on
صيفٌ في سروالٍ داخلي
سعاد الخطيب
نربّي الخديعة كما نربّي الحمام
عاليًا على السطح.
نربّي الخديعة كما نربّي النبيذ
منخفضًا في القبو.
……..
في الطابق الخامس
أمضغ رائحة تشرين كمدمني الماريجوانا
أدوّر الطَّعم وأدوخ في التراجيديا، التي حشوناها ضحكًا
ليسهل على كلينا تمرير ألمه ببساطة، كما يمرر سعر الخبز
أمضغُ رائحة تشرين، وأَغصُّ بشمس تموز
يا لتشرين الخبيث..
كيف هرّبت قطعة من الصّيف
في سروالك الداخلي؟
هنا هزلٌ قلناه معًا
وأبكانا كلٍّ في قصيدته المنفردة
هنا قبلةٌ كانت ستأتي
لو قُدّر للحاجز الأمني
أن يحتفل يوم الأربعاء
بعيد الحماصنة
………………..
نربّي الخديعة في الطابق الخامس.
الطائرة التي ترصّدت بائعي البطيخ في السوق
كانت تلهو كأي طفل مصاب بالتوحد
لا يميز بين بالونات عيد ميلاده، ورأسيّ والديه
كلُّ الرؤوس آيلة إلى الانفجار
الطائرة من ذوي الاحتياجات الخاصة
الجميع تعاطف معها
المسكينة أخفقت في لعبتها
حصدت رؤوس الباعة
وأخطأت رؤوس البطيخ
………….
نربّي الخديعةَ كما الحمام
عاليًا على السطح
نربّي الخديعةَ كما النبيذ
منخفضًا في القبو.
نربي الخديعة في الطابق الخامس
كما لم نربِها من قبل.
تمرُ الكلمات عبر مسمعي
بيضاءَ مهشّمة
تثير ذكرى مصابيح حديقة
أَجهز عليها صبية بالحجارة
هل ينطفئ المعنى؟
كيف سأقرأ وجهك
وروحي محنية
كعمود إنارة انتزعوا منه رأسه
المصدر