أولويات ترامب .. لعل “بشار الصغير” محقاً في عدم تصديقه مهما قال
9 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
آلما عمران – ميكروسيريا
انتهى السباق المحموم إلى البيت الأبيض بفوز الرئيس “ترامب”، في ظل عدم ارتياح وتوجس السوريين الثائرين على بشار الأسد، من تصريحاته الصحفية التي كانت جزءً من حملته الانتخابية، المضادة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والمعروفة بمواقفها غير المنسجمة مع سياسة “أوباما” في عدة قضايا خارجية، منذ أن كانت وزيرة للخارجية، منها الشرق الأوسط، والسياسة الأمريكية اللينة إلى حد مريب اتجاه بشار الأسد، وهو ما جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ميالاً إلى فوز ترامب، إلى درجة اتهامة بالتدخل المباشر في الانتخابات الأمريكية، ووقوفه خلف الفضائح التي حاصرت كلينتون، بل ارتباط ترامب ببوتين، الذي كان خلف تسريبات ويكليكس “أسانج” المتلاحقة بشأن كلينتون.
كان “ترامب” في تصريحاته السابقة، تشير إلى أولويات بشأن الشرق الأوسط، تضع على رأسها مكافحة “الإرهاب”، إذ قال في المناظرة الثانية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون إن الرئيس السوري بشار الأسد “رجل سيئ” لكنه يجيد “قتل الإرهابيين”.
وفي مقابلة مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، نشرت يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر، شدد ترامب على ضرورة تركيز اهتمام واشنطن على معالجة القضايا الداخلية، بدلا من “بناء دول” في الخارج. وهو أكثر ما يُريح بوتين، ويعتبره امتداداً لسياسة أوباما في الانكفاء عن العالم لصالح الروس.
في تلك المقابلة، أوضح ترامب أنه على الرغم من تحفظاته بشأن خيار التدخل العسكري، إلا أن “هناك حالات معينة عندما نرى جرائم مروعة.. بما في ذلك (ما يفعله) داعش”. مشيراً إلى استعداده لاستخدام القوة العسكرية في بعض الحالات – “عندما تكون هناك قضية ويمكنك أن تحل هذه القضية”، لكنه شكك في جدوى الجزء الأكبر من التدخلات الأمريكية عبر العالم على مدى السنوات الأخيرة، بما في ذلك ما وصفه بأنه سياسة أوباما غير المدروسة في سورية. ومستذكراً التدخل الأمريكي العسكري لإسقاط صدام حسين، معتبرا أن العراق اليوم “بات كارثة”، متوقعا سقوط البلاد تحت سيطرة إيران و”داعش”، واستنتج قائلا: “أعتقد أنه علينا أن نركز على أنفسنا”.
ترامب .. وبشار الصغير
في المناظرة مع كلينتون قال ترامب: “إنني لست معجباً بالأسد على الإطلاق، لكن الأسد يقتل “داعش”. روسيا تقتل “داعش”، إيران تقتل “داعش”. أما الآن فيقف الثلاثة في صف واحد بسبب سياستنا الضعيفة”. في حين أشار خلال مقابلة صحفية مع وكالة “رويترز” على أن هزيمة تنظيم “داعش” تحظى بالأولوية على إقناع بشار الأسد بالتنحي، مضيفاً أن حمل الأسد على ترك السلطة أقل أهمية من هزيمة “داعش”، وهو يأتي في الأولوية بعد التنظيم، كما أبدى ترامب شكوكا حول طبيعة المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها واشنطن، وحذر من أن ممثلي تلك المعارضة قد يكونوا موالين لـ “داعش”.
هذه جردة لمواقف الرئيس الأمريكي الجديد المعلنة من “المأساة” السورية، لكن كلام الليل الانتخابي يمحوه نهار “تعقيدات” السلطة والمؤسسات التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية، عدا التداعيات غير المحسوبة، ولنا في أوباما ومواقفه بداية ولايته الأولى ثم سياسته المناقضة تماماً “أسوة” غير حسنة،.. ولعل الأهم أن “داعش” على وشك الانهيار في الموصل والرقة .. بالتالي سيكون الأسد الصغير مرشحاً وحيداً و”بالتزكية”، لاعتلاء سلم أولويات ساكن البيت الأبيض الجديد، على الأقل في المدى المنظور.
كان الأسد الصغير محقاً في مقابلته مع صحيفة “بوليتكا” الصربية، نشرت 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، حين قلل من أهمية تصريحات كل من ترامب وكلينتون حول سورية، مشددا على أنه لا يصدقهما مهما يقولان.