من أفعال مشينة وهمجية”.

جريح الجيش

وسئل المصدر عما إذا كانت هذه الأفعال تنطبق على جرحى عناصر جيش النظام فقال “إن قسم الإسعاف في المستشفى يستطيع أن يميز تبعية الجريح العسكرية من خلال مشاهدة عدد العناصر المرافقين له”، وأوضح “في العادة تأتي الحالة الطبية من عناصر الجيش دون مرافقة، وبالتالي يكون الجريح في وضع لا يسمح له بتوجيه الإهانة للأطباء، لكن وخلافاً عن ذلك يصل الجريح من الميليشيات بصحبة العشرات من المرافقين، وهؤلاء بدورهم يتصرفون كما يحلو لهم، ويتصرفون بطريقة مذلة للأطباء”.

وقال “ما يعانيه كادر المستشفى من انتهاكات، ينطبق على العاملين في بقية المسشتفيات الحكومية في المدينة، أي المستشفى الجامعي والعسكري”، وأضاف “في بعض الحالات يتعرض المرضى من المدنيين لحالات اعتداء أيضاً، وخصوصاً إذا كانوا متواجدين بطريق الصدفة في قسم الإسعاف”.

لا للرصاص الطائش

وكانت عدة صفحات إخبارية موالية للنظام قد أطلقت في وقت سابق حملةعلى وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “أوقفوا الرصاص الطائش” والمقصود خلال عمليات الإسعاف ونقل الجرحى إلى المستشفيات، وذلك بعد مقتل العشرات من المدنيين جراء تعرضهم لطلق نار عشوائي، أثناء تشييع الميليشيات لجثث قتلاهم في أحياء المدينة.

هذا، ولا تقتصر معاناة الأهالي في أحياء حلب الغربية جراء خروج الميليشيات عن سلطة القانون على الطاقم الطبي فقط، بل تمتد لتطال غالبية الأهالي الذين يقطنون في تلك الأحياء، وفي هذا الصدد ذكرت صفحة “المحتلة نيوز” وهي الشبكة الوحيدة المعارضة التي تنشط في مناطق النظام، أن “لواء القدس”يقوم بفرض أتاوات على أصحاب المحلات، ومولدات الأمبيرات في عدة أحياء، بحجة دعم أسرالقتلى، وأشارت إلى أن من لايدفع يتعرض للتهديد المسلح.

إضاءات:

لا تقتصر معاناة الأهالي في أحياء حلب الغربية جراء خروج الميليشيات عن سلطة القانون على الطاقم الطبي فقط، بل تمتد لتطال غالبية الأهالي الذين يقطنون في تلك الأحياء.

صفحات إخبارية موالية للنظام قد أطلقت في وقت سابق حملةعلى وسائل التواصل الاجتماعي “أوقفوا الرصاص الطائش” والمقصود خلال عمليات الإسعاف ونقل الجرحى إلى المستشفيات.

حالة من الهلع تسود في المستشفى فور وصول حالة إسعافية تتبع للميليشيات المقاتلة مع قوات النظام، إذ يحاول الأطباء المناوبون التهرب قدر المستطاع من مواجهة عناصر الميليشيات التي ترافق المصاب.

 



صدى الشام