‘مسؤول أمني إيراني: سوريا استنزفتنا كثيرًا’
8 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
انتقد المساعد السياسي والأمني اﻷسبق في وزارة الداخلية الإيرانية، مصطفى تاج زادة، كلًّا من بشار الأسد وحكومة بلاده بسبب تصديهم للثورة السورية، بشكل عسكري وعدم التعامل معها بالشكل المناسب، مؤكدًا أن سوريا استنزفت الإيرانيين بشكل كبير.
وقال تاج زادة في لقاء مع صحيفة “نشرية روبه رو” الإيرانية الشهيرة، ترجمته صحيفة “عربي21”: إنه “منذ بداية تظاهرات السوريين ضد النظام الديكتاتوري الحاكم في دمشق، تحرك نظام الأسد لمواجهتها وإجهاضها بالقوة بدلًا من النظر إلى هذه الاحتجاجات ضمن إطار المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية؛ حيث قمعها بقوة السلاح والجيش النظامي”.
وأضاف: “لا يمكن استمرار الثورة السورية بصورة سلمية في ظل استخدام الأسد كافة الأسلحة والقوة القهرية في قمع الشعب الذي طالب بالحرية”، مضيفًا أن “الأسد اتهم المتظاهرين بالعمالة للخارج، وفشل في امتصاص غضب الشارع بسبب عدم اعترافه بالثورة السورية”.
وانتقد تاج زادة تشجيع الإيرانيين للأسد لقمع الشعب السوري قائلًا: “وفقًا لتصريحات شيخ الإسلام، سفير إيران الأسبق في سوريا، فإن أهم التوصيات التي قدمتها إيران لبشار الأسد في بداية الاحتجاجات السلمية هي مواجهتها باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، وليس عن طريق استخدام الرصاص الحي وهذا أول خطأ ترتكبه إيران”، مضيفًا “بدلًا من تشجيع الأسد على وضع حد لنهاية مرحلة الحكم الفردي والمطلق قامت بإعطائه نصائح أمنية ساهمت في تحريضه على قمع الشعب السوري”.
وأكد المسؤول الإيراني أن نظام الأسد عمل على إيجاد البيئة التي نشأ فيها تنظيم الدولة، وقال: “احتدام المواجهة بين المتظاهرين والنظام الذي استخدم كل قواه العسكرية والأمنية في قمع المتظاهرين، شكَّل بيئة خصبة لظهور تنظيم الدولة في سوريا”.
وانتقد تاج زادة جلب الميليشيات الطائفية من لبنان وأفغانستان والعراق وباكستان إلى سوريا، ما حوّل الثورة إلى نزاع طائفي، وساعد تنظيم الدولة في استغلال هذه الحالة عبر اتهام إيران بأنها بصدد تشكيل الهلال الشيعي، وبناء الإمبراطورية الإيرانية، بحسب رأي الكاتب.
وأضاف تاج زادة: “من الواضح أن الحكومات قد ارتكبت أخطاءً كبيرة في القضية السورية؛ حيث هناك طرف في القضية السورية ينادي ويحشد بصورة طائفية لاستقطاب المتطوعين الشيعة ويرسلهم إلى سوريا تحت ذريعة الدفاع عن مزارات الشيعة في دمشق، والطرف الآخر استغل هذه الفرصة وادعى أنه يدافع عن غالبية الأمة، وهم أهل السنة وعن الكعبة من هجوم الروافض والمجوس”.
وأكد الكاتب اﻹيراني أن حكومة بلاده وراء تأجيج الوضع السوري؛ حيث قال: “من واجب إيران أن تتابع الأحداث بدقة عالية وتبذل كل مجهودها السياسي والدبلوماسي للسيطرة على “الأزمة” السورية ومنعها من الانتشار والتوسع، لكن الخطأ الرئيسي هو أن الحكومة الإيرانية لم تقم بواجبها بالشكل الصحيح؛ حيث كانت تستطيع بمساعدة المجتمع الدولي وقف انتشار “الأزمة” في سوريا وتتعاون حتى مع السعودية وتركيا في حينها من أجل منع تطورها”.
وأضاف: “بدلًا من ذلك تدخلت إيران بصورة عسكرية وتركت وزارة الخارجية والحكومة الإيرانية الملف السوري للعسكريين الإيرانيين، واعتبر أن إيران تورطت واستنزفت أكثر من أيّ دولة في سوريا، وقال: “الخسائر الاستراتيجية التي تكبدناها في سوريا كبيرة جدًّا، وكنا قادرين بأقل كلفة على أن نحصل على أكبر الفوائد في سوريا، إيران اليوم متهمة بقتل وإبادة الشعب السوري ونشر الطائفية في المنطقة”، وأضاف: “ويومًا بعد يوم ندخل بشكل أعمق داخل المستنقع السوري، والمؤسف أنه رغم هذا الاستنزاف لم يتم إشراكنا في مفاوضات سوريا؛ حيث يجلس الجميع لاتخاذ القرار حول مصير سوريا إلا نحن”.
ويعلن بشكل مستمر عن سقوط قتلى إيرانيين في سوريا، فضلًا عن قتلى الميليشيات التي تجندها إيران، وتدفع مئات الدولارات شهريًّا لمقاتلي الميليشيات، ومن المفترض أن الخزينة الإيرانية تتكلف دفع تلك الرواتب لعشرات اﻵلاف من المجندين.
[ad_1] [ad_2]