لاجىء سوري يساعد ألمانية بحمل قنينتين غاز للطابق التاسع
24 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
نهار الجمعة الماضية خرجت من منزلي لاتخلص من بعض الضغط النفسي جراء متاعب الدراسة .. فقررت الهرولة و العدو للتخلص من الشحنات السلبية .. ارتديت بجامة الرجل العنكبوت المستوحاة من فيلم سبايدر مان ، اسدلت القناع على رأسي و خرجت .. بهذه الحلة الجديدة لم يعرفني أحد .. لأن الناس اعتادوا على رؤيتي بالبنطلون والكنزة ..
بدأت العدو و العد حتى بلغت منطقة Kenzingen.. فقررت شرب عصير بارد من إحدى السوبر ماركات .. عند خروجي رأيت إمرأة عجوز في أوائل الستينات تتحارج مع بائع غاز جوال بصوت يملؤه الحزن . كان لب النقاش برفض البائع لنتع قنينتي الغاز إلى منزل العجوز ( سمرة ) .. و ما كان بي إلا و نشلت الاسطوانة الأولى باليد اليسرى و وضعتها على كتفي الأيسر و خطفت الثانية باليمنى و حططت بها بسلام على كتفي الأيمن .. سألت العجوز عن الطابق الذي تقطن به .. قالت لي : “التاسع خالتي .. اخر طابق” و هي تنظر إلي بعينيها المحاطتين بالتجاعيد التي بدت كالارض المحروثة .. و بدأت القفز برشاقة على الدرج .. درجتين-درجتين و أحيانا ثلاثة-ثلاثة وضعت الاسطوانتين على باب المنزل و عدت و ما زالت سمرة عند العتبة السابعة من الدرج الثاني .. قلت لها بابتسامة لطيفة : الغوالي صاروا على باب البيت ناطرينك .. استوقفتني و قالت لي : “شو هالغزال .. بسم الله ما شاء الله” .. احرجتني طبعا باطرائها الذي لا استحقه فهي عجوز شمطاء و أنا ما زلت شابا .. من هنا حل الصمت
قالت لي الحجة : ” صوتك مو غريب أبدا علي ..
بيقربك شي أبو الغور ؟!”
خلعت القناع من على وجهي ..
صاحت العجوز و شهقت بصوت عال !!
-“مو معقولة !! إنت أبو الغور الغالي ؟!”
– “قلتلها : اي نعم يا سمرة .. أنا بذاتي .. “
بكت الحجة و قبلتني من كتفي و قالت : ” أول مرة بشفوف البطولة و الشهامة و إغاثة الملهوف مجسدة بصورة بني ادم .. مو غريبة عنكن البطولات يا أهل الغيرة يا أهل سوريا .. الله يرضى عليك يا ابني و يحمي رفقاتك .
مساهمات القراء : الكاتب : ابو الغور