on
حافظ الأسد .. الرئيس المؤمن والمعارضة الذاهدة بـ “الأخلاق”
بعد ان استلم حافظ الأسد الحكم ..تراجع السوريون عاماً بعد عام عن تداول السياسة والتفكير بالشأن العام.. خوفاً من بطش النظام اولاً و ثانياً وعاشراً… ولتراجع الأحزاب اليسارية في العالم وخاصة بعد البيروستوريكا..وبالتالي انحصرت مشاغلهم واهتماماتهم بتأمين لقمة العيش..
وبالقدر الذي تراجعت فيه السياسة والعمل السياسي.. وخاصة بعد أحداث حماه ..واعتقال الآف من الناشطين برابطة العمل الشيوعي..
اتجهت طاقات الشعب السوري وتفكيرهم وقدراتهم وبمعونة النظام الاستبداي الديكتاتوري الى التدين..واصبح الشغل الشاغل له تشجيع المظاهر الدينية وبناء الجوامع والدفع بالخطباء الجهلة للامساك بنواصي الحياة..من كل جوانبها..وصارت مهمتهم شغل الناس بالأدعية..وبكيفية الوضوء ..وحجاب النساء..والحلال والحرام….الخ..
لم يكن أي من السوريين مدركاً .. ان الخراب المحيط بهم من كل جانب سيدركهم في يوم ما أو لحظة ما..كانوا يراقبون ويتحسرون ..ويشكرون ربهم على انهم بمنأى عن كل مايحصل للآخرين …من لبنان..الى العراق …الى كل مكان كان آمنا وتحول الى خراب كيوغسلافيا ..التي تحولت الى خمسة دول او أفغانستان أو الصومال او أي دولة افريقية …الخ من سلسلة الدول التي سبقتنا بالموت وبالدمار وبالتشتت..
لاأدري اذا كان العتب يكفي “على سياسيينا “في مثل تلك الظروف أم يجب علينا ان ندينهم ….هم فقط من يتحملون مسؤولية توعية الشعب.. وادراك مآلات سوريا ..على الأقل كتحليل ورؤية سياسية.. وخاصة بعد انطلاق الثورة..وانعتاق الألسنة من رعب النظام واستبداده.. فالعتب لن يكون ولا بأي حال على الشعب السوري الفقير والمهمش ..والمنهمك بكيفية تأمين لقمة العيش..إنما على سياسينا..الذين كانوا بمواجهة دائمة مع النظام..وفي حالة اعتقال بشكل دوري..داخلين خارجين من السجون..والذين يتربع بعضهم على كراسي المعارضة.. والبعض الآخر كانوا اساساً خارج سوريا بسبب معارضتهم للنظام..والذين لم يمتلكوا عدا الانتهازية ..اي رؤية او تبصر لما سيؤول اليه حالهم.
“فيس بوك”