on
الباقون في المعضمية قلقون .. والخارجون منها أوضاعهم صعبة
آلاء عوض – جيرون
أفضى الاتفاق الأخير المُبرم بين قيادات معضمية الشام وهيئات النظام، إلى خروج أغلب المقاتلين من المدينة مع أسلحتهم الخفيفة، ولم يبقَ فيها إلا عددٌ قليل من المُضطرين، وهؤلاء قرروا تسوية أوضاعهم وتسليم أسلحتهم مُرغَمين، وفُرجت الأحوال المعاشية في المدينة قليلًا، لكن لا يزال القلق يُهيمن على الأهالي الذين لا يعلمون متى يبدي النظام ردّات فعل رعناء، وينكث بوعوده كما جرت العادة.
عن هذا الخروج، قال وسيم صوان، وهو ناشط إعلامي خرج من جملة المهجّرين من المعضمية إلى إدلب لـ (جيرون): “لقد خرج تقريبًا كل المقاتلين والناشطين المدنيين والإعلاميين الذين رفضوا تسوية أوضاعهم، وبحسب الاتفاق؛ فإنه لا توجد فرصة لخروج دفعات أخرى، فهذه المرة الأولى والأخيرة للمغادرة، لذلك كان عدد الخارجين كبير جدًا، الأمر الذي شكّل ضغطًا على الجهات المُساعدة، التي باتت مُضطرة لتوزيع المساعدات القليلة المتوفّرة لعدد كبير من الناس، وتشتّتت الأسر، فانقسمت إلى أنفار بحسب السكن المتاح، وبالمقابل يوجد بعض العائلات وضعها مقبول، لكن الغالبية وضعها سيئ للغاية، ونسعى نحن الناشطين عبر التواصل مع الجمعيات الإغاثية والخيرية بتوفير مناخ أفضل لهم، ولكن الأمر يتطلب وقتًا، فأغلب هذه المنظمات، وقبل أن تبدأ بالمساعدة، تقوم بجمع بيانات عن هذه العائلات وعن أوضاعها وأعدادها، الأمر الذي يحتاج صبرًا”.
وتأتي موجة الانتقال هذه مع حلول فصل الشتاء؛ ما يزيد من الحاجات الرئيسة التي ينبغي تأمينها للوافدين الجدد. وعن الأوضاع النفسية للمقاتلين الواصلين إلى إدلب، أكد صوان “همة الشباب عالية؛ لأنهم هم الذين اختاروا الخروج، ورفضوا عقد أي تسوية مع النظام، أما ما يُشاع عن موضوع مشاركتهم في معركة تحرير حلب، فغير صحيح وغير مطروح مبدئيًا، وتطبيقه ليس بالأمر السهل فهؤلاء الشباب خارجين من حصار طويل ومنهكين ويحتاجون لبعض الوقت؛ حتى تستقر أوضاعهم قليلًا، إضافة إلى اختلاف الموقف، فالمواجهات التي كانت تحدث في المعضمية كانت أقرب إلى حرب شوارع، أما ما يحدث في حلب فحرب مفتوحة، ويحتاج الشباب؛ لكي يستطيعوا خوضها، إلى تأهيل وتدريب”.
وضع الأهالي الذين بقوا في المعضمية قد يبدو أفضل، وتحسّن قليلًا من الناحية المعاشية، حيث فُتح الطريق وسُمح بإدخال بعض المواد الغذائية، كما دخلت قافلة مساعدات من الأمم المتحدة، لكن المشكلة في وضعهم النفسي، فوفق صوان “يعيشون بحالة خوف وقلق دائم؛ لأنهم يخشون من المجهول والمستقبل، إضافة إلى عامل تشرذم الأُسر والبعد عن الأهل، فهناك رجال تركوا عائلاتهم وأولادهم في المعضمية، دون وجود أحد يرعاهم، وهناك عدد كبير منهم بحالة متردّية فالسكن محدود، و كل خمسة عوائل تتساكن في بيت واحد، وقسم آخر يقطن في بيوت غير مجهّزة وغير صالحة للسكن، ولا يوجد من يساعدهم”.
يبقى الخوف الأكبر للأهالي الذين بقوا مع أولادهم، ومنهم ناشطون سلميون، من خطوات ما بعد التسوية؛ لأن النظام لا يلتزم بما يقول، ومن المرجّح أن يسحب قسمًا منهم إلى جيشه النظامي، ويعتقل القسم الآخر حتى بعد تسوية أوضاعهم.