معاناة أهالي دير الزور في الهرب من مناطق (داعش)


unnamed-9

نصر القاسم: المصدر

يعاني الأهالي الفارين من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في دير الزور، الأمرّين ليخرجوا من تلك المناطق، وخاصة بعد تدمير الجسور الحيوية في المحافظة، وفي ظل استغلال المهربين ومخاطر الطريق والمعاملة السيئة التي يتلقونها من قبل وحدات الحماية الكردية التي تستقبلهم في الحسكة.

وقال “أحمد” أحد الناجين من (رحلة الموت)، لـ “المصدر”: “قررت الهروب أنا وعائلتي من مدينة دير الزور بسبب ظلم وبطش تنظيم داعش، وحقد طائرات النظام وسلاحه الثقيل الذي كان شريكاً فعلياً مع التنظيم في عملية إفراغ المنطقة من أهلها، بما في ذلك حليف النظام الأساسي العد الروسي، الذي لطالما ارتكبت مقاتلاته الحربية العديد من المجازر بحق المدنيين بدير الزور”.

وأردف: “بدأت رحلة الموت بعد أن اتفقت مع أحد المهربين على إخراجي وعائلتي من دير الزور إلى محافظة الحسكة، وطلب مني مبلغ 125 ألف ليرة سورية على كل فرد من عائلتي، ولم يكن بمقدرتي ذلك لولا مساعدة أحد الأقارب في إحدى دول الخليج بتسديد المبلغ لخمس أفراد من عائلتي، وبعد الاتفاق، وأثناء سفرنا، تركنا المهرب في البادية بحجة أننا قد تجاوزنا حواجز التنظيم، وأنه على بعد 10 كم يوجد أول حواجز لما يسمى بوحدات حماية الشعب الكردية، وبدأنا المسير وكان عددنا 18 شخصا، ولكن تبين لنا أن المهرب قد كذب علينا، ولا نزال في مناطق التنظيم، لنستمر في المسير ثلاث ليالٍ متخفين من عيون التنظيم التي ستبطش بنا إن شاهدتنا”.

وأضاف: “اضطرانا إلى إلقاء جميع حقائب السفر بسبب عدم قدرتنا على حملها تلك المسافة الطويلة، ولا علم لنا متى سنصل إن لم يدركنا الموت، بينما كانت طائرات التحالف الدولي تحلق فوقنا لأكثر من مرة، باعتقادها أننا عناصر من التنظيم، والحمد لله لم تستهدفنا تلك الطائرات، وبعد يأس شديد وعطش وجوع كاد يفتك بمن معنا من الأطفال والمرضى وكبار السن، وصلنا إلى نقطة مدنية أرشدونا إلى الطريق الصحيح، وكانت هناك بعد مسافة ليست بالبعيدة دوريات عسكرية لمقاتلين أكراد، وتم نقلنا إلى مخيم الهول عن طريق سيارات تابعة للمقاتلين الأكراد، وكانوا يرتدون بزّات عسكرية، وقد أبلغونا بأنهم من قوات الأسايش”.

“وتم إيصالنا إلى مخيم الهول الذي يوجد فيه العشرات من النازحين من أهالي دير الزور، أغلبهم يروي لنا كيف وصل ومر بحقل الألغام، ومنهم من فقد عدداً من أفراد عائلته بسبب الألغام المتواجدة في الطريق الترابي، وفي الجانب الآخر من المخيم توجد عائلات وافدة من الموصل العراقية، طلبنا من المقاتلين الأكراد السماح لنا بالدخول إلى مدينة الحسكة ولكن لم يستجيبوا لنا، ولا يزال العشرات من الأهالي المدنيين ينامون في العراء بالقرب من مخيم الهول، لا خيم تأويهم ولا غطاء يقيهم من برد الليل، ولا رحمة تتغمدهم سوى رحمة الله”، بحسب “أحمد”.

وأكمل “أحمد” قائلا: “بدأ المرض ينتشر بشكل كبير بين العديد من المدنيين، وهناك عدد من المدنيين وكبار السن ممن يحاولون الوصول إلى مطار القامشلي للسفر إلى دمشق لتلقي العلاج الصحي، بالإضافة إلى العديد من أصحاب الإقامات في دول الخليج ليسوا بحاجة إلى الاستقرار في محافظة الحسكة، وانما الوصول إلى مطار القامشلي للسفر إلى دمشق ومن ثم إلى خارج سوريا”.

وختم أحمد: “ومن هنا نتمنى إيصال معاناتنا إلى الجهات المسؤولة، فأهالي دير الزور يفرون من الموت إلى الموت، فلا يوجد من ينظر لنا بعين الرحمة أو بمعاملة إنسانية”.





المصدر