‘“متلازمة ستوكهولم” ونقيضتها’

1 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
3 minutes

صبحي فرنجية

تشير “متلازمة ستوكهولم” إلى مشكلة نفسية، تنشأ عند فرد أو مجموعة أفراد، تتجلى في كون الضحية تتعاطف مع الجاني، أو إنسان يتعاطف مع عدوه أو من أساء إليه.

وأُطلق على هذه المشكلة اسم “متلازمة ستوكهولم”، نسبة إلى حادثة وقعت في مدينة ستوكهولم السويدية عام 1973، حيث نفّذ مسلحون سطوًا مسلحًا على بنك كريديتبانكين (Kreditbanken)، سلحون واتخذوا بعضًا من موظفي البنك رهائنَ لمدة ستة أيام، إلا أن ما حصل -آنذاك- هو أن الرهائن بدؤوا يرتبطون عاطفيًا مع اللصوص، ودافعوا عنهم بعد إطلاق سراحهم.

وبحسب الموسوعة البريطانية، فإن “متلازمة ستوكهولم” هي تجاوب نفسي، يتمثل في أن يتعاطف المخطوف مع خاطفه، ويتصل به نفسيًّا، كما أنه من الممكن أن يبدأ المخطوف بالتعاطف مع مطالب وأجندة الخاطف. وذهب محللون نفسيون إلى أن هذه المشكلة قد تتعدى موضوع الخاطف والمخطوف، لتشمل كثيرًا من المعادلات الاجتماعية المثيلة.

ويقول المتخصص جي دواينيه فوسيلير: إن المشاعر التي تتشكل عند المصابين بـ “متلازمة ستوكهولم” تُعدّ -عمومًا- غير منطقية ولا عقلانية، خصوصًا إذا ما قارنا هذه المشاعر بحالة الخطورة التي يواجهها الإنسان. وعدّ أن الضحية -هنا- تفهم فهمًا خطأً عدم الإساءة من المعتدي وتحسبه رحمة.

كما أن محللين آخرين عدّوا أن منشأ “متلازمة ستوكهولم” هو رد فعل مقابل الصدمة؛ ما يعني أن الحالة لا تتطلب -بالضرورة- وجود حالة شبيهه -تمامًا- بحالة السرقة التي حدثت في ستوكهولم، وعرفوا الحالة بأنها “ترابط عاطفي قوي يتكون بين شخصين: أحدهما يضايق ويعتدي ويهدد ويضرب ويخيف الآخر بتقطع وتناوب” بحسب (ويكيبيديا).

ومن المرجح أن يصح عدّ بعض المؤيدين لنظام الأسد، والذين يُعانون منه الأمرين، بأن لديهم بوادر تلك المتلازمة في إطارها العام، حيث أن كثيرًا من القرى التي يؤيد أهلها النظام، هم من الذين تأذوا منه طويلًا، هذا إذا ما استثنينا منهم الخائفين من شبح الإرهاب.

ومن المفيد -هنا أيضًا- الحديث عن “متلازمة ليما”، والتي هي نقيض “متلازمة ستوكهولم”، هنا يتعاطف الجاني مع الضحية؛ ما يؤدي إلى تراجع الجاني عن مخططاته وإطلاق سراح الضحية.

هذه المتلازمة سميت نسبة لحادثة خطف وقعت في عاصمة البيرو، ليما، حيث اقتحمت مجموعة مسلحة حفلًا أقامته السفارة اليابانية هناك في مقر إقامة السفير، إلا أنه وبعد ساعات قليلة تعاطف الخاطفون مع الرهائن وأطلقوا سراحهم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]