ناشونال إنترست: لا مصلحة لأميركا بمهاجمة الرقة


تناولت مجلة ناشونال إنترست الهجوم الذي يشنه التحالف الدولي لاستعادة مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وأعربت عن الدهشة من إعلان الولايات المتحدة عزمها مهاجمة الرقة في سوريا بالرغم من المخاطر التي تنتظر المهاجمين في الموصل.

فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب دانييل ديفيس -وهو عقيد متقاعد من الجيش الأميركي- تساءل فيه عن عزم الولايات المتحدة مهاجمة الرقة عاصمة تنظيم الدولة في سوريا، في الوقت الذي تواجه فيه قوات التحالف مخاطر متعددة في هجومها لاستعادة الموصل في العراق من سيطرة التنظيم.

وأشار ديفيس إلى مرور نحو أسبوعين على بدء معركة الموصل، وأن قوات التحالف لم تدخل المدينة بعد لترى طبيعة القتال داخلها. وقال إن قوات الأمن العراقية تمكنت حتى اللحظة من طرد مقاتلي تنظيم الدولة من عدد من البلدات والمراكز السكانية حول الموصل، ولكنها لم تخض بعد قتالا مع عدو يائس داخل المدينة ظهره إلى الحائط.

وأوضح أن من غير المؤكد أن تصمد قوات الأمن الداخلي وقوات التحالف الأخرى في معارك داخل الموصل هي أقرب إلى مفرمة اللحوم، وأن الأكثر من هذا أن قوات التحالف التي احتشدت لمواجهة تنظيم الدولة تتألف من مليشيات متنافرة.

تحديات
وأضاف أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت القوات التركية المنتشرة خارج الموصل ستلعب دورا محايدا في هذا المعركة، وأشار إلى أن التحديات المحتملة في هذه المعركة تعتبر ضئيلة بالمقارنة مع التحديات والمصاعب في المناطق الجبلية في الرقة.
وأوضح أنه ينتشر في المناطق المحيطة بالموصل جيش عراقي مؤيد للدولة تأييدا تاما، كما تنتشر العديد من المليشيات المسلحة والمجهزة بشكل جيد، بل يتواجد كذلك عدد لا بأس به من قوات الدعم الأرضية والاستخبارات الأميركية، ولكن كل هذه العوامل غير متوفرة بالنسبة للحال في الرقة في سوريا.

وقال إنه يصعب على الولايات المتحدة أن توفق بين قوات تركية وأخرى من المقاتلين الأكراد في سوريا، وذلك من أجل أن تتعاون في ما بينها لتحقيق هدف مشترك متمثل في طرد تنظيم الدولة من الرقة، وذلك لأنهما عدوين لدودين.
وتحدث الكاتب بإسهاب عن تفاصيل القتال الدائر بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، وقال إنه حتى لو تم حل الخلافات بين تركيا والمقاتلين الأكراد في سوريا ولو تم طرد تنظيم الدولة من الرقة، فإن كل هذا لن يحمي الولايات المتحدة من تهديدات التنظيم المستقبلية.

هجوم
وأضاف: لنفترض أن المعارضة السورية المعتدلة قامت بدحر تنظيم الدولة واستعادت مدينة الرقة، فإن هذه المعارضة سرعان ما ستتعرض لهجوم من جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه.
وتساءل: فهل ستقوم الولايات المتحدة عندئذ بإنشاء منطقة عازلة واستخدم القوة المميتة للدفاع عن الثوار في المدينة ضد الأسد وحلفائه؟ وقال إن قيام أميركا بهذا العمل يعني أنها ستصبح في حالة مواجهة مع الروس والإيرانيين، وإن هذا الأمر يتطلب تدخل الأمم المتحدة.

كما تساءل: وهل ستكون الولايات المتحدة على استعداد للتعرض لخطر حرب كبرى من خلال مهاجمتها قوات الأسد والقوات الإيرانية البرية أو الطائرات الحربية الروسية، في سبيل الدفاع عن ثوار إسلاميين لا نعرف ميولهم الحقيقية في الحكم.

وقال إنه إذا قتل المسؤولون الأميركيون أفرادا من قوات النظام السوري أو الروس أو الإيرانيين، فإن هذه الدول سترد بطريقة تتناقض مع المصالح الأميركية. وأضاف أنه لا أحد يعرف كيف يكون الرد، ولكن الأمر قد يتفاقم إلى درجة تبادل استخدام السلاح النووي.

وأضاف أنه لا يوجد لأميركا في سوريا مصالح تستدعي المغامرة في حرب مع أكبر قوة نووية في العالم ممثلة في روسيا، وحذر القادة الأميركيين من اتخاذ قرارات خاطئة، وقال إن الشعب الأميركي المؤلف من 330 مليون نسمة هو من سيدفع الثمن إذا ما ساءت الأمور وتفاقمت.



صدى الشام