‘في الذكرى الثامنة والثلاثين لرحيله: مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة يُعلن عن جائزة سنوية باسم ياسين الحافظ’
28 أكتوبر، 2016
جيرون
أعلن مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة، عن جائزة سنوية في مجال الدراسات والبحوث، باسم “جائزة ياسين الحافظ في الفكر السياسي“؛ تقديرًا لإسهامات الحافظ الكبيرة في الفكر النقدي؛ ويجري التنافس فيها من خلال تقديم الأبحاث والدراسات التي تتناول موضوعًا محدّدًا، يطرحه المركز كل سنة في ذكرى رحيل ياسين الحافظ في 28 تشرين الأول/ أكتوبر، شريطة ألا تكون منشورة سابقًا، وأن تكون مكتوبة باللغة العربية؛ وتتألف الجائزة من شهادة تقدير ودرع الجائزة ومبلغ مالي قدره 15 ألف دولار أميركي للفائز الأول، و10 آلاف دولار أميركي للفائز الثاني، وثلاثة آلاف دولار أميركي للفائز الثالث؛ كما سيُعلن مركز (حرمون) -أيضًا- عن أسماء الفائزين بالجائزة، في أي من دوراتها، في ذكرى رحيل ياسين الحافظ في 28 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام.
يأتي اسم الجائزة في سياق ردّ الاعتبار للمفكر الكبير ياسين الحافظ، ابن مدينة دير الزور (1930-1978) السورية، و للإعلاء من شأن الفكر النقدي في وجه الأيديولوجيات الشمولية المنتجة للاستبداد والتطرف في آن معًا، من جهة ثانية؛ فقد كان ياسين الحافظ في حياته، الشخصية والفكرية والسياسية، يسبح عكس بعض تيارات “اليسار العربي” التي كانت، وما زالت، بأحزابها وأيديولوجياتها المغلقة، والمنغلقة على نفسها، تحارب الفكر الحر عمومًا، والفكر النقدي خصوصًا؛ فقد أبحر، بلا خوف أو تردّد، ضدّ تيارات التقليد، الماضوية والسلفية والتلفيقية واليسراوية، في اتجاه مستقبل ممكن، هو اتجاه الحداثة والمعاصرة والكونية، وأبدع في نقد الأيديولوجيات السائدة، وعدّها سببًا رئيسًا من أسباب الهزيمة المزمنة.
جدير بالذكر، أن الحافظ انطلق من تصوره للنهضة الممكنة من أهمية ثالوث الديمقراطية والعلمانية وحقوق الانسان؛ وكان هذا الثالوث بعيدًا من طروحات معظم “القوى اليسارية” التي كانت تنبذ الديمقراطية وتخشى الحرية التي تتشدق بها، وتختزل العلمانية في تصور سطحي وساذج، يصبّ -في المآل- في طاحونة الاستبداد، ولا تعنيها حقوق الانسان إلاّ في الشعارات؛ بل كانت في تفكيرها وسلوكها ومواقفها -ولا تزال- تقبع في التقاليد البالية التي تعلن رفضها، فضلًا عن كونها واحدة من ركائز استمرار الاستبداد والأنظمة الشمولية.
كانت دعوته إلى الانتقال من الرؤية الأيديولوجية إلى الرؤية الواقعية تعني نزع صفة القداسة عن الأشخاص والعقائد، والانتصار للإنسان والحرية؛ وتعني أيضًا الذهاب نحو الارتقاء بالكتل البشرية الهامدة التي يعطلها التأخر والاستبداد إلى مستوى أمة وشعب ومجتمع حديث، وذلك بالانتصار للإنسان والديمقراطية وسيادة الشعب وبناء دولة الأمة، دولة المواطنة.
تراث الحافظ النقدي هو ما يحدِّد مكانته، وهو أثمن ما تركه؛ فأسئلته ما زالت في مقدمة جدول أعمال المشتغلين في الحقل العام، ولن نستطيع دخول العصر قبل أن نقدم إجابات مقاربة عنها، وهذا يلقي علينا مسؤولية كبيرة لمواصلة وتعميق فكره النقدي وتطويره، وبالطبع من موقع الانتماء إلى عالمنا الحاضر وعصرنا الحالي.
تهدف جائزة ياسين الحافظ في الفكر السياسي -من جانب آخر- إلى تشجيع المثقفين والباحثين من المنطقة العربية، على البحث العلمي في قضايا وإشكالات تهمّ صيرورة تطور المجتمعات العربية وبنيتها وتحولاتها ومساراتها، وتعميق البحث في مجال الفكر السياسي خصوصًا، وكشف وحلّ المعضلات الفكرية السياسية التي يطرحها الواقع العربي في حيزاته -كافة- من موقع تحليلي نقدي.
وقد وضع مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة نظامًا أساسيًا للجائزة نشره في موقعه على الشبكة العنكبوتية، حدَّد فيه الشروط الواجب توافرها في المرشح للجائزة، والشروط الواجب توافرها في البحث المرشح للجائزة، إضافة إلى تحديد الهيئات واللجان المسؤولة عن الجائزة، وآلية الترشح للجائزة وطرق التواصل، والبرنامج الزمني لسير العملية بدءًا من تقديم الترشيحات ومشروعات الأبحاث؛ وحتى إعلان أسماء الفائزين وتسليم الجوائز؛ وسيحرص المركز على إشراك شخصيات فكرية وأكاديمية عربية، تتمتع بالخبرة والكفاءة والسمعة الطيبة في الأمانة العامة للجائزة، وفي لجنة تحكيم الجائزة في كل دورة من دوراتها.
جدير بالذكر، أن المركز قد حدّد موضوع التنافس على الجائزة في دورتها الأولى 2016-2017: “المثقف في المنطقة العربية: الدور والوظيفة في عالم اليوم”، وفتح باب الترشح للجائزة وتقديم مشروعات الأبحاث لمدة شهرين، بدءًا من اليوم 28 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى 28 كانون الأول/ ديسمبر 2016؛ ونشر على موقعه -أيضًا- ورقة مرجعية حول موضوع الجائزة لهذا العام، ليستأنس بها الباحثون والكتاب الراغبون في المشاركة والتنافس على الجائزة.
[sociallocker] [/sociallocker]