في موسم قطافه… زيتون إدلب الخضراء يئن عطشاً وزيته في انحسار


idleb11-1

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

سيطر الجّفاف على معظم المناطق السّوريّة خلال السّنوات الثّلاثة الماضية، ومع بداية العام 2014 شهدت المنطقة جفافاً واسعاً، تأثّرت به معظم المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، وبشكل خاص في ريف إدلب، والذي يعتمد بشكل كبير على زراعة أشجار الزّيتون، وتجلّى ذلك واضحاً في محصول الزيتون مع بداية موسم هذا العام.

ومع نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، يبدأ الفلاّحون في ريف إدلب بقطاف ثمار الزيتون، بعد أن تكون الأرض قد شربت من مياه الأمطار مرّتين على الأقل، حيث كانت تهطل الأمطار في نهاية شهر أيلول، وفي أوقات متفرّقة من شهر تشرين الأوّل، كما هي مواسم الأمطار.

وفي هذا العام بدأ الفلاّحون بقطاف محصول الزيتون على الرغم من عدم هطول الأمطار، ويشتكون من قلّة المحصول، فحمل الأشجار من ثمرة الزّيتون أصبح ضعيفاً جداً، وشجرة الزّيتون التي كانت تعطي كيساً واحداً في السنوات السّابقة قبل الجفاف، ربما لا تجد فيها بضع كيلو غرامات من ثمرة الزيتون.

وأمّا بالنسبة لكمية الزّيت المستخرجة، فهي قليلة جداً أيضاً، ونقص معدّل الزيت المستخرج إلى أقل من النّصف، وكانت معاصر الزيتون تستقبل في اليوم الواحد عشرات الأطنان من الزيتون من أجل استخراج الزّيت، إلاّ أن الكمية أصبحت أقل من النصف أيضاً.

وقال المهندس الزّراعي “طلال الغرّاء”، في حديث لـ “المصدر”:في السّنوات السّابقة قبل الجفاف كان كيس زيتون واحد يزن /100/ كغ، يستخرج منه زيت يقدر بنحو /20 – 25/ كغ، أي أنه بمعدّل 5 كغ من ثمرة الزيتون، تعطي 1كغ من الزّيت الصّافي، ومع الجفاف أصبحت 8 كغ من ثمرة الزيتون، تنتج 1 كغ من الزّيت”.

وأضاف الغرّاء بأن شجرة الزيتون بحاجة إلى كمية محدّدة من الماء سنويا، وخلال السّنوات الثّلاثة السابقة لم تأخذ شجرة الزّيتون حصّتها الكافية من الماء، وقد تأثّر حمل الشّجرة من ثمرة الزّيتون وأيضاً أثّر الجفاف على كمية الزّيت المستخرجة.

ويضيف الجّفاف حملاً آخر على السّوريين بعد الحروب التي أتت على كل ما يملكون، ودمّرت وقتلت وشرّدت، فأصبح الغنيّ فقيرا، رغم أنّ القسم الأكبر من السّوريين يعتمدون على الزّراعة، والتي تعتبر مصدراً أساسياً للدّخل في سوريا.





المصدر