‘حوار في الخيانة .. نبيل صالح: صادروا أملاك الخونة’

1 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
5 minutes

ناصر علي – ميكروسيريا

من صحفي ينتقد أداء الحكومة وسياساتها ومؤسساتها، ورجالها من وزراء ومدراء عامون إلى معارض في التيار الثالث، ومن ثم الانتقال الكبير إلى أكبر المدافعين عن وحشية جيش الأسد، وفي امتداح ذكرى وانجازات الأب الخالد وابنه البار الصغير.

أما في الجانب الآخر من اعتقاده الباطني والظاهري، فيرى صالح أن كل من خرج على الأسد، والعرب الداعمين ليسوا سوى وهابيين، وهذا ما استدعى فيه أن يستنهض أحقاده كما بسام القاضي الطائفي جداً حتى العظم في مسح (دوما وحرستا) مثلاً، وبلغة القرامطة والمظلومية التاريخية لآل البيت التي يلتصق بهم الآن كل الطائفيين الحاقدين وهم يفتحون زجاجات الويسكي في سهرات ضباط الأمن الذين يعرفهم هؤلاء قبل الثورة بوقت طويل.

عندما دخل الأسد الصغير داريا مصلياً كتب صالح: (نعلن داريا مدينة آمنة بعد صلاة الرئيس الأسد وأصحابه في جامعها … وننتظر صلاته في دوما وسائر سوريا الموحدة تحت راية الجيش السوري… عيد مبارك)…الرئيس وأصحابه أليس هذا أبلغ توصيف لقدسية القاتل؟.

يذهب أبعد من ذلك عندما يمتدح الباصات الخضر التي تهجر السوريين، وتأخذهم بعيداً عن بيوتهم : (أخيرا سنأكل عنب داريا (هاذا) الصيف ..وعنب سائر الغوطة قبل نهاية العام القادم.. جنودنا يزرعون الأمان ونحن نجني السلام… صباح الخير داريا ..هل وصلت باصاتنا الخضراء)…إنها لغة الانتقام والنظام وإيران التي نعرفها، ورضعها الصالح وامثاله.

أحقاد نبيل الصالح أبعد من داريا والغوطة عندما يريد أن يُلغي السوريين من قاموسهم ارثهم الأموي، وسيف بني أمية بالنسبة له ليس سوى سيفاً ارهابياً تتغنى به الجماعات الإرهابية :(مازلنا نشيد بالسيف الأموي ونشيد له الأنصاب والأزلام رغم فتكته البكر برقاب السوريين منذ أن وطئت جحافل قريش بلاد الشام .. سورية الاستقلال هي دية الحداثة المستوردة من كل الأمم المتطورة أكثر منها إرثا قرشيا: في السياسة والفلسفة والمسرح والشعر والرواية والدراما والقوانين والتعليم والهندسة المعمارية ..أوقفوا الانتفاخ بالأمجاد التي تتنفخ بها الجماعات الإرهابية أيضا).

صاحب (الجمل)…صار صاحب كرسي في مجلس الشعب نائباً عن شهداء الجيش السوري الذي تاجر باسمه طويلاً، وانتقل من صيحات الجهاد المقدس إلى نقل ما يدور في المجلس (الديوث) ومن نقاشات مع الوزراء في تمثيلية الديمقراطية الكاذبة التي يعرفها جيداً، وآخرها ما كتبه منذ يومين عما جرى من نقاشات المجلس بحضور وزير المالية: (صادرو أملاك الخونة وبيعوها بالمزاد لصالح عائلات الشهداء” : (هاذي) مطالبات بعض النواب اليوم في جلسة مناقشة موازنة العام 2017 بحضور السيد مأمون حمدان وزير المالية)…طبعاً الخونة هم من أجبروا على مغادرة البلاد من تجار وإعلاميين وسواهم من مواطنين وهاربين من قتل سيده.

الملفت في النقاش الذي دار على صفحة صالح أنه لم يستطع إقناع مريديه الذين رأوا في سلطة الأسد وحكومته أول من سيسرق السوريين وأحد المعلقين قال إن مصادرة أموال الخونة ستذهب إلى دواعش الداخل.

آخر قال: (بلد شهيد او في طريقه للشهادة بأكمله …وبعدين تصادر أموال الخونة …سيسرقها الفاسدون ولن تصل إلى أهالي الشهداء أبدا …ستضيع على الطريق إلى بيوتهم).

كثر دخلوا في نقاشات تحوم حول سرقات المسؤولين وبنزين سياراتهم وسهراتهم، وابتعدوا عن القتل والموت وخراب البلاد الذي تسبب به العسكر والشبيحة والمرتزقة القادمون من كل بقاع الأرض لقتل السوريين.

ما يُطالب به نبيل صالح هي قوننة التعفيش ليطال بيوت الأغنياء، وأما بيوت فقراء سورية فلن يجد فيها ما يصادر فأغلبها تم تدميره، وما بقي تم تعفيشه من أبناء الوطن وحماته الشرفاء، وعلى سبيل المثال داريا التي صلى بها سيده مع أصحابه تم تعفيشها من جيشه الباسل وشبيحته الأشاوس قبل أن يدخلها السيد وأصحابه، وكان ضباط الفرقة الرابعة يبيعون مستودعات داريا جهاراً نهاراً، والسيارات الشاحنة على المتحلق الجنوبي من جهة داريا وقفت طيلة فترة الحصار تحمل ما خف وغلا…فالأولى البحث عن أملاك الخونة الأسياد وأبواقهم.