هجوم مشترك للمليشيات الكردية وطيران النظام على فصائل (درع الفرات)


فراس محمد

سقط ثلاثة قتلى للجيش الحر، وأصيب 10 آخرون مساء أول أمس (الثلاثاء)، في هجوم شنته مليشيات كردية تابعة لـما يسمى “وحدات حماية الشعب” الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، مدعومة من الطيران المروحي لقوات النظام، الذي استهدف قرية تل جيجان بالبراميل المتفجرة.

تزامن هذا الهجوم المشترك مع الاشتباكات الدائرة بين فصائل الجيش الحر المشارك في عملية (درع الفرات)، وتنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي، في جبهة “تل المضيق” التي حررها الجيش الحر الثلاثاء، وفق ما أكدته غرفة عمليات “حوار كلس”.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات فقط من سيطرة الجيش الحر على قرى تل المضيق، وتل جيجان، وتل كسار، التي لا تبعد سوى 12 كم عن مدينة الباب، بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها، حيث أدى القصف بالبراميل المتفجرة من طيران النظام المروحي، إلى انسحاب عناصر الجيش الحر من تل المضيق وتل جيجان.

وفي رده على ما قامت به الميليشيات الكردية وطيران النظام، قال أبو رمضان، أحد القادة العسكريين في الجيش الحر، لوكالة الأناضول التركية: “منذ 4 سنوات وقوات النظام السوري تغير على قوات الجيش الحر، وعندما أدرك النظام أنه لن يتمكن من ثني ذراع هذه القوات، بدأ بطلب العون من حلفائه الإرهابيين كتنظيم الدولة الإسلامية، وحزب الاتحاد الديمقراطي، والآن نراهم جميعًا يغيرون مشتركين علينا”.

وأضاف أبو رمضان: “يبذل عناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، جهدًا مضاعفًا؛ لإعاقة تقدّم قوات الجيش الحر نحو القرى والبلدات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بريف حلب الشمالي”.

في حين وصف الصحافي مرشد النايف، ما قام به النظام والمليشيات الكردية في تصريح لـ (جيرون)، بأنه “نوع من العربدة غير المحسوبة النتائج، للرد على التفاهمات الروسية – التركية”، والتي وصفها أيضًا بـ “غير القابلة للاختراق”.

وأضاف النايف: “أُنجزت التفاهمات الكبرى بين روسيا وتركيا، والولايات المتحدة الأميركية وتركيا، وكل ما يقوم به النظام، والمليشيات الكردية في القرى الواقعة جنوب، وجنوب غرب مدينة مارع، أشبه بالمقامرات والعربدة غير المحسوبة، ولا يمكن أخذها في الحسبان على حد وصفه، وهي رياح جانبية لن تؤثر على ما تم الاتفاق عليه بين القوى الكبرى، وتركيا حول مستقبل شمال حلب”.

وتابع “تُحاول مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي أن تستغل انشغال الجيش الحر بتطهير المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية، لتوسع من مناطق سيطرتها في القرى العربية، جنوب غرب مدينة مارع، في محاولة يائسة منها لوقف تقدم الجيش الحر باتجاه مدينة الباب، والذي يعني -في حال سيطرة الحر عليها- إنهاء أوهام حزب الاتحاد الديمقراطي بربط (كانتون) عين العرب (كوباني)، بـ (كانتون) عفرين على حساب المناطق والقرى العربية في هذه المنطقة”.

أما ما يخص العلاقة بين النظام والوحدات الكردية، فقال: “إن ما حصل ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل التحالف المكشوف بين النظام السوري، والمليشيات الكردية، وجاءت بعد أيام -فقط- من التهديدات التي أطلقها النظام بإسقاط الطائرات التركية إن تعرضت للوحدات الكردية، خلال المعارك الدائرة بالقرب من مدينة تل رفعت، التي سيطرت عليها المليشيات الكردية في 15 شباط/ فبراير الماضي، بعد تنسيق ودعم كبير من طيران النظام، وطيران حليفه الروسي الذي نفذ -آنذاك- حوالي 200 غارة على البلدة”.

يأتي هذا التطور الأخير بعد أيام -فقط- من الاشتباكات العنيفة التي دارت بين فصائل الجيش الحر المشاركة في عملية (درع الفرات) والمليشيات الكردية، بعد محاولات الأخيرة التقدم والسيطرة على بعض القرى القريبة من مدينة الباب، وقد ترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف من المدفعية والدبابات التركية لمواقع سيطرة المليشيات الكردية.




المصدر