معاناةٌ ومخاطر يواجهها عشرات الآلاف الذين هجّرتهم الحرب في حماة


unnamed

خالد عبد الرحمن: المصدر

عشرات آلاف النازحين هجروا منازلهم في ريف حماة الشمالي وحطوا رحالهم في قرى أرياف إدلب الأكثر أمناً، والسعيد منهم من حالفه الحظ وهو هائم على وجهه ووجد من يؤويه لتغتص عشرات المنازل بعائلتين أو أكثر، ومنهم لجأ الى المساجد، والمدارس، وقسم نزح باتجاه مدينة حماة.

وتعتبر موجة النزوح الأخيرة في ريف حماة هي الأكثر قسوة وصعوبة، وذلك بسبب الاتساع الشاسع لرقعة المعارك ما نجم عنه نزوح سكان القرى والمدن المحررة تزامناً مع معارك الكر والفر والقصف بشتى أنواع الأسلحة، على مدنهم وقراهم التي غادروها قهراً باتجاه الشمال والجنوب.

“أبو الحمزة” مدير المكتب الإعلامي في مدينة طيبة الإمام تحدث لـ”المصدر” قال إن مدينة طيبة الإمام أصبحت مدينة منكوبة، تهدم أكثر من 65 بالمئة من منازلها، إضافة إلى المستوصف الوحيد في المدينة، وذلك جراء استهداف المدينة بأكثر من 150 غارة جوية منذ تحريرها، حيث استخدم فيها الطيران كافة الاسلحة من براميل متفجرة واسطوانات متفجرة وصواريخ عنقودية وفوسفورية ونابالم وصواريخ شديدة الانفجار محمولة بمظلات، فضلاً عن القصف المدفعي والصاروخي اليومي، الأمر الذي جعلها منطقة غير صالحة للسكن.

وأضاف أنه وبعد سيطرة كتائب الثوار على طيبة الإمام – التي يبلغ عدد سكانها حوالي 40ألفاً هجرها كل أهلها باستثناء عدد من العائلات التي رفضت النزوح، وفضلت البقاء في المدينة- وهي قلة قليلة- وفي الأيام القليلة الماضية وبعد سيطرة النظام على بلدة معردس وتكثيف القصف على طيبة الإمام اضطرت هذه القلة القليلة أيضاً إلى النزوح.

نازحو مدينة طيبة الإمام توزعوا على مناطق عدة، بحسب مدير مكتبها الإعلامي، فمنهم من فضل النزوح إلى مدينة حماة ومناطق سيطرة النظام، والباقي نزح إلى المناطق في الشمال السوري، منوهاً إلى أنهم يعانون من قلة المساعدات الانسانية المقدمة، إضافة إلى قلة الأمان الذي يعانيه كل من يسكن خارج مناطق سيطرة النظام فيعانون ما يعانيه أهالي تلك المناطق، إضافة إلى ارتفاع أجور المنازل، وسط غياب المردود المادي عنهم، كون أغلبهم ترك وظيفته، فقد يصل بدل إيجار المنزل في بعض المناطق إلى أكثر من 30 الف ليرة سورية، ما اضطر العديد من عائلات المدينة إلى السكن في مساجد القرى ومدارسها والمخيمات في ريف إدلب، والتي لا تقي اهلها لا حر الصيف ولا برد الشتاء.

“أحمد الشريف” مدير المكتب الإغاثي في منظمة إيلاف ناشد كل المنظمات الإنسانية والجهات المانحة التي تعمل للإنسان أن تنظر إلى نازحي ريف حماة الشمالي نظرة رحمة، وأن تقدم لهم يد العون بعد أن ضاقت بهم السبل.

وأضاف في حديث لـ”المصدر” أن المنظمة استطاعت احصاء أكثر من 8000عائلة نزحت من مناطق ريف حماة الشمالي التي تشهد اشتباكات متصاعدة وحالات قصف مستمرة لافتاً إلى أن النازحين يعيشون أوضاعاً مأساوية وانهم بحاجة إلى مساعدات عاجلة وخاصة مع دخول فصل الشتاء.

وأشار الشريف أن منظمة إيلاف كانت من اول المستجيبين للأزمة بالتعاون مع المجالس المحلية والجمعيات المحلية حيث قامت من اليوم الثاني للازمة بإعداد خطة طوارئ شملت حوالي 2000 عائلة وقامت بتوزيع السلال الغذائية والاستجابة لحاجة النازحين الملحة وبسبب مصادفة موجة النزوح مع عيد الأضحى تم تخصيص نسبة كبيرة من مشاريع الأضاحي للنازحين الجدد.

وختم الشريف أن المنظمة دقت ناقوس الخطر لمساعدة النازحين وخاصة بالمساعدات الشتوية من ألبسة وخيم وأغطية إلا أنه ولأسباب مشبوهة لم تلحظ المنظمة وجود تجاوب بالمدى المرضي من قبل تلك المنظمات الإنسانية والجهات المانحة لهذه للنداءات.





المصدر