سيمفونية الشاعر حسين جرود بأصوات بشرية


جيرون

صدر عن دار كتابك للنشر الإلكترونيّ في فرنسا كتاب: “فلسفة القاع”، وهو مجموعة شعرية للشاعر حسين جرود.

تتكوّن المجموعة من 24 قصيدة نثرية موزَّعة على ستة أقسام، هي: (وتريات – طبيعة صامتة – صور – إنسانيات – بلاد – قلوب صغيرة)، ينفرد كل منها بطريقةٍ في التناول والبناء.

الشاعر المقيم في ريف إدلب، كتب قصائده ما بين أيلول 2014، ونيسان 2016، مبتعدًا عن التسميات والتقريرية، مع أنه يستمد موضوعاته من الحدث السوري ومآسيه:

“هذا الشارعُ أطولُ من عمري/

في سوريا

يستطيع أيُّ إنسان أن يقطع أوراق شجرةْ

وهو يمشي ساهمًا بلا اكتراثْ/

في سوريا

ترى أصدقاءَكَ، (غائبونَ وإنْ حضَروا

وحاضرونَ وإنْ غابوا) /

في سوريا

ترى دروبَكَ تَنْشَقُّ كالدَّمع/

في سوريا

ترى الحلم يهربُ والصخرُ يتنفَّس/

في سوريا

يستحيلُ الوصفُ

ولا يتوقَّفُ العزفُ، أيضًا/

الغوص في ما يفكر به الإنسان، وما يريده، وما يكوِّن أحلامه، وما يشغل هواجسه، ربما كان شغل القصائد الشاغل؛ لتأتي كسيمفونية من الأصوات، والرغبات، والتطلعات، والأسئلة لبشر يعيشون في أوضاع صعبة.

نرى الجنس الآلي في قصيدة “عابرة”، والموت السريري في “المشرحة”، وحالة الغياب عن الواقع في “من لحم وماء”، وحوار المستقبل في “العابر الأزرق”، وسيرة المكان في “مشط على ليل الخريطة” وعلاقة الشباب مع النظم الثقافية والاجتماعية في “بلاد”، وذهاب المعنى مع البشر في “الرصيف”، و”أصدقاء”، و”كان هنا وكان”.

تتميز بعض المقاطع بالتكثيف الشديد، والقدرة على خلق أكبر قدر من الإيحاء بأقل قدر من العناصر:

“أنزاحُ ككِيسٍ بهواءِ الرِّيفِ

يُباغِتُ ثِقَلًا في الصُّورَةْ

ويُحطِّم بلُّورَ الكاميرا

ويَحُثُّ القلبَ على العصيانْ”

“منْ عَيْنَيْكِ المُسافِرِتَيْن

تَتَساقَطُ المُدُن

ويَبْقى الحُزْن”

“منذ عشرين عامًا

كنتُ طفلًا

الآن، أنا خمسةُ أطفالٍ يتقاتلون”.




المصدر