مسلحو داعش ينشرون سحابة سامة فوق أجزاء من سوريا والعراق وتركيا
28 أكتوبر، 2016
خلال معركة دامية للسيطرة على الموصل – آخر معاقل الدولة الإسلامية (داعش) في العراق – أحرق مسلحو التنظيم مصنعاً للمواد الكيميائية، تسبب بنشر غازات خانقة سامة عبر الشرق الأوسط.
تظهر صورة من اثنتين نشرتهما وكالة ناسا هذا الاسبوع (تم التقاطها يوم 22 تشرين الأول/ أكتوبر عبر قمرها الصناعي أكوا ) سحابة عملاقة من دخان متصاعد بألوان فاتحة من نار الكبريت.
وبحسب المعلومات يأتي هذا الدخان من منجم كبريت ومنشأة المشراق، التي تقع على بعد حوالي 24 ميلاً الى الجنوب من الموصل، تماماً حيث يحاول تحالف القوات العراقية والكردية بقيادة الولايات المتحدة التقدم نحو الموصل.
ويأتي الدخان الرمادي والأبيض من مصنع الكبريت، في حين يأتي الدخان الأسود من حرائق النفط الذي أشعل من قبل مسلحي التنظيم منذ أشهر في مدينة تسمى القيارة:
ليس الكبريت المحترق شيئا تريد أن تتنفسه، ناهيك إن لمس بشرتك. ووفقاً للمركز (CCOHS): “عند تعريضه للنار، يتحد الكبريت مع الأكسجين لتكوين ثاني أكسيد الكبريت، وهو غاز عديم اللون، محرق وسام جداً ومذيب للبشرة، وفي بعض الأحيان قاتل”
ويذكر موقع المركز الكندي للصحة والسلامة المهنية: “قد يسبب التعرض قصير الأمد الشديد آثار سلبية على الجهاز التنفسي على المدى الطويل”. والسبب هو أنه عندما يجتمع ثاني أكسيد الكبريت مع الماء، يذوب على الفور لتكوين حمض الكبريتيك – في الحناجر، وعلى الجلد الرطب، وفي التربة الرطبة، وأكثر من ذلك.
وقد كتب الصحفيان بن كيسلينغ وغوردون لوبولد في 23 تشرين الأول/ أكتوبر لصحيفة وول ستريت جورنال، تقريباً بعد يوم من إشعال داعش للنار: “قال الناس في المنطقة المتضررة من الدخان أنه كان من الصعب التنفس، حيث حرق الدخان عيونهم ولسع أنوفهم وحلوقهم عندما استنشقوه، وأحرق أية بشرة رطبة ظاهرة عندما انتشرت السحابة بشكل متقطع على المنطقة معتمدةً على الرياح”.
وتقول ناسا أن الحريق الكبريتي مرئي من الفضاء فقط لأنه يحتوي على مواد كيميائية من الكبريت الكريه التي يعكس الضوء.
ولكن تكشف صورة الأقمار الصناعية الثانية، التي تم التقاطها في 24 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى أي مدى تنتشر السحابة غير المرئية من ثاني أكسيد الكبريت خارج العراق إلى بلدان أخرى، بما في ذلك سوريا وتركيا:
على الرغم من ذكر صحيفة وول ستريت جورنال أنه تم إخماد حريق الكبريت، قد تلحق كمية من الدخان السام الصادرة عن الحريق ضرراً دائماً على المنطقة وشعوبها. وعندما يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت في التربة عن طريق الماء، فإنه يمكن أن يبقى لسنوات، يتشبع في المعادن ويقضي على الزراعة، ويضر بالحياة المائية القريبة.
ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض “بعد فترة طويلة من استنشاق البالغين والصغار لثاني أكسيد الكبريت بتركيز كبير، يصابون بنوبات الصفير ومشاكل في الجهاز التنفسي”
يأمل التحالف الدولي الذي يقاتل داعش حالياً في تأمين القرى المحيطة بالموصل والوصول إلى مركز المدينة في أقرب وقت ممكن.
ولكن بالإضافة إلى الأدخنة السامة، يتعرض الجنود لقنابل على جوانب الطرق، وشبكات من الأنفاق الخفية، وانتحاريين، ومدنيين يتم استخدامهم كدروع بشرية، وتهديدات خطيرة أخرى.
رابط المادة الأصلي : هنا.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]