التناحر بين إخوة السلاح في الغوطة


نعيم مصطفى – ميكروسيريا

كم كان “النظام” سعيداً ومحبوراً، عندما تلقى نبأ الصراع والفتنة التي دارت رحاها، واشتد أوراها بين إخوة السلاح، إن لم أقل كان له يد في ذلك.  وكم كان حزننا وألمنا ولفتنا الكآبة، عندما صدمتنا وكالات الأنباء، بأخبار تناحر واحتراب إخوة السلاح، وهم يحملون راية الثورة والدفاع عن حياض الدين والوطن والشعب.

الحقيقة إن الدهشة لتنتابني عندما أسمع أن فريقين من المجاهدين  قد دبّ الاختلاف بينهما، وتصاعد حتى صار خلافاً وقتالاً وصراعاً ودماءً.

إن من ينظر إلى الأسماء التي تحملونها (الرحمن، الفسطاط، الإسلام الخ) والبيارق التي ترفعونها يستغرب ويصيبه الذهول قائلاً: إن شعاراتكم تعني أنكم تدافعون ليس عن مناصب ولا غنائم ولا رغبات، وإنما تسعون لنصرة الإسلام والمظلومين والمضطهدين في الأرض.

ألم تقرؤوا الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحذر وتنهى عن الخلاف والتناحر بين الإخوة كقوله تعالى” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” وقوله عزّ وجلّ ” إنّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص”.

ألم تقرؤوا الوعيد الذي تقشعر له الأبدان في الحديث الشريف، أو كما قال عليه الصلاة والسلام: “إذا التقى سيفان مسلمان فكلاهما في النار”.

لقد عاش- كما ذكرت – أعداؤنا من النظام وحلفائه ومؤيديه ليلة حمراء عندما ارتفعت أصوات البنادق بينكم.

إخواني المجاهدين الأبطال إذا كان الهدف واحد وهو النصر أو الشهادة ، والعقيدة واحدة وهي الإسلام، والعدو واحد وهو النظام وحلفاؤه .. فلمَ التناحر وعلى ماذا تتناحرون، والشعب عندكم  يموت من الجوع، ومن قلة الرعاية الصحية؟!.

يسأل أحدنا لقلة معرفته بسنن الله عزّ وجلّ، وجهله بشروط النصر لماذا لم يتحقق النصر الناجز حتى الآن؟. فيأتينا الجواب- من أرض الواقع-  النصر يحتاج إلى نقاء النية والإخلاص في الجهاد والعمل، والذي يسوغ لنفسه حمل السلاح ضد أخيه عليه أن يعيد النظر في نياته وغاياته وأهدافه من الجهاد.

وليست هذه هي المرة الأولى – للأسف- التي يشتبك فيها الإخوة، وإنما تكررت مراراً ،ونناشد ثوارنا الأحرار وتيجان رؤوسنا بحرمة الدماء الطاهرة التي أريقت .. كفانا صراعاً مع أنفسنا وجلداً لذاتنا، ولنوجه سلاحنا وقوتنا كلها اتجاه عدونا الأساسي، وعدو الإنسانية وعدو الحق .. الأسد وميليشياته وأعوانه.