يامن الشامي : التهجير الممنهج

تنفذ قوات النظام منذ مطلع الشهر الماضي عمليات عسكرية في ريف دمشق الجنوبي الغربي حيث تمكنت من السيطرة على بلدة الديرخبية وعلى عدد من الأبنية في محيط تل أبو سية ومجموعة مزارع في محيط خان الشيح وزاكية وتنتهج قوات النظام في هجومها على مواقع الثوار في المنطقة عدة أساليب يمكن تلخيصها بالتالي: 1. سياسة التجويع: قامت قوات النظام منذ بداية الحملة العسكرية بمنع وصول المواد الغذائية والاغاثية فالمنطقة منذ أكثر من خمس وثلاثين يوما تتعرض لحصار خانق مما أدى وجود نقص بالمواد الطبية والغذائية. 2. سياسة القضم: بعد تمكنها من السيطرة على الدير خبية نجحت قوات النظام في فصل زاكية عن خان الشيح وتحويل البلدتين الى جيوب واستمرت بعدها بقضم الأراضي الزراعة التي حولها لتقليص المنطقة التي يسيطر عليها الثوار. 3. سياسة الأرض المحروقة: تتعرض بلدتي خان الشيح وزاكية بشكل يومي لقصف مكثف وبكافة أنواع الأسلحة بدون تمييز بين مدني وعسكري حيث تُلقى عشرات البراميل المتفجرة على الاحياء السكنية مما يزيد الوضع الإنساني سوءا. يأتي ذلك ضمن محاولة قوات النظام ممارسة مزيد من التضييق على المدنيين والعسكريين واجبارهم على الموافقة على اتفاق المصالحة مع النظام وتنفيذ اتفق على غرار ما جرى في الأسابيع الفائتة في كل من داريا ومعضمية الشام وكانت قد شكلت لجنة مشتركة لتسوية أوضاع من يريد أن يبقى في خان الشيح وإلى الآن لم يعلن الجانبان عن الوصول إلى صيغة اتفاق كاملة بعد أن اختلف الطرفان على الوجهة التي سيخرج إليها الثوار, إضافة لوجود خلاف في بعض الأمور، خاصة في أمور السلاح، وآلية الإخلاء، حيث يريد النظام الاطلاع على الأسماء قبل الموافقة على الشروط التي وضعها وفد الثوار. وترفض قوات النظام توجه الثوار الرافضين لتسوية أوضاعهم الى درعا لتفريغ المناطق التي تسعى في احكام السيطرة عليها جنوبا وارسالهم شمالا الى ادلب وذلك ضمن مخطط النظام مع حليفه الروسي والإيراني في ظل تضاؤل خيارات الثوار بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها.